Home»Débats»المسيرة الخضراء وعيد الوحدة خمسون سنة من الإشعاع الوطني واستكمال الوحدة الترابية

المسيرة الخضراء وعيد الوحدة خمسون سنة من الإشعاع الوطني واستكمال الوحدة الترابية

0
Shares
PinterestGoogle+

ذة. سليمة فراجي


في السادس من نونبر من كل عام، يتجدد في وجدان المغاربة شعور الفخر والاعتزاز بملحمة وطنية خالدة، صنعتها إرادة شعب وقيادة ملك، هي المسيرة الخضراء التي مكنت المغرب من استرجاع أقاليمه الجنوبية واستكمال استقلاله ووحدته الترابية.
وخلال هذه السنة، يحتفي المغرب بالذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء، في سياق وطني ودولي استثنائي، يتقاطع فيه تخليد يوم 31 أكتوبر كعيد للوحدة، مع صدور القرار الأممي رقم 2797الذي رسّخ الطابع الواقعي والجاد لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، باعتباره الحل الوحيد والنهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
إن هذا التراكم الوطني والدبلوماسي، ما كان ليتحقق لولا رؤية ملكية متبصّرة جعلت من المسيرة الخضراء ورشًا مستمرًّا لبناء الوحدة والتنمية، لا مجرد ذكرى رمزية في سجل التاريخ.
في هذا السياق استحضر الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس بمدينة العيون سنة 2015 بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، والذي شكل منعطفًا حقيقيًا في تفعيل الجهوية المتقدمة.
فقد أكد جلالته أن الجهوية ليست مجرد هيكلة إدارية، بل تجسيد لوفاء المغرب بالتزاماته، من خلال نقل الاختصاصات من المركز إلى الجهات، وإرساء عقود برامج بين الدولة والجهات، وإطلاق نموذج تنموي خاص بالأقاليم الجنوبية يضمن الأمن والاستقرار ويحقق العدالة المجالية.
وفي ذلك الخطاب القوي والشفاف، عبّر جلالة الملك عن رفضه القاطع للوضع اللاإنساني الذي تعيشه ساكنة مخيمات تندوف، حيث يعاني المغاربة المحتجزون هناك من الفقر واليأس والحرمان، في وقت حوّلت فيه الجزائر ومعها الانفصاليون معاناتهم إلى ورقة سياسية وغنيمة حرب يتاجرون بها في المحافل الدولية، بينما اغتنى قادة الوهم الانفصالي وأصبحوا من ذوي الثراء الفاحش على حساب المساعدات الإنسانية.
خمسون سنة بعد المسيرة الخضراء، لم يعد المغرب في موقع الدفاع عن وحدته الترابية، بل في موقع البناء والتثبيت والتنمية.
فمن مشاريع البنيات التحتية الكبرى، إلى المبادرات التنموية في العيون والداخلة، إلى تعزيز الحضور الدبلوماسي في إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، يؤكد المغرب يومًا بعد يوم أن الصحراء ليست فقط قضية وطنية، بل قضية وجود ومستقبل، تُترجمها التنمية الملموسة على الأرض، والاعتراف الدولي بمغربية الصحراء.
إن المسيرة الخضراء لم تنتهِ، لأنها ليست حدثًا عابرًا، بل مسارًا مستمرًا في الوعي الوطني، ومسؤولية جماعية في حماية المكتسبات وصون الوحدة وتعزيز التنمية.
فالمغرب اليوم، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، يمضي بثبات نحو المستقبل، مسنودًا بشرعية التاريخ، والشرعية الدولية وقوة الدبلوماسية، وإجماع الشعب حول مشروع وطني عنوانه الوحدة والسيادة والتنمية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *