ثقافة الفروسية في الجهة الشرقية مع الحنين إلى الماضي المجيد
ثقافة الفروسية في الجهة الشرقية مع الحنين إلى الماضي المجيد محمد شركي زرت رفقة أحد الأخوة الأفاضل حديقة الأميرة عائشة وقد طال عهدي بها منذ عهد الشباب ، فوجدت صدفة أحد الأصدقاء الأعزاء الدكتور عبد المجيد كمي الطبيب النفساني يشرف على تنظيم مسابقة في الفروسية احتضنها نادي الفروسية بمدينة وجدة تحت إشراف قيادة القوات المسلحة الملكية للخيالة الفوج الأول . وهذه التظاهر الرياضية شارك فيها مدنيون شبابا وكبارا وعسكريون ، وتميزت بحضور بطل المغرب في الفروسية وهو عسكري برتبة عقيد. وتواصلت التظاهرة خلال أيام الجمعة والسبت والأحد 12،13،14 نوفمبر2010 وحضر اختتامها في اليوم الأخير السيد والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة إلى جانب القيادة العسكرية في الجهة وعدد من الشخصيات .
وأثار انتباهي حضور الجمهور الوجدي مع أن الجهة الشرقية لم تحتضن مثل هذه التظاهرة منذ أكثر من نصف عقد من السنين كما أبلغني الدكتور الفارس بسبب افتقار الجهة للبنية التحتية المناسبة لسباق الفروسية ،مع أن أهل الجهة الشرقية أهل فروسية كما تشهد على ذلك مواسمهم الصيفية السنوية التي يحضرها فرسان القبائل المختلفة من عرب وأمازيغ . وقد أقيم بمناسبة هذه التظاهرة معرضا عرضت فيه المقتنيات الخاصة بالخيل التقليدية منها والحديثة ، وقدمت شروح للزوار لتقريب ثقافة الفروسية منهم إلى جانب وجود وحدة عناية بيطرية تحت إشراف طبيب بيطري عسكري برتبة نقيب تتدخل لعلاج كل ما يعتري الخيل من مغص أو توعك. وبالرغم من المدة الوجيزة التي أعطيت لمنظمي هذه التظاهرة فإنهم بذلوا مجهودات كبيرة لتهيئة مضمار السباق المتواضع بحديقة الأميرة عائشة. وقد زارت كاميرا موقع وجدة سيتي مكان التظاهرة ونقلت بعض مشاهد السباق مصحوبة بشهادة للدكتور عبد المجيد كمي المشهور بتربية الخيول ورياضة الفروسية والاهتمام بسيكولوجية الخيل والفرسان .
ولما كان من اهتماماته موقع وجدة سيتي كل شأن يعني الجهة الشرقية فقد أغراني الحدث باستعراض موضوع الخيل من الناحية الدينية والاجتماعية وة الأدبية سعيا وراء خلق وعي بثقافة الفروسية في الجهة والتي يغفل عنها أهل الجهة الشرقية مع أن أسلافهم أهل فروسية وركوب الخيل ، وهي خليط من دين وعقيدة وأخلاق يجدر بساكنة الجهة الشرقية المحافظة عليها عوض أن يظن البعض أنها ثقافة وافدة ، فما تعلم الأجانب الفروسية إلا منا ولئن زاولوها عندنا مع محاولة إضفاء الطابع الثقافي الأجنبي عليها فإنها ستظل جزءا من ثقافتنا التي أهملناها واهتم بها غيرنا. وقد حرك وازع الكتابة عندي في هذا الموضوع احتجاج أحد الزوار المثقفين الأفاضل على هيمنة اللغة الفرنسية على التظاهرة نظرا لطغيان التكوين الفرنسي على مقدم الفرسان والخيول المتبارية، وقد قدرت غيرته وشاطرته الرأي في أن هذه الرياضة يجب أن تكون مغربية عربية وشعبية في جهة أهلها أهل فروسية عوض أن يطغى عليها طابع الرياضة الأجنبية المستوردة كما يظن بعض الواهمين ، أو كما يظن من يجهل علاقة الإنسان العربي والمغربي بالفروسية . أول ما يثير الانتباه في ديننا الإسلامي الحنيف عندما يتعلق الأمر بالخيل هو ورود ذكرها في كتاب الله عز وجل في عدة سور منها : سورة آل عمران الآية 14 : في قوله تعالى : (( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا )) حيث جعل الله عز وجل الخيل المطهمة الحسان من متاع الدنيا إلى جانب النساء والبنين والذهب والفضة والأنعام والحرث.
فالإنسان بفطرته وجبلته تهفو نفسه إلى الخيل ، وكلمة خيل تدل على الخيلاء ذلك أن الفرس حيوان أليف وهو خائل بطبيعته لأنه يختال في مشيته ، والنفس البشرية مجبولة على حب الخيلاء وقد فضلها الله تعالى على كثير ممن خلق تفضيلا لهذا تجد ضالتها في حب الخيلاء متمثلة في الخيل وهذا هو سر تعلق الإنسان بها . وورد ذكر الخيل أيضا في سورة الأنفال الآية 60 إذ يقول الله تعالى : (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم )) فقد جعل الله تعالى الخيل في هذه الآية من مظاهر القوة العسكرية بعدما جعلها في الآية السابقة من متاع الدنيا الذي تعشقها النفس البشرية بفطرتها . ولقد كانت الخيول وستظل آلة عسكرية إلى قيام الساعة مهما تطورت الآلات العسكرية وتعقدت . وستبقى ترسانة الخيل مصدر قوة عند المسلمين ما تمسكوا وحافظوا عليها كما أمر الله تعالى لفرض احترامهم على غيرهم من الأمم . وخص الله تعالى سورة من كتابه العزيز باسم الخيل وهي سورة العاديات حيث أقسم سبحانه بالخيل ، ولا يقسم رب العزة إلا بعظمته ومن عظمته الخيل في ساحة الوغى إذ قال سبحانه : (( والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن ربهم بهم يومئذ لخبير)) وليس من قبيل الصدفة أن يفتتح الله عز وجل الحديث عن الآخرة وهي شيء عظيم بقسم عظيم وهو قسم بالخيل التي تعدو في الغزو لإعلاء كلمة الله وهي تضبح أي يصدر من جوفها صوت معلوم وهو الضبح حين تعدو ، وتقدح سنابكها شرر النار فوق الأرض وتغير في الصبح وهي سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم اقتبسها عنه الأعداء وأهملها المسلمون .
وفي غزو الصبح بركة ونصر من عند الله وما النصر إلا من عنده جل جلاله. وهي خيل تثير النقع والغبار وتتوسط الوغى ، في لحظة شدة يختبر فيها الله عز وجل صبر المجاهدين ويميز الصادق من الكاذب ، ومعلوم أن نقع غبار الجهاد هو أفضل عند الله عز وجل من نعيم الدنيا و ما فيها ولن تأكل نار جهنم من اغبر بنقع الجهاد وهو أعلى وسام يشرف به المجاهدون وليس قبله إلا وسام الدماء التي تهدر في سبيل الله . ولقد أقسم الله تعالى بعظمة المشهد الذي فيه الخيل ليؤكد للإنسان الكنود أي الجاحد والكفور مع حبه الشديد لنعم ربه بأنه غافل عن مصير القبور وتحصيل ما في الصدور من طرف ربه الخبير جل شأنه . وذكر الله عز وجل الخيل في سورة الحشر الآية 6 في معرض الحديث عن الجهاد إذ قال سبحانه : (( وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب )) فهذا ذكر للخيل في سياق حربي إذ إيجاف الخيل هو جعلها تعدو مسرعة كناية عن الهجوم وقد شاءت إرادة الله أن يكون الفيء دون إيجاف الخيل في غزوة من الغزوات لأن الله يسلط رسله على من يشاء وهو على كل شيء قدير . وذكر الله عز وجل الخيل بعد ذلك في سورة النحل الآية 8 إذ قال سبحانه : (( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة)) وهي آية تؤكد أن الخيل من متاع الدنيا كما جاء في الآية الأولى وهي متاع زينة يتزين به . والزينة إنما تكون في الاحتفالات وقد ورد ذكر الزينة في كتاب الله عز وجل في سورة طه الآية 59 إذ قال الله تعالى : (( قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى)) وهو يوم عيد واحتفال اجتمع فيه الناس لمعاينة المقابلة بين نبي الله موسى عليه السلام وسحرة الفرعون الذين غلبوا ، وكان اختيار الفرعون يوم الزينة الذي يجتمع فيه الناس ليكون انتصاره على موسى عليه السلام مشهودا ولكن خاب سعيه وشهد الناس انتصار الحق على يد موسى عليه السلام وانهزام الباطل وهو السحر ولا يفلح الساحر حيث أتى . وإذا ما ذكر الله تعالى أن الخيل زينة فذلك يعني أن الناس يجتمعون لرؤيتها والتمتع بها ، ومن ذلك التظاهرات التي تتسابق فيها الخيول ، ولو حافظ المسلمون على المصطلح القرآني لسموها أيام زينة الخيل عوض أيام الفروسية وأسابيع الفرس وما شابه .
وذكر الله تعالى هذه الزينة زمن نبيه الكريم سليمان عليه السلام إذ قال في سورة ص الآيات 31 إلى 33:(( إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت حب الخيرعن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق )) فالصافنات التي استعرضها سليمان يوم زينته بالعشي وربما كان الأولى استعراضها ضحى لأن استعراض العشي تسبب له في ضياع صلاة العصر إذ توارت الشمس بالحجاب كما تقول كتب التفسير ، هذه الصافنات هي الخيل التي تقف على ثلاث قوائم وعلى طرف حافر القائمة الرابعة وهو منظر خيلاء جميل ، وما أظن أنها سميت خيلا إلا بسبب ذلك ، وهي خيل جياد أي مسرعة في العدو وما سمي الفرس جوادا سواء كان ذكرا وهو الحصان أو أنثى وهي الحجر ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلق على الحجر اسم الفرس ، والفرس من فعل فرس ـ بضم الراء ـ وهي الحذق بالخيل ، ومنها فرس ـ بفتح الراء ـ بمعنى ثبت العين وأدرك الباطن من النظر إلى الظاهر وهي الفراسة التي جاء فيها الأثر المشهور : » اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله » ما سمي جوادا إلا لسرعته في العدو . وقال ابن جرير في قوله تعالى ((فطفق مسحا بالسوق والأعناق )) أنه جعل يسمح بأعرافها وعراقيبها حبا لها ، وهذا أجمل مما ذكر غيره من المفسرين من أنه ضربها بالسياط أو ضرب أعناقها لما فاتته صلاة العشي أو العصر، وما كان نبي الله سليمان عليه السلام المحب للخيل الزينة أن يضرب أعناقها ، وقد عوضه الله تعالى عن الخيل وسرعتها بريح أسرع منها تجري بأمره رخاء حيث أصاب غدوها شهر ورواحها شهر. ومن الملاحظ أن حب الناس للخيل يجعلهم يمسحون بسوقها وأعناقها كما فعل نبي الله سليمان عليه السلام ، وهو فعل حضاري يدل على جمال الذوق والتذوق وهو فعل التفرس أو إظهار الفروسية وهي أخلاق قبل أن تكون مجرد ركوب صهوات الخيل .
ومما جاء في الحديث الشريف عن الخيل قوله صلى الله عليه وسلم : « الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة » وما أظنه إلا الخير الذي أحبه نبي الله سليمان عليه السلام حتى فاتته صلاة العشي وهي خير وأبقى . وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تقص نواصي الخيل حيث الخير المعقود فقال عليه السلام : » لا تقصوا نواصي الخيل البركة في نواصي الخيل » وحبب رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين في الخيل الشقر فقال : » يمن الخيل في شقرها » وما أظن الميمونة والسابقة والمفضلة إلا الفرس الشقراء لقول الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام فيها ، فعسى أن يفطن الفرسان لذلك فيصيبوا اليمن وهو البركة ؟ . وحبب رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنفاق على الخيل فقال : » المنفق على الخيل كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها » وكأني بالإنفاق على الخيل صدقة جارية مستمرة وفيها الأجر الكثير . وقد أثر عنه نداؤه عليه السلام » يا خيل الله اركبي » وقال أهل اللغة التقدير في قوله : يا فرسان خيل الله اركبي وهو من أجود المجازات في لغة القرآن الكريم. وبعد معرفة موقف ديننا الحنيف من الخيل تنزع النفس الشاعرة بصاحبها إلى محاولة معرفة الخيل من خلال الشعر ، وما الشعر إلا غواية ما لم يصنه إيمان بالله عز وجل وعمل صالح وانتصار بعد ظلم كما جاء في سورة الشعراء .
وأول ما يستوقف في الشعر العربي مما تناول وصف الخيل شعر أول شاعر وقف واستوقف وبكى واستبكى وسن وصف الفرس للشعراء وهو صاحب السبق الذي قال :
وقد أغتدي والطير في وكناتها //// بنمجرد قيد الأوابد هيكل
مكر مفر مقبل مدبر معا //// كجلمود صخر حطه السيل من عل
كميت يزل اللبد عن حال متنه //// كما زلت الصفواء بالمتنزل
على الذبل جياش كأن اهتزامه //// إذا جاش فيه حميه غلي مرجل
مسح إذا ما السابحات على الونى//// أثرن الغبار بالكديد المركل
يزل الغلام الخف عن صهواته //// ويلوي بأثواب العنيف المثقل
دريد كخدروف الوليد أمره //// تتابع كفيه بخيط موصل
له أيطلا ظبي وساقا نعامة //// وإرخاء سرحان وتقريب تتفل
ضليع إذا استدبرته سد فرجه //// بضاف فويق الأرض ليس بأعزل
كأن على المتنين منه إذا انتحى //// مداك عروس أو صلاية حنظل
كأن دماء الهاديات بنحره //// عصارة حناء بشيب مرجل
فعادى بين ثور ونعجة //// دراكا ولم ينضح بماء فيغسل
لقد وصف امرؤ القيس فرسه المنجرد وهو الماضي في سيره القليل الشعر الكميت الأحمر في سواد ، الذابل أي الضامر البطن ، الهيكل الضخم العظيم الجرم ، المسرع الذي تقيد سرعته الأوابد وهي الوحوش المتوحشة عن الطباع الجافلة المسرعة لجفولها ، المكر المفر ،المقبل المدبر لفرط سرعته ، السابح الذي يمد قوائمه الأولى كما يمدها السابح في الماء ،الذي يرخي إرخاء السرحان أي الذئب وهو الخبب أي العدو السريع ، ويقرب تقريب التتفل وهو الثعلب ، وهو وضع القوائم الأولى موضع الأخيرة في العدو، والضليع العظيم الأضلاع وفي ذلك دلالة على عظمة جوفه مصدر قوته في العدو وهي صفة الجواد العربي الأصيل كما يقول أهل الخبرة ، والذي يذهب بعقول كل الأمم لجماله وعتقه وكرمه واستواء عسيبه كدلالة على ذلك إذ وصف امرؤ القيس ضافه أي ذيله بالاعتدال فوق الأرض لا يجره حتى لا يطأه فيكون ذلك عيبا ينقص من العتق والكرم .
وشبه الشاعر المجيد في وصف الفرس وله السبق متني فرسه بمداك العروس الملساء من فرط دق العطر عليها ،وقد أوحى الوصف بطيب ريح فرسه أيضا إلى جانب نعومة ملمس المتنين اللذين يعشق لمسهما أصحاب الأذواق الرفيعة من الذين يحبون الخيل. فإذا كان هذا هو وصف الرجل العربي للخيل في جاهلية العرب فماذا أبقى للإنسان العربي المعاصرمن وصف في هذا العصر الذي يفخر بتطور الأذواق والتحضر ؟ لقد علمت أن في هذه التظاهرة التي عرفتها حديقة الأميرة عائشة من يسأل الفرسان عن أوصاف الخيل ولكن باللسان الأعجمي عوض اللسان العربي المبين ووددت لو كان من بين ما يسأل عنه الفرسان بعض الأشعار في وصف الخيل، وذلك من أخلاق وكمال الفروسية ،وما أجاد ركوب الخيل إلا الشعراء ومن شاكلهم من أهل العلم والذوق، وليس من قبيل الصدف أن يقتل الشاعر المتنبي بسبب افتخاره بركوب الخيل في قوله المشهور :
الليل والخيل والبيداء تعرفني //// والسيف والرمح والقرطاس والقلم




1 Comment
بالفعل فقد احتضنت حديقة لآلة عائشة ونادي الفروسية لآلة أمينة لمدينة وجدة مسابقة للقفز على الحواجز شارك قيها مجموعة من الأبطال المغاربة المتوجين في أكثر من مناسبة وطنيا ودوليا. من حسن الصدف أني حضرت اليوم الأول للمنافسة ودخلت النادي لتتبع أبطال هده الرياضة العريقة الدين قدموا من توادي الفروسية المعروفة. وما أن دخلت الحلبة حتى وجدت جمهور غفير يتابع أطوار هده المنافسة الوطنية. فوقعت عيني على البطل الكبير الضابط السامي الفارس الجابري. لأني كنت أتابع فوزه على شاشة التلقزة. ومن خلال تتبعي لعملية التهييئ على المضمار الثانوي شعرت أني أمام فارس كبير بعرف كيف ينحكم في الفرس والحواجز. إنسان متواضع يحي المتتبع له بابتسامة خفيفة يعامل حصانه والمساعدين بلطف ويطلب منهم كل مرة رفع الحاجز المزدوج. يتدرب وعينه على الفرسان المرافقين والمنافسين له كان بتهئ ويسدي النصائح للفرسان المنافسين له على الجائزة والله نعم الأخلاق العالية لهدا البطل وما إن انتهى من التدريب حتى دخل مباشرة إلى حلبة القفز على الحواجز لحقت به مسرعا لكي أتابع مداعبته للفرس والحواجز وقد سمعت تعليقا من احد المشرفين على الأحصنة يقول بان الحصان الأسود الذي كان يمتطيه الضابط السامي الجابري بان الفرس الذي يمتطيه صعب وكيف روضه الفارس وجعله يقفز الحواجز بكل سهولة وحصل رفقته على المرتبة الأولى. ونال عن بدلك الجائزة في هدا المساء. وقد رجعت بي الذاكرة عندما كنت اصطحب ابنتي لتشاهد الخيل والتدريب الذي يقوم بها أشبال فرسان نادي الفروسية لآلة أمينة بحديقة لآلة عائشة…وكانت تظاهرة في المستوى صفق لها الجمهور الذي حضر بكث&#
1575;فة لتتبع أطوار هده المنافسة الشيقة. ولا يفوتني أن اشكر الجهات المسؤولة على حسن التنظيم والاستقبال. كما اشكر القائمين على خيمة المعرض كيف كانوا يستقبلون الجمهور ويجيبونهم على استفساراتهم ولو كانوا صغرا في السن. فقد أعجبني في المعرض السروج وألبسة الفرسان و الاغلاف المختلفة وما شدتني أكثر وكنت اجهل إعدادها هي -الصفائح- الخاصة بالحياد فعددها ما شاء الله وتبارك الله -خمسة وخميس-. أما ما استرعى انتباهي في النص هو دلك الصوت المحدث من طرف الحياد وهي تكر وتفر والدي أطلق عليه مصطلح- الضيح- حبذا لو يتكرم الدكتور عبد المجيد كمي ويشرح لنا بتفصيل لهدا الصوت الذي نجهل عنه الشئ الكثير , أسبابه مصدره وهل له تأثير على الحياد هل هو مصدر قوة وتحمل؟؟؟.
اشكر كل من ساهم في تجديد حلبة السباق وادخل عليها نظرة عصرية. كما اشكر كل من ساهم في إنجاح هده التظاهرة بالمدينة الألفية . كما أتمنى أن تكرر وتكون ابنتي من المشاركين في المستقبل القريب. والسلام عليكم.