Home»Débats»هل اصبحت ظاهرة استقبال الأفارقة جنوب الصحراء في المغرب تشكل خطرا على الأمن الاجتماعي ؟

هل اصبحت ظاهرة استقبال الأفارقة جنوب الصحراء في المغرب تشكل خطرا على الأمن الاجتماعي ؟

1
Shares
PinterestGoogle+

هل انزلقت ظاهرة استقبال الأفارقة جنوب الصحراء في المغرب وباتت تعكس تحولا اجتماعيا خطرا بعد أن تحلى المغرب طويلا بموقف سياسي مرن .

عزيز باكوش  منتريال كندا

شخصيا كمواطن مغربي ومتتبع للشأن السياسي والاجتماعي ارتباطا بقضية وحدتنا الترابية ،أعلن انزعاجي المتزايد  إزاء ظاهرة انتشار مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء  وما يحدثونه من قلق في الفضاءات العامة للمدن المغربية، لا سيما في فاس. حيث  ينتقل هذا الانزعاج من مستوى التعاطف والمساعدة الإنسانية إلى مستوى القلق والخوف وربما الرفض في سياق  سياسي يحمل الدولة المغربية مسؤولية اتخاذ موقف حازم.

التقارير والأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد أن الشفقة  انتقلت إلى التوجس ونظرتي التي اتسمت طوال السنوات الماضية بالمساعدة وتقديم الدعم حتى ولو كان بسيطا  درهما او درهمين في كل إشارة مرور  او  رامبوان  باتت تنحو نحو الحذر والخوف من سلوكيات بعض الأفارقة التي لا يمكن التردد في وصفها  بالعدوانية

وأعتقد  أن هذا التحول في الموقف ليس فرديا بل يعكس توجها عاما آخذا في التصاعد داخل أوساط واسعة من المواطنين سواء بفاس أو غيرها من مدن العبور بالنسبة لهؤلاء.

والحقيقة يجب أن تقال دائما فهؤلاء الأفارقة لا يظهر عليهم الجوع أو  الوهن بعد أن قطعوا ساعات وبلدان ويمتلكون يملكون بنية جسدية قوية قادرة على التحمل . ويستعملون في غالب الأحيان أساليب ضغط نفسي وتهديد لفظي للحصول على المال مع بعض الحركات غير الطبيعية  في إشارة إلى الازدراء وعدم الرضا

ليس هذا فحسب بل سبق لي أن رصدت كشاهد عيان   إشارات  وممارسات واضحة جانحة من قبل بعضهم  قد تتحول في القادم من الأيام وربما شرعت في ذلك إلى طابع شبه إكراهي. ولا حاجة هنا للتذكير بارتفاع حالات السرقة والاعتداء مع اتساع رقعة الشعور بانعدام الأمن في الفضاءات العامة التي يرتادها الأفارقة من مختلف الجنسيات.

لن أتحدث هنا عن البعد السياسي للهجرة

سأقفز  عن هذه المسألة،لكنني لن أتغافل  أن المهاجرين باتوا أكثر وعيا بموقعهم داخل النسق السياسي والاجتماعي المغربي. وهنا يمكن فهم الإشارة إلى السياق الإقليمي والدولي الذي يحكم العلاقات بين المغرب ودول إفريقيا جنوب الصحراء، خاصة في ظل سياسة المغرب الإفريقية خلال العقدين الأخيرين.

ومع تنامي اكتساح وتناسل وتدفق المهاجرين  أفرادا وجماعات نساء ورجالا تزاوجوا  وتناسلوا  وأنجبوا  في الطرقات والغابات وكونوا أسرا لقيطة بلا هوية  فإن الوضع بات يترجم شعورا مقلقا على المستوى الاجتماعي والديمغرافي، وهو خطاب بات يتردد في نقاشات إعلامية وشعبية في ظل تصاعد خطاب السيادة الوطنية وتقييد الهجرة جنوب شمال .

لا بد للدولة المغربية  من اتخاذ موقف رسمي واضح صارم وحازم من هذه الظاهرة، في ما يمكن اعتباره مطالبة بسياسة هجرة أكثر تشددا، ومقاربة أمنية أكثر صرامة.

إن هذا التحول في المزاج العام للمغاربة تجاه المهاجرين الأفارقة يأتي نتيجة لتزايد الاحتكاك اليومي وبروز مظاهر سلوكية سلبية لهؤلاء ، لكنها تعبير جزئي عن إشكالية بنيوية مركبة تمس السياسة، الاقتصاد الأمن والاندماج الاجتماعي. يبقى التحدي المطروح أمام الدولة المغربية هو موازنة الاعتبارات الإنسانية الدولية مع الحفاظ على السلم الاجتماعي والأمن الداخلي، وتفادي الانزلاق نحو خطاب كراهية أو عنصرية قد تكون عواقبه وخيمة.

عزيز باكوش  منتريال كندا

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *