Home»Débats»استرجاع البلدان المغاربية لاراضيها المحتلة من طرف نظام العسكر كمدخل لتحقيق الوحدة المغاربية !!

استرجاع البلدان المغاربية لاراضيها المحتلة من طرف نظام العسكر كمدخل لتحقيق الوحدة المغاربية !!

0
Shares
PinterestGoogle+

بقلم .. عمر الطيبي

يشهد العالم في هذه المرحلة من التاريخ تحولات استراتيجية رهيبة على جميع المستويات، من شأنها أن تخلف أثرا نوعيا قويا على مستقبل البشرية برمتها، ومن المؤسف حقا أن لا تواكب الشعوب المغاربية هذه التحولات، بما يمكنها من تحصين نفسها من الخضوع لسطوة القوى الدولية المتنافسة، بل المتصارعة، من أجل السيطرة على الشعوب والدول المستضعفة، وأيضا بما يمكنها من التغلب على مشاكلها الداخلية، ومن ثم فتح آفاق واسعة لتحقيق التحديث والتنمية الشاملين، ودمقرطة الحياة السياسية المأمولة في البلاد المغاربية.

لا أحد يجادل في أن الافق الوحيد المتاح أمام الشعوب المغاربية للانخراط في دينامية هذه التحولات، ومن ثم السعي لتحقيق أهدافها الذاتية عبر التفاعل الايجابي مع تلك التحولات، هوالافق المغاربي الموحد، وذلك بما يتيحه من امكانيات للتضامن والوحدة والتعاون والعمل المشترك بين شعوبه، لكن يبقى من المؤسف مرة أخرى، أن تصطدم كل تلك الجهود التي بذلت، خاصة، من طرف المغرب وتونس (في عهد منصف المرزوقي) فضلا عن فاعلين ونخب مغاربية أخرى، بالرفض المطلق من طرف نظام العسكر، علما بأن هذه الجهود لم تكن تتوخى أكثر من تحقيق المصالحة والتقريب بين وجهات النظر، في افق انعاش عمل الاطار المغاربي الوحدوي المعطل، أي اتحاد المغرب العربي، بل إن الطغمة العسكرية الكابرانية قامت باتخاذ اجراءات تصعيدية عكسية في حق الشعبين المغربي والجزائري، ومن ورائهما الشعوب المغاربية كلها.

هكذا قطع نظام العسكر، علاقاته الديبلوماسية مع المغرب، ومنع تحليق الطيران المغربي في الاجواء الجزائرية (سنة 2021) وأضاف لذلك وقف تصديرالغاز نحو اسبانيا عبر الانبوب المغاربي العابر للتراب المغربي، وذلك فقط من أجل حرمان المغرب من كمية محدودة من الغاز، كان يستفيد منها نظير رسوم العبور، وقد اتخذ النظام الجزائري هذه الاجراءات وهو يعلم أنها لا تضر مصالح الشعبين المغربي والجزائري وحدهما، وانما تصادر حتى حقوق الليبيين والتونسيين في التنقل والاقامة والتجارة والسياحة والعمل في الاراضي المغربية، وهذه ليست السابقة الاولى التي يقوم بها هذا النظام لقطع الطريق على كل عمل مشترك، ثنائي أو جماعي، غايته خدمة الوحدة المغاربية.

فقد سعى نظام الكابرانات الى ضرب العلاقات الودية بين المغرب وليبيا، بحيث لم يتردد في الدعوة لاقتصار التدخل في القضية الليبية على مجموعة الدول المحادية لها، وقد قصد بهذه الدعوة ضمنيا، استبعاد المغرب من جهود مساعدة الليبيين على تحقيق المصالحة في مابينهم، ولما فشلت هذه الدعوة المشبوهة فشلا ذريعا، عمل على التقرب من حكومة دبيبة، وكيل أعمال تركيا في طرابلس، بهدف توظيفه الى جانب قيس سعيد في عزل المغرب، فلم يعزل في نهاية المطاف سوى نفسه هو ومن والاه، كما بدا ذلك واضحا في معركة الصحراء المغربية الاخيرة بمجلس الامن، وقد جاءت هذه المناورات الخبيثة من طرف النظام الجزائري، كرد رافض لنجاح المغرب في التقريب بين مواقف الليبيين بمختلف اتجاهاتهم، على طريق المصالحة الوطنيية، عبر سلسلة اللقاءات التي جمعت بينهم في مدينتي الصخيرات وبوزنيقة، فقد انزعج الكبرانات أشد ما يكون الانزعاج من النتائج الايجابية التي حققتها هذه اللقاءات، ومن تنويه هيأة الامم المتحدة بنجاحها في تقريب وجهات النظر بين الاطراف الليبية المتصارعة.

وفي الاطار نفسه حاول نظام العسكر القيام بعملية ضرب أشد وقعا للعلاقات المغربية التونسية، مستغلا الوضع المأزوم الذي تمر منه تونس على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد سهل له ذلك تغلغل مخابراته في مفاصل الدولة التونسية واختراقها للنسيج الاجتماعي والسياسي للبلد الجارفي فترة مبكرة من بدايات الثورة، وأيضا شنه حربا ارهابية على الشعب التونسي انطلاقا من الحدود بين البلدين، وبذلك ساهم بفعالية في القضاء على الثورة ووأد تجربتها الديموقراطية الفتية الواعدة، ومن حينها أصبح هذا النظام يتحكم في مسارات السياسة التونسية وتوجهاتها بشقيها الداخلي والخارجي، اعتمادا على أعمال التجسس والمساعدات الملغومة والرشوة بمخلف أشكالها، الى أن نجح في جر قيس سعيد الى مستنقع التنكر للموقف التقليدي لتونس من قضية الصحراء المغربية، وهو ما تجلى في استقباله للانفصالي ابراهيم غالي، وبالنتيجة اعترافه بالبوليساريو ومن ثم اتباع سياسة معادية للمغرب، كما نجح الى جانب ذلك في تعبئة شرذمة تونسية من المثقفين والاعلاميين والديبلوماسيين المرتزقة الذين جعلوا من مهاجمة المغرب والتقرب من النظام الجزائري مصدرعيشهم وتعيشهم الوحيد، وقد بلغت درجة تملق وتمسح هؤلاء بنظام العسكر أن اعتبروا المغرب « أكبر منافس لبلادهم بل أكبر عدو لتونس في العالم ».

أما اليوم وقد سقطت ورقة التوت عن عورة نظام العسكر، في اجتماع مجلس الامن الاخير، حيث بدا ممثله مدحورا مدعورا، بسبب تخلي جميع القوى الدولية عنه، واستغنائها عن خدماته الوظيفية، خاصة في المنطقة المغاربية ودول الساحل والصحراء، فقد انكشفت حقيقته تماما كنظام عسكري استعماري ارهابي متخلف، يتخفى وراء « مبدأ قدسية الحدود الموروثة عن الاستعمار » لكي يستمر في استعمار أراضي البلدان المغاربية الاخرى، (المغرب، وتونس، وليبيا، والصحراء الكبرى) علما بأن هذا المبدأ استنفد مفعوله وصلاحيته تماما بمجرد ما اعترفت الدولتان المستعمارتان السابقتان فرنسا واسبانيا بمغربية الصحراء، وعلى كل حال فان الامر يتعلق بأراضي محتلة شاسعة يجب أن تعود الى بلدانها الاصلية وليس بمجرد خلاف حدودي يمكن حله على أساس المبدأ أياه، كما في حالة بعض الدول الافريقية.

خلاصة القول: لقد انكشفت حقيقة نظام العسكر أمام العالم كله، واكتملت بذك جميع الشروط الدولية والجهوية، الذاتية والموضوعية، لكي تسارع الدول المغاربية ضحية هذا النظام، الى تنسيق وتوحيد جهودها، من أجل العمل على استرجاع أراضيها المحتلة من طرفه، وذلك باعتبار تحرير هذه الاراضي مدخلا لابديل عنه لتحقيق المشروع المغاربي الوحدوي المنشود، ولها عبرة في نجاح دول الساحل والصحراء في وقف تغول هذا النظام ومنعه
من التدخل في شؤونها الداخلية.

*******
هذه الخريطة والتعليق المرفق بها نشرهما الاعلامي الجزاءري المعارض ذ. وليد كبير في صفحته على الفايسبوك

‏📸خريطة جغرافية نادرة بعنوان « Marocco, Algeria and Tunis »، نُشرت من طرف دار النشر البريطانية Blackie & Son Ltd وهي واحدة من أبرز دور النشر التي كانت تُنتج أطالس جغرافية وسياسية موثوقة في القرن التاسع عشر

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *