بدون خلفية / مجزرة النرويج : هل أصبح الارهاب علامة مسجلة على المسلمين دون سواهم
في اللحظة التي ارتكبت فيه المجزرة الفضيعة بالنرويج والتي ذهب ضحيتها أكثر من 70 قتيل في ابشع عمل ارهابي نهاية الآسبوع الماضي … مباشرة بعد ذلك بدأت اصابع الاتهام توجه الى ـ » المتطرفين او المتعصبين او الارهابيين » المسلمين ـ حتى ان أحد الصحفيين الغربيين والمعروف بتحيزه لاسرائيل ـ ريمي مارصو ـ وبسرعة البرق كتب مقالا يتوخى منه السبق الصحفي تحدث فيه عن السناريو » الدقيق والمخطط له بدقة » من قبل » مجموعة ارهابية لا يمكنها الا ان تكون جماعة اسلامية ارهابية » وقام بنشره بموقعه الالكتروني … غير ان صاحبنا ـ الصحافي ـ وبمجرد ما ان اعتقلت السلطات النرويجية بطل المجزرة » أندريس بريفيك » (32 عاما) نرويجي الجنسية ينتمي الى الجماعة الماسونية والذي وصف بأنه أصولي مسيحي متطرف معاد للإسلام والمهاجرين ، حتى قام بسرعة بسحب مقاله الصحفي ، وهو الشيء الذي تناوله مجموعة من الشباب عبر الموقع الاجتماعي » فيسبوك » بنوع من السخرية والاستهزاء …
مباشرة بعد اعتقال مرتكب هذه المجزرة الارهابية ، تتبعت العديد من وسائل الاعلام الغربية ، والمواقف الرسمية للعديد من الدول فلم أجد ان احدا نعت هذه المجزرة بالعمل الارهابي ، بل الغريب في الأمر ان جل وسائل الاعلام الغربي سرعان ما طوت ملف هذا العمل البشع ولم تتحدث عنه ، حتى وان حدث ذلك فانها فانها تشير اليه بشكل جد مقتضب وكأنه حدث لا يستحق اي كلام ـ كذا ـ
وبعد اعتراف صريح لمرتكب المجزرة أمام محكمة اوسلو انه يكن العداء للمسلمين والاسلام والمهاجرين، وانه مسيحي ماسوني متطرف ، وانه ارتكب ما ارتكبه وهو في كامل قواه العقلية ، وانه غير نادم ، وأقر » بريفيك » في المحكمة بمسؤوليته الكاملة عن تفجير سيارة مفخخة في العاصمة النرويجية وإطلاق نار على مخيم شبابي صيفي لحزب العمال الحاكم في جزيرة أويوتا المجاورة, حيث قتل في الحادثين 76 شخصا، وفق حصيلة معدلة ، معتبرا أن الهدف من الهجوم المزدوج الذي قام به – والذي لم تشهد النرويج مثيلا له منذ الحرب العالمية الثانية – كان حماية النرويج وأوروبا الغربية من « غزو إسلامي ».
وبمجرد هذا الاعتراف الصريح توقعت وبشكل حتمي ان النتيجة ستكون تخريجة ستسل مرتكب هذا العمل كما تسل الشعرة من العجين خصوصا عندما اعلن انتماءه للماسونية وذلك بالفعل ما صرح به محامي المتهم ، حيث اعتبر موكله » شخصا مختلا عقليا » وانه يجب عرضه على طبيب نفساني … وتلقفت الصحافة الغربية هذا التصريح لتغلق به ملف هذه المجرة التي اصبحت مجرد حدث عابر طالما انه ليس من ارتكاب جماعة اسلامية يمكن ان توصف بكل الاوصاف » ارهابية متطرف أصولية قاعدة…الخ الخ الخ » وحتى البيان الذي اصدره الأتحاد الاوروبي قال فيه إنه يدين بأقوى لهجة ممكنة هذه الهجمات « الجبانة » والتي لا مبرر لها ـ وبذلك لم يستطع الاتحاد الاوروبي » بقدو اوقامتو » ان يصف هذه المجزرة التي لم تشهد النريج مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية بالعمل الارهابي …
يبقى السؤال اللغز اذن لماذا لم تجرء اية جهة او منظمة او صحيفة على اعتبار هذه المجزرة عملا ارهابيا ؟
أحد المفكرين الغربيين كتب مقالا عن الحادث اعتبر فيه ان كلمة » صهيوني متطرف » تعتبر في الاعلام والسياية الغربية بمثابة طابو ، يمنع منعا كليا الاقتراب منه ، او التلفظ به ، مزيحا النقاب عن الحقيقة المرة وراء ارتكاب هذه المجزرة ، معتبرا ان الشباب الذين تم اعدامهم ببرودة الدم هم مجموعة من شباب حزب العمال الحاكم النشيطين سياسيا بخصوص مقاطعة الكيان الاسرائيلي الذي ينهج سياسة ارهابية بالاراضي المحتلة امام الصمت الدولي …مضيفا ان الجاني وصف نفسه في موقعه الشخصي بانه صديق لاسرائيل ، باعتبار هذه الأخيرة تمثل سدا منيعا ضد الاسلام والمسلمين … ووصف صحافي آخر انه خلال يوم الخميس قبل وقوع المجزرة ، قام وزير خارجية النرويج بزيارة لمعسكر الشباب ـ الذين ارتكبت في حقهم هذه المجزرة ـ واستقبلوه بشعارات تطالبه بمقاطعة اسرائيل ، ورفعوا لافتات كتبوا عليها » يجب الاعتراف بدولة فلسطين خلال سبتمبر بمجلس الأمن »
لقد عرف السبب اذن وبالتالي بطل العجب … فمن يجرؤ اذن بنعت العمل الذي قام به هذا الشخص بانه عمل ارهابي طالما ان خيوطه تمتد الى اسرائيل …وان ما قام به خلال هذه المجزرة هو دفاع عن اسرائيل … لذلك
» لو دوصيي ءا كلو » كما يقول المثل الفرنسي » لقد تم حفظ الملف لأن بصماته ليست اسلامية «
1 Comment
Ben laden est un terroriste tandis qu’anders est un commandeur des chevaliers justiciers –‘