شوارع مدينة وجدة تعاني من فوضى عارمة في حركة السير والمرور بسبب تهور بعض أصحاب الدرجات النارية الصينية الصنع

شوارع مدينة وجدة تعاني من فوضى عارمة في حركة السير والمرور بسبب تهور بعض أصحاب الدرجات النارية الصينية الصنع
محمد شركي

بداية لا بد من الإشارة إلى أن مدينة وجدة لم تعد قادرة على استيعاب عدد المركبات فيها على اختلاف أنواعها، ويبدو ذلك واضحا من خلال حجم حركة المرور خصوصا في شوارعها الرئيسية وفي طرقها المدارية فضلا عن غيرها من الشوارع والطرقات .
ومع الضغط الناتج عن كثرة المركبات فيها تعيش مدينة الألفية فوضى عارمة في حركة المرور سببها تهور بعض أصحاب الدرجات النارية الصينية الصنع التي أصبحت ظاهرة مثيرة للانتباه والقلق، وأصبح عددها يتزايد يوميا بشكل كبير .
وحتى لا يساء فهم القصد من وراء هذا المقال الذي أريد به لفت أنظار الجهات المعنية والمسؤولة إلى هذه الآفة المؤثرة على إيقاع حركة المرور وتنظيمها بشكل يضمن سلامة المواطنين أو يذهب البعض بعيدا في سوء تأويله هذا القصد سيقتصر الحديث في هذا المقال على أنواع من التهور الذي يتعمده بعض أصحاب تلك الدراجات وهم في الغالب من فئة الشباب دون العشرين من أعمارهم حيث يستعملون دراجاتهم للسباق مستخدمين بعض شوارع المدينة الرئيسية كمضامير أو حلبات للسباق فيما بينهم بأقصى سرعة دراجاتهم أو سياقتها بالاعتماد على عجلاتها الخلفية فقط بينما تبقى العجلات الأمامية مرفوعة إلى الأعلى وهو ما يعرف » بالكابراج » الذي يعني الميل في الركوب إلى الخلف معرضين بذلك أنفسهم لخطر السقوط وهم دون خوذات تحميهم من الإصابات المميتة ، ومعرضين أيضا غيرهم للخطر راكبين أوراجلين.
ومن فوضى أصحاب تلك الدراجات حركة تجاوز المركبات عن يمينها بسرعة فائقة ومفاجئة والتي غالبا ما تتسبب في حوادث يكونون هم أول ضحاياها ، فضلا عما يلحق دراجاتهم من تلف وما تلحقه بدورها من تلف في المركبات التي تصطدم بها والسبب هو مخالفة قانون التجاوز . ويبدو في بعض الأحيان أن بعض أصحاب تلك الدرجات يتعمدون الاصطدام بالمركبات بهذه الطريقة من أجل ابتزازهم .
ومما يزعج المارة وأصحاب المركبات على حد سواء زعيق أبواق تلك الدرجات التي التي لا تهدأ وهم يطلقونها على بعد مسافات طويلة يبدو كأنهم لا يرومون بذلك تنبيها أو تحذيرا بل تهديدا بسبب فرط سرعتهم .
ولم تعد إشارات الوقوف سواء الضوئية أو الصفيحية تعني شيئا بالنسبة لأصحاب تلك الدرجات ، كما أنه لم يعد عندهم من معنى لليمين والشمال أو معنى لما يسمى حق الأسبقية ، بل صارت الأسبقية حكرا عليهم ولا حق لغيرهم فيها ، وويل لمن سولت له نفسه التعبيرعن الانزعاج من تصرفاتهم المتهورة فإنهم يشبعونه شتائم بعبارة نابية وقد يتعقبونه إذا كان راكبا لمعاكسته ومحاولة الاعتداء عليه .
ومن صنف هؤلاء بعض الذين يستعملون دراجاتهم لإيصال طلبات زبائنهم في صناديق تثبت عليها خلفهم وينطلقون بسرعة جنونية وهواتفهم الخلوية في أيديهم وأعينهم موزعة بين الشوارع التي يسلكونها وبين النظر فيها لتحديد وجهاتهم المنشودة لا يبالون بمن يشاركهم السير في الشوارع والطرقات التي يستعملونها . وهناك صنف آخر من أصحاب درجات هي أكبر حجما من تلك الصينية الصنع هوايتهم المفضلة هي إزعاج وإقلاق راحة المواطنين سواء المارة منهم أو المتوارين خلف جدران مساكنهم ، وحتى المرضى في المصحات والمشافي حيث تصدر محركاتها هديرا شديدا تتخلله فرقعات مدوية . والمؤسف أنهم يمرون أحيانا في ساعات متأخرة من الليل عبر بعض الشوارع فيوقظون النيام ولا يهتمون لترويع الصبية الصغار، والعجزة والمرضى وهم نيام قد أخلدوا إلى النوم في فرشهم .
ومما جد في حركة السير والمرور انتشار الدرجات الكهربائية التي يمتطيها أصحابها وهم وقوف ولأصحابها أيضا نصيبهم من التهور في الشوارع والطرقات بتعريض حياتهم للخطر سواء بسبب تجاوزهم المركبات عن اليمين أو عدم احترامهم شارات الوقوف الضوئية أو عدم استعمالهم أضواء أو ألبسة عاكسة للضوء ليلا . ولا ندري لحد الآن ما هو القانون المنظم لاستعمال هذا النوع من الدراجات ، وما هي الضمانات والتأمينات التي يستفيد منها من يمتطونها ؟
ويحدث كل هذا في مدينة الألفية والحبل ملقى على الغارب مع شديد الأسف بالنسبة لأصحاب هذه الدرجات على اختلاف أصنافهم دون أن يلوح في الأفق ما يدل على الإرادة في اتخاذ إجراءات صارمة لكبح جماحهم . فإلى متى سيستر هذا الوضع المزري لحركة السير والمرور بسبب تهورهم وغياب الوازع الأخلاقي لديهم مع تعمد استخفافهم بالقانون وخرقه عن عمد وسبق إصرار ؟





Aucun commentaire