Home»Débats»لا مجال أبدا لتهجير الفلسطينيين الحقائق أقوى من الأوهام

لا مجال أبدا لتهجير الفلسطينيين الحقائق أقوى من الأوهام

0
Shares
PinterestGoogle+

المصطفى حميمو
لا داعي للقلق، فالفلسطينيون في غزة وفي كل فلسطين ثابتون إلى الأبد في أرضهم. والحديث عن تهجيرهم، سواء كان قسريًا أو طوعيًا، ليس سوى أوهام مستحيلة التنفيذ، لا في الواقع ولا حتى في الخيال

.
ما يطرح من خطط هنا وهناك، مثل تلك التي يسوّق لها دونالد ترامب، ليس سوى جزء من مسرحية سياسية تهدف إلى امتصاص غضب اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يعاني من مرارة الهزيمة أمام المقاومة الفلسطينية ويزعج نتانياهو المعرض للتهديد بسقوط حكومته ومحاسبته على فشله علاوة على ملفات الفساد التي تلاحقه إن هو لم يعد للحرب التي يعلم جيدا أن جيشه المنهك لا قبل له باستئنافها.
ترامب يعلم جيدا أن خططه غير قابلة البتة للتطبيق، لكنه يستخدمها كخدعة سياسية باتفاق بينه وبين نتنياهو لتهدئة حلفائه في الحكومة اليمينية والتخفيف من ضغطهم عليه، وقد حصل.
والولايات المتحدة من جهتها، رغم دعمها المطلق لإسرائيل، لا يمكنها تحمّل المزيد من الإهانة على الساحة الدولية، خاصة بعد الضربات اليمنية التي أضعفت هيبتها وكشفت هشاشة نفوذها العسكري والسياسي.
أما الدول التي تعلن رفضها علنًا هذه الخطط وتندد بها، فهي لا تفعل ذلك أبدا لأنها تُصدقها لأنها غير قابلة البتة للتصديق، بل لأنها جزء من نفس اللعبة بهدف منح بعض المصداقية لمناورة ترامب ونتنياهو. الهدف من كل ذلك مرة أخرى هو تهدئة الإسرائيليين الغاضبين من مآلات الصفقة المهينة وإقناعهم بأن هناك حلًا يحفظ لهم ماء الوجه، حتى يبتلعوا مرارة الهزيمة دون اللجوء المتهور والمجنون إلى حرب جديدة لن تجلب لهم ولكل من يدعمهم سوى المزيد من الكوارث من كل نوع، سياسي وعسكري وأخلاقي.
والحقيقة المرة التي يحاول الاحتلال وداعموه إخفاءها هي أن الحرب على غزة لم تؤدِّ إلى تحقيق أي من أهداف إسرائيل. المقاومة صمدت كما كان متوقعا سوى من طرف خصومها الذين استهانوا بها، وأثبتت أنها عنصر أساسي في معادلة الصراع، ولا يمكن تجاوزها.
إسرائيل نفسها وبإيعاز من كبار خبرائها مع تحليلات الذكاء الاصطناعي صارت مقتنعة تماما أن استئناف الحرب لن يكون في صالحها، بل سيؤدي إلى تعميق الفشل الذي تعاني منه ولا سيما تصدّع جدار الجبهة الداخلية علاوة على تنامي ظاهرة خطر الهجرة المعاكسة، وإضعاف موقف الولايات المتحدة أكثر فأكثر.
إسرائيل لم تنجح في اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم طوال أكثر من سبعة عقود، رغم المجازر والتهجير والتدمير، واقتنعت أخيرا أنها لن تنجح أبدا في ذلك مهما طال الزمن. بل هي التي صارت تشعر أكثر من أي وقت مضى بأنها مهددة بالزوال.
فالمقاومة الفلسطينية ليست مجرد قوة عسكرية، بل هي عقيدة راسخة في وجدان الشعب الفلسطيني، مدعومة بإرادة صلبة وإيمان لا يتزعزع بحقه في أرضه وسيظل يتعاظم مع مرور الزمن من جيل إلى جيل حتى التحرير. لذا كل الأحداث الأخيرة، مهما كانت مريرة، لم تؤدي إلا إلى نتيجة واحدة الكامنة في التأكيد على أن الفلسطينيين باقون، والمحتل هو الذي يعيش في قلق وجودي، ويدرك أكثر من غيره أن الزمن والتاريخ ليسا في صالحه بل في صالح عدوه.
لكل ذلك، فلا داعي أبدا للقلق. لأن الحقائق الصلبة على الأرض ستظل إلى الأبد أقوى من كل الأوهام.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *