Home»Débats»نظام الجزائر ودرس هولاكو

نظام الجزائر ودرس هولاكو

0
Shares
PinterestGoogle+

….محمد شحلال

            يحتفظ التاريخ بذكر أسماء العديد من خلفاء بني العباس الذين طبقت شهرتهم الافاق من أمثال هارون الرشيد وخلفه المامون،والمعتصم الذي لبى استغاثة امرأة مسلمة وفتح من أجلها،،عمورية،،بينما كان حظ الخليفة،،المستعصم،،عاثرا،حيث انتهت الدولة العظيمة في عهده على يد،،هولاكو،،بعد أن أذاقه صنوفا من الإذلال والتنكيل.

        يورد معظم المؤرخين بأن هولاكو قد أجبر ،،المستعصم،،على كشف مكان الدفائن النفيسة من الذهب والجواهر، ناهيك عن الأموال التي تعج بها الخزائن.

    عندما كان ،،المستعصم،،يرتعد وهو يؤسر في عاصمة ملكه، ويرى حريمه يهان  أمام عينيه رغم توسلاته اليائسة،خاطبه ،،هولاكو،،قائلا ما معناه:

  – لو أنك خصصت جزءا من هذه الأموال لشعبك وجنودك،لضحوا من أجلك اليوم، وجنبوك هذا المصير الذي تستحقه !

     تذكرت هذه القصة المؤلمة وأنا أتابع تراجع ،،عنتريات،،النظام الجزائري الذي انبرى قبل أسابيع، ليتقمص دور،،الند،،لفرنسا إثر اعترافها بمغربية الصحراء،حيث استدعت الجزائر سفيرها،وشرعت تشن حملة شعواء على ،،ولية نعمتها،،متوعدة الجمهورية الخامسة بأصناف من ،،العقوبات،،بل بلغ بها الاندفاع إمكانية خلق رجة في النظام الفرنسي !

   لم تكن فرنسا بحاجة لمسايرة اندفاع النظام العسكري وجهازه الدعائي،بل اختارت الرد بما يوقف تنطع هذا النظام  عبر مكامن ضعفه.

     وهكذا،كانت القنبلة الأولى على يد سفير فرنسا السابق بالجزائر

عندما كشف بأن رئيس البرلمان،،المزمن،، يمتلك شقة بباريس يتساءل كيف مول شراءها عبر عملة غير قابلة للصرف ؟!

      بعد ذلك،قررت السلطات الفرنسية وضع حد للامتيازات التي كان يحظى بها رجال النظام وعائلاتهم الذين كانوا يدخلون التراب الفرنسي دون عراقيل عبر جوازات دبلوماسية.

     وبما أن النظام الجزائري الذي تسري في أوصاله- ربما- جينات من الخليفة،،المستعصم،،حيث كان أقطابه يهربون أموال الشعب إلى فرنسا تحديدا، ويقتنون العقارات المختلفة،فإنهم سرعان ما أدركوا بأن كشف،،عوراتهم،، أمام مواطنين مدجنين،ربما أحدث رجة غير متوقعة بالبلاد،لذلك رأينا ،،رأس النظام،،الصوري،يتخلى ودون سابق إنذار عن كل أصناف الوعيد،ويبدي استعدادا بئيسا لإيجاد حل للخلافات مع ،،ماما فرنسا،،خوفا من تداعيات مواجهات غير متكافئة بين دولة ديموقراطية ،وأخرى تعيش بالريع والدعاية التي عفا عنها الزمن.

     مرة أخرى، ومن غير اعتبار بدروس التاريخ،يستمر بعض حكام البلاد العربية في تهريب أموال الشعوب إلى بلاد الغرب لأنهم لا يثقون في مواطنيهم،مما جعل الرئيس الأمريكي ،،ترامب،،يفضح العديد من الزعماء الذين ينقلون ثروات بلدانهم الى الخارج،بل صار يهددهم بمصادرة هذه الأموال واعتبارها ملكا للشعب الأمريكي !

         كان الله في عون أحرار الجزائر وهم يتابعون مسلسل الإهانة والصفعات التي تتوالى على حكامهم عبر الإجراءات المهينة،و،،بلاتوهات،،النقاش التي تكشف حقيقة نظام دكتاتوري تزعزعه منشورات أبسط المدونين،ومع ذلك يستمر في معانقة مظاهر العظمة الوهمية

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *