Home»Débats»قصر بوسكورة: أوَ أطاح فقط بالباشا؟

قصر بوسكورة: أوَ أطاح فقط بالباشا؟

20
Shares
PinterestGoogle+

رمضان مصباح

منظورا اليه كبناية ،لاغير،يُعد ،بشهادة من ولجه ،والصور الملتقطة له ،تحفة معمارية باذخة .

تحفة تعكس ثراءين: ثراء المال ،وثراء الذوق ،أو « العشق » كما عبر مالكه.

أما كلفته المادية فيقدرها المالك دائما بستة عشر مليار سنتيم.

واستغرق بناؤه – وكل الأجهزة الادارية المختصة تنظر- ست سنوات.

أما نهايته فمأساوية ،بجميع المقاييس :أغارت عليه جرافات السلطة فسوته بالتراب ،جاعلة منه أثرا بعد عين.

لست مولعا بالقصور،ولاولجتها ولو في الأحلام ؛وحتى حينما ترد في فكري -هكذا عفويا- « أشفق » على قاطنيها ؛لأن بذخهم السعيد – ان كان سعيدا – قد يحجب عنهم حال أغلب الناس -حيثما تواجدوا في هذا العالم الفسيح -وهم يكدون،ويحرقون زمنهم ،من أجل معاشهم فقط ؛فكيف بالسكن؟

و »ماعاش من فُرِشَتْ له لسبات »،كما قلت شعرا؛فما عاش من لم يتألم ،و من لم يشعر بألم الناس.

على أي الناس أحرار في ما يعشقون.

لست قصوريا ورغم هذا آلمني هدم قصر بوسكورة،ليس فقط لشموخه المعماري،الذي مرغته الجرافة في التراب ؛ولاحتى ما احترق فيه من مال ؛ولكن للمسطرة الادارية المتبعة في الترخيص له ،ثم الانقلاب عليها وهدمه.

هل ادارتنا متخلفة الى هذا الحد؟

هل بلغ بها الارتجال والتهافت الى حد تخريب رأسمال استثماري مهم؟

وأكثر من هذا تخويف رأس المال -وهو جبان كما ينعته الاقتصاديون – حتى لا يقبل على الاستثمار ،في بلادنا، الا من تهور أو جازف؟

وكيف ستظهر ادارتنا ،أما الخارج؛وقد رحلت أشرطة الهدم -المتخلف – الى كل الأصقاع،حال حصوله ؟

أسئلة كثيرة دارت بخلدي ،وأنا أتابع « أم المعارك » المعمارية ،التي لم يسبق لها مثيل في بلادنا.

أقولها بدون مواربة:مهما كان التجاوز الذي حصل من الشاب – الهادئ -صاحب المشروع؛فلن ترقى الى مستوى الاخلال بالقانون ،الحاصل من المصالح الادارية المعنية.

هل أنزل القصر جاهزا ،من السماء،وفي ليلة واحدة؛حتى تبكر الادارة بالهدم؟

هل منع المسؤولين من انفاذ القانون ،ومشروعه في مرحلة الأساسات؟

هل مارس المنع ،وهو يوسع ،أو يعلي الصرح أكثر من المسموح به في الرخصة المسلمة له؟

أكتفي بهذه الأسئلة لأنتقل الى الجزاء:

لحد الساعة تم التصريح باعفاء باشا بوسكورة من مهامه.

فقط فقط فقط ؛أهذا ما يقابل تخريب مشروع سياحي كبير؟

أوَ تستهين الادارة بالزلل الحاصل الى هذه الدرجة.؟

لايهم من يجب أن يُعفى من مهامه ،ودرجته في ترتيب السلم الاداري؛فهذا لن يفيد المستثمر ،والرأي العام، ورأس المال النشط،في شيء؛يجب :

1.تفصيل النازلة:لِمَ حصلت بالكيفية التي رآها الجميع؟

2.طمأنة الاستثمار الوطني والأجنبي الى أن بلادنا بلاد مؤسسات ؛تربط حقا المسؤولية بالمحاسبة.

أما مجرد اعفاء الباشا ،وربما بطلب منه، فهذا لايكفي.

الباشا لايهدم قصرا ب16مليار؛ولا حتى العامل؛وهما مطالبان ،في مهامهما بتنمية مناطق نفوذهم.

وليس من المنطق أن تهدم دولة قصرا ،وهي لم تحل بعد كل مشاكل السكن العشوائي.

ثم وهي مقبلة على استحقاقات رياضية ،يحضرها ضيوف كبار.

حتى المالك صرح بما يؤلم ويخجل: « لو طلبوا مني أن أهبه للدولة لفعلت »أو ما في معنى هذا الكلام.

لاأعرف هذا الشاب ،ولاأعرف تفصيل ما حصل منه ،واستوجب عقابه ؛ورغم هذا أكبر فيه هدوءه ،وامتثاله التام .

على الله العوض ،نعم ،لكن على الادارة أن ترفع عنه ما لحقه من غبن ؛وترفع عنها ما نالها من حرج ،جراء ماحصل.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. Aziz
    19/11/2025 at 14:01

    هناك مثل مغربي يقول طاحت الصومعة علقو الحجام
    حاليا طاح قصر علقو الباشا

  2. Anonyme
    19/11/2025 at 15:16

    يجب السجن كل ماهو مسؤول على من أعطاه الترخيص وكل إجراءات البناء وتعويض صاحب القصر من المال المسؤولين الذين رخصوا له التشييد والبناء

  3. فاطمة
    19/11/2025 at 17:53

    حكومة و مؤسسات أصبحت تعشق الهدم والتخريب دون تريث أو بحث عن حلول وسبل أخرى. تستيقظ من سباتها فجأة بعد اكتمال بناء المنازل والمشاريع….. عدة لتهدمها مبررة ذلك أنها مخالفة للقانون… وأين كانت بمجرد بداية البناء….. مؤسسات وقوانين سادية تعشق رؤية مواطنيها يتعذبون بدريعة تطبيق القانون…. وأنا في عملي استقبلت مواطنة فسألتها أين تقطنين أجابتني » الآن هنا كنا نقطن بالرباط فطلب منا مغادرة بيوتنا من أجل سكة القطار السريع فنحن نسكن الآن مع أهل لنا والحمد لله الذي وجدنا من يستظيفنا ونحن أسرة فهناك من أصبح بلا مأوى له » …. عصر قلبي ودمعت عيناي وتسائلت حينها ألهذه الدرجة بلغت قسوة القلوب حتى أصبحت حتى المؤسسات التي من دورها حماية المواطن ترمي بمواطنيها في الشارع دون تفكير وقبل إيجاد الحلول ….. حسبنا الله ونعم الوكيل

  4. مواطنة غيورة على بلدها
    20/11/2025 at 00:44

    انا شهدت على اربع سنوات من بناءه وكم اعجبت بزخرفته ومعماره وتساءلت مرارا عن ماهيته قصر ام فندق ام ماذا ؟فاعجبت به كثيرا القربه من المعمار القوطي وكدا جمالية القصور العتمانيه وتمنيت لو خطت رجلي بداخله ولكن ماحصل يوم الاتنين انني وللاسف كنت شاهدة بالصدفة على هدمه وتالمت لدلك وحز في نفسي الم صاحبه وملاييره وتعبه وجهده ان يذهب سدى مادا اصاب مجتمعنا اين الخلل حتى يهدم صرخ معماري بهدا الحجم. ويااسفاه والله تم والله رتيت حال صاحبه.

  5. محمد
    21/11/2025 at 18:21

    حسبي الله ونعم الوكيل في كل مسؤول ظالم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *