Home»Débats»شقة العذاب / يوم في قطار الناظور

شقة العذاب / يوم في قطار الناظور

1
Shares
PinterestGoogle+
 

عبد الله لحسايني

أريد أن أعرف في البداية من نحن ؟ لأنه يتهيأ لي أننا في المغرب نحن ضيوف علينا القبول بما جاد به مضيفوهم و »الضيف ما يتشرط  » لكنني سرعان ما أحس أن صفة الضيوف تستوجب احترام ومقام مناسب للضيوف لذا أرجع وأشك في كوننا ضيوف بل ربما عابري سبيل تحسن الإدارات بأشكالها إلينا جزاهم الله خيرا
وحين نجد تقصيرا أو كسلا فعيب أن تلاحظ في ما قصر به مضيفك
و الذي أكد لي هذه الصفة –صفة كوننا ضيوفا أو عابري سبيل وليس مواطنين – أنني لا أجد من يشكوا من سوء الخدمات حتى لو اقتضى الأمر للإختناق حرا في غياهب القطار هذا القطار الذي يعتبر ملجآ للسفر المريح فكيف بما دونه من وسائل النقل من حافلات أو سيارات نقل عمومي و التي تقل ستة أنفار يعصر بعضهم بعضا
حين ركبت في الأحد الماضي القطار من مدينة الناظور نحو العاصمة كنت أتخيل أن هذا القطار وهذه السكة التي دشنت حديثا سيكون في غاية الراحة فطفقت أفكر في أمور أخرى في كيفية تقليص عدد الساعات التي على الراكب أن يسجن فيها في قطار مريح والتي تصل إلى إحدى عشرة ساعة بالتمام والكمال إنها تليق بوصف ساعات الاعتقال احتياطي
بدأ الركاب في الصعود حتى ملأت غرف القطار بل حتى تلك الغرف الواسعة التي تشبه الحافلات والتي وضعت لربح أماكن لأعداد أكبر من المسافرين  أصبحت تغص بالناس وبعد كل محطة تزيد أفواج الركاب رغم أن المقاعد ممتلئة عن آخرها لنجد أنفسنا في حافلة »طوبيس » حيث الواقف فيه أكثر من الجالس
لكن ومع مرور الوقت وتحرك القطار بدأت أكتشف أن عدد الساعات الثقيلة هي أرحم المشاكل
بدأ الركاب في الصعود حتى ملأت غرف القطار بل حتى تلك الغرف الواسعة التي تشبه الحافلات والتي وضعت لربح أماكن لأعداد أكبر من المسافرين  أصبحت تغص بالناس وبعد كل محطة تزيد أفواج الركاب رغم أن المقاعد ممتلئة عن آخرها لنجد أنفسنا في حافلة »طوبيس » حيث الواقف فيه أكثر من الجالس
وبقيت الحالة البئيسة لناس تتراقص أعينهم من النوم والتعب واقفون طول الليل كحارس باركينغ
بقيت أتساءل بحرقة من هؤلاء الساكتون الذين فرض عليهم هذا العقاب » كما كان يفرض الأستاذ علينا أن نقف عند باب القسم برجل واحدة عقابا لنسيان الدفتر »
هل نسوا دفاترهم أم نسوا أنهم مواطنون ومن واجب إدارة القطار أن تهيء لهم نقلا مريحا طالما دفعوا ثمن التذكرة
وحين قفلت راجعا و وبمجرد أن ركبت القطار تذكرت أني نسيت شيئا ما
لقد نسيت أن آخذ معي « الكياسة » فحمام كهذا لابد أن تستعد له
لقد كانت حرارة لا تطاق والمصيبة أن النوافذ محكمة الإغلاق لأنها صممت لتتكفل المكيفات بالتبريد ، طلبت من أحد المستخدمين تشغيل المكيف فأجابني بأنه سيحاول آملا أن يشتغل فتح علبة ما هناك وقال لقد اشتغل
فرحت وقد عدت منتصرا لقد حققت شيئا ما لهؤلاء المختنقين من قيض جهنم لكن سرعان ما اختنق فرحي فالمكيف لا يستطيع تبريد حتى نفسه يطلق هواء ضعيييييفا في مشهد كاريكاتوري
المنظر كالآتي شمس تنفث سخونتها وقطار محكم الإغلاق ومكيف يتعارك مع السخونة ليبرد نفسه
هل أضيف شيئا آخر في هذا المشهد الرائع؟؟
فالقطار الذي يقف في كل مكان في محطة أو في غير محطة بل في مكان بقي قرابة الساعة واقفا ويسير ببطء غريب لنكتشف في آخر ساعات الليل أن القطار كان به عطل وليترك قرابة مئتي شخص منهم عجائز وأطفال ورضع وحوامل ينتظر المجهول قرابة الساعة في أدغال في محيط حاسي بركان
إنها الروائح وما أدراك ما الروائح  المراحيض أجلكم الله ملئى عن آخرها بال »تييييت » ولا تشتغل أصلا لذا امتلأت منظر مقرررف ورائحة أقرف ملأت جوانب الحمام أقصد القطار
ربما كل هذا لايكفي ليرسم القطار تراجيديا الرحلة فالمسافرون لديهم ما يكفي من الصبر والتحمل لم لا نجرب صبرهم
بدأ القطار في السير ببطء شديد تسائل البعض وأجاب ربما لأنه يمر على سكة هشة فجأة توقف وأطال التوقف لا أحد يعلم لماذا فليس هناك تواصل بين السائق والركاب بل حتى إذا أردت الوقوف عند محطة ما لن تعلم إلا إذا استفسرت الخبراء فمن فاس للناضور يتعطل الإتصال بالمسافرين وإخبارهم بالمحطة التي هم فيها ربما لأن القطار يدخل مجالا ترابيا جديد تكفلوا أنتم بالبحث عن مسمى له
ألم تتعبوا بعد ؟؟ أنتظرو فقطارنا الجديد يخبئ لنا مفاجأة الليلة
فالقطار الذي يقف في كل مكان في محطة أو في غير محطة بل في مكان بقي قرابة الساعة واقفا ويسير ببطء غريب لنكتشف في آخر ساعات الليل أن القطار كان به عطل وليترك قرابة مئتي شخص منهم عجائز وأطفال ورضع وحوامل ينتظر المجهول قرابة الساعة في أدغال في محيط حاسي بركان
نساء عجائز أطفال رضع استنشقوا ما يكفي من روائح طول النهار وألهبتهم حرارة الشمس لكنهم صامدون إلى أن يصلح القطار العطل والساعة منتصف الليل وقد تجاوز الوقت المحدد للوصول بساعتين
إرأف بنا يا قطار فإن كان السفر شقة من العذاب فهي حتما بأحد شققك يا قطار العذاب
اللذي يحير الألباب والعقول  أنه لا يصل شيء من المسيرين للقطار  إلى الركاب إلا صاحب العربة التي تجر المشروبات المضاعف ثمنها أضعافا مضاعفة فرغم أن القطار ضل معطلا وواقفا لم يتكلف أحد أن يخبر الركاب بشيء يسوق حين يسوق يبطء حين يبطء يقف حين يقف اضطرارا أو اختيارا لا يبالي بالراكبين لا يخبرهم أين وصل ولا أين ولا من يسأل عن ظروف السفر وهل إذا كان البشر يتحمل تلك الظروف والروائح
إرأف بنا يا قطار فإن كان السفر شقة من العذاب فهي حتما بأحد شققك يا قطار العذاب

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.