Home»Débats»أمطار عاصفية طوفانية تغرق أكثر من 50 سيارة وتحول مسجد لالة خديجة إلى جزيرة

أمطار عاصفية طوفانية تغرق أكثر من 50 سيارة وتحول مسجد لالة خديجة إلى جزيرة

0
Shares
PinterestGoogle+

زرعت الرعب والهلع في أوساط المصليات والمصليين في وجدة،

أمطار عاصفية طوفانية تغرق أكثر من 50 سيارة وتحول مسجد لالة خديجة إلى جزيرة

في طرق بدون قنوات لصرف المياه

كانت خمسة عشر دقيقة كافية لإغراق أكثر من 50 سيارة لمصلين جاؤوا لتأدية صلاة العشاء وصلاة التراويح بمسجد لالة خديجة بمدينة وجدة، والذي حولته الأمطار الطوفانية إلى شبه جزيرة عائمة بعد أن حولت الطرقات المحيطة به إلى وديان ارتفع منسوب مياهها إلى أكثر من متر واحد، كما حوّلت ساحته التي كانت تحتضن مئات المصلين إلى بحيرة، إضافة إلى منصة كانت معدة لتنظيم حفلة ديني للمديح.

اندلعت العاصفة الهوجاء في حدود الساعة التاسعة ليلا من مساء يوم الثلاثاء 17 غشت الجاري، في الوقت الذي كان المصلون منهمكين في تأدية صلاة التراويح، خاصة وأن مسجد لالة خديجة يجلب مئات المواطنات والمواطنين لكبره وشساعة ساحته وحسن تلاوة إمامه للقرآن، واحمرت السماء رغم سواد ليلها الذي كانت تمزقه أشعة البرق، بالرمال والأتربة التي حملتها رياح قوية، وانفجرت أمطارا طوفانية وتساقطت بَردا أشبه بالحجر المقذوف على الرؤوس.

زرعت الحالة الرعب والفزع في أوساط العابدات والعابدين الذين هالهم المشهد وأدهشهم الوضع وتراءى لهم يوم ليس كسائر الأيام وانطلقت حناجرهم بالتكبير والتهليل والتوحيد وسط ارتباك المصليات اللائي حاولن الاحتماء داخل المسجد أو تحت سقيفته وسط ضجيج ممزوج بالدعاء والصلاة، الأمر الذي جعل المصلين داخل المسجد يتوقفون لبعض الدقائق ليتزاحموا بهدف منح النساء مزيدا من المساحة داخله، ومن المصلين من لم يستطع إكمال صلاة التراويح ليتسمر متأملا المشهد الجليل الذي يذكر بيوم القيامة.

أغرقت مياه الأمطار سيارات المصلين الذين أوقفوها على جانب الرصيف، ولم يكونوا يتصورن أبدا أن الطريق المحيطة بالمسجد يمكن أن تتحول إلى نهر جارف والساحة إلى بحيرة ابتلعت الزرابية والحصير والأحدية، ينظرون مشدوهين عاجزين عن إنقاذها، طريق أنجزت معقوفة وساحة دون مستوى الشوارع المجاورة تستقبل المياه الجارية في ظل انعدام قنوات لصرف المياه، ووصلت عناصر الوقاية المدينة ساعة بعد نهاية الصلاة لضخ المياه عبر شاحنة واحدة، في الوقت الذي كان المواطنون منهم عدد كبير من الأطفال يعملون على مساعدة أصحاب السيارات بدفعها وإخراجها إلى البحيرة، مع الإشارة إلى أن أحدى طرقي الشارع الثنائي مولاي الحسن تحول إلى واد في الوقت الذي ظل الطريق الموازي عكس ذلك.

لم يمر على تدشين مسجد « لالة خديجة » الذي روعيت في تشييده الهندسة المعمارية المغربية الأصيلة، من طرف الملك محمد السادس سنة وشهرين حيث تم ذلك يوم الجمعة 20 يونيو 2009. ويغطي المسجد مساحة 2255  مترا مربعا، بكلفة بلغت 10 ملايين درهم. ويضم المسجد، الذي أنجزته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمساهمة أحد المحسنين، قاعة للصلاة مخصصة للرجال، على مساحة حوالي 642 مترا مربعا، تسع 1200 مصل، وقاعة أخرى مخصصة للنساء، تسع حوالي 300 مصلية، إضافة إلى عدة مرافق.

وتساءل المواطنون بغضب وحنق عن أسباب هذه الكوارث وصفوها بالفضائح والتي ما كانت لتقع لولا غياب تصاميم للطرقات وإنجاز بالوعات قنوات تصريف المياه  بمحيط المسجد الذي كلّف ميزانية مهمة، كعدد من المشاريع التي ابتلعت الملايير وأصبحت تتلاشى وتتهاوى أرضيتها وتتشقق جدرانها وأسقفها وتتسرب منها مياه الأمطار إلى داخل قاعاتها ومكاتبها، محمّلين المسؤولية للمقاولين المكلفين بالبناء والمجلس البلدي ومصالحه المختصة ومهندسيه المكلفين بالمراقبة والمتابعة، مطالبين في ذات الوقت بفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات، مع العمل على تأمين حياة رواد المسجد وممتلكاتهم قبل هجرانه

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. رابح الحمدونى
    21/08/2010 at 18:50

    فى مؤتمر « كوبنهاجن »الاخير حضره عدة خبراء2400خبيرا فى البيئة.واطلقوا صرخات حادة للعالم.ان هذه السنة ستعرف تقلبات مناخية وارتفاع منسوب المياه فى البحار.وحذرت مسؤولة بالامم المتحدة فى مصر من ان العالم العربى سيكون من اكثر المناطق تاثرا بالتغير المناخى رغم اسهامه المتواضع نسبيا فى اطلاق الغازات المسببة للانحباس الحرارى.واضافت المسؤولة الدولية ان التاثيرات المحتملة تشمل،تهديدات للمناطق الساحلية…وهكذا.اذن ماذا فعلنا نحن؟مدينة وجدة قائمة على اودية نائمة.هل قمنا بحملة توعية حول خريطة للمياه السطحية وشعاب الاودية؟

  2. شتواني
    22/08/2010 at 01:11

    الطبيعة بريئة من هذه الكوارث فالسبب الحقيقي هو الغش في الأشغال الأخيرة ونقص الكفائة لدى مسيري هذه المدينة وخير دليل على ذلك هو غرق مسجد الشهداء بسبب حائط أنجز بطريقة عشواءية أثناء الزيارة الملكية الأخيرة مما تسبب في رجوع المياه نحو المسجد بدل إتجاهها نحو الوادي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *