Home»Débats»من الانجازات الرياضية إلى الانجازات في جودة الخدمات العمومية

من الانجازات الرياضية إلى الانجازات في جودة الخدمات العمومية

0
Shares
PinterestGoogle+

المصطفى حميمو

برز نجم المغرب مرة أخرى على الساحة الدولية بفضل انتصار أشبال كرة القدم في تشيلي. هذا الإنجاز، الذي هو ثمرة المثابرة والتخطيط والعمل الجماعي، لا يقتصر على ميدالية أو لقب، بل يجسد روح التميز وقدرة البلاد على منافسة أفضل المنتخبات في العالم.

هذا الإنجاز لا ينتمي فقط إلى الأبطال الرياضيين، ولكن إلى البلاد بأكملها التي تدعم وتُكون وتشجع مواهبها. ويذكرنا بأن روح المنافسة والسعي نحو التميز يمكن أن يكونا محركين قويين للنجاح، ليس فقط في الرياضة، ولكن أيضًا في قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة والأمن والإدارة العمومية.

لقياس وتحفيز هذا التميز على المستوى الوطني، توجد مؤشرات تقييم دولية يمكن استخدامها محليًا، ومن بين أشهرها:

  • في التعليم: اختبارات PISA و TIMSSو PIRLS ، التي تقيّم كفاءات التلاميذ في القراءة والرياضيات والعلوم.
  • في الصحة: مؤشر الأمن الصحي العالمي ومؤشرات منظمة الصحة العالمية وبلومبيرغ، التي تقيس جودة وفعالية وإمكانية الولوج لأنظمة الرعاية الصحية.
  • في الأمن: مؤشر السلام العالمي ومؤشر سيادة القانون، اللذان يقيسان مستوى الأمن وتطبيق القانون والاستقرار الداخلي.
  • في الإدارة العمومية: مؤشرات الحوكمة والشفافية للبنك الدولي ومشروع العدالة العالمية، التي تقيس فعالية ومساءلة المؤسسات.

يمكن تكييف هذه الأدوات لتقييم الأداء على المستوى المحلي، من خلال ترتيب الجهات والمؤسسات العمومية بانتظام حسب الاستحقاق. من شأن هذا النهج دون شك أن يحفز المنافسة الإيجابية بين المسؤولين العموميين والموظفين، وأن يبرز الجهود المبذولة وأفضل الممارسات المعتمدة في خدمة المواطنين. وذلك لما يرفق هذه الإنجازات بحفلات وطنية لتكريم الموظفين والعاملين في الدولة المثالين، مع توزيع الجوائز والأوسمة الرسمية. ومن شأن مثل هذا الآلية المنتظمة أن تعزز ثقافة التميز وروح المنافسة الشريفة بين مختلف الإدارات.

وسيكون هذا النهج، إذا ما تم اعتماده، الأداة الفعالة والمثالية والتي طال انتظارها لربط المسؤولية بالمحاسبة بشكل دوري وتلقائي، وفق قواعد عادلة وواضحة لصالح تدبير للموارد البشرية العمومية المرتكزة على النتائج وليس على مجرد تنفيذ المهام، كما تنص على ذلك المادة 17 من النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية.

لقد حان الوقت لكي تستلهم السلطات العمومية هذا المثال الرياضي الاستثنائي وتطبقه على جميع قطاعات الخدمات العمومية، من أجل إرساء وتوطيد ثقافة حقيقية للتميز، وهي النتيجة المنطقية والمنتظرة لربط المسؤولية بالمحاسبة.

وهكذا، فالنصر التاريخي الأخير في تشيلي ليس مجرد انتصار رياضي: إنه يذكرنا بأن نفس روح الالتزام والانضباط والسعي نحو التميز يمكن أن يقوي جودة الخدمات العمومية بشكل عميق ويعزز ثقة المواطنين في مؤسساتهم.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *