Home»Débats»ظاهرة المقاهي في مدينة وجدة

ظاهرة المقاهي في مدينة وجدة

0
Shares
PinterestGoogle+

من العبارات المتداولة بين ساكنة مدينة وجدة : في مدينة وجدة توجد مقهى بين مقهى ومقهى مما يعني استفحال ظاهرة المقاهي. والمقهى عبارة عن فضاء عمومي يرتاده الناس بالدرجة الأولى للجلوس ثم لاحتساء المشروبات. وليس احتساء المشروبات مبررا لوجود ظاهرة المقاهي بكثرة في مدينة وجدة، وإنما وراء الظاهرة سر يتعلق بالحياة الاجتماعية. فعندما يمر الإنسان بالمقاهي وقد غصت بروادها يفكر حتما في باقي الفضاءات وعلى رأسها البيوت ، وتتبادر إلى ذهنه الأسئلة الآتية :

لماذا المقاهي دون البيوت ؟ وهل المقاهي فضاءات مغرية أكثر من البيوت ؟ وهذه أسئلة تطرح في حال معاينة ظاهرة الإدمان على المقاهي بحيث تسجل البيوت شبه غياب لشريحة طويلة عريضة من الناس . وهي شريحة لا ترتاد البيوت إلا في أوقات الطعام والنوم مما يعني أن البيوت ومن فيها لا حظ لهم في أولياء الأمور في أوقات غير أوقات الطعام والنوم. ومعلوم أن البيوت وبالأحرى الأسر التي تسكنها سواء الزوجات أو الأبناء أو الأقارب في أمس الحاجة إلى رواد المقاهي من أزواج وأبناء وإخوان وأقارب. فالبيوت خلال الأوقات المخصصة للمقاهي، وهي أوقات مهمة للتواصل العائلي الذي يعرف فراغا لا يلقى له بال.
ولو تصورنا حال أحد رواد المقاهي المدمنين لوجدناه في يوم راحته مثلا يتناول طعام فطوره ثم يغادر إلى المقهى ، فيعود في منتصف النهار لتناول طعام الغذاء ، وقد يستسلم لقيلولة قصيرة أو لا يستسلم ليغادر من جديد إلى المقهى فلا يعود إلا في ساعة تناول وجبة العشاء وقد استسلم بعدها الصغار للنوم ، و قد يستسلم المدمن على المقاهي أيضا للنوم بعد أن أنفق في المقهى أفضل الأوقات الضرورية للحديث مع أهله وأبنائه ، وهو حديث هم في أمس الحاجة إليه.

وهذه الظاهرة تتطلب دراسة علمية دقيقة للمجتمع الوجدي إذ لا يمكن المجازفة بأحكام مسبقة عليها . فقد تكون البيوت بالنسبة للبعض فضاءات غير مناسبة لقضاء أوقات تنفق في المقاهي بسبب من فيها إما زوجات أو أبناء أو أقارب لهذا يلتمس أصحاب هذه البيوت الراحة في فضاءات المقاهي هربا من كثرة مطالب الزوجات والأبناء أو كثرة الازعاجات الصادرة عنهم ، أو انعدام القابلية عندهم للحديث والسمر عندما يتعلق الأمر بفترات الليل التي تنفق في المقاهي. وقد يكون رواد المقاهي من الذين لا يبالون بالبيوت ولا بمن فيها ، ولا يهتمون بحاجة من فيها للحديث ويكفيهم أن يستفيدوا هم من أوقات فراغ خارج البيوت ، بل منهم ما يفتخر بأنه لا يعرف ما يدور في بيته وأنه لم يشاهد بعض أبنائه لمدد طويلة بسبب ارتياد المقاهي علما بأن هؤلاء الأبناء خاصة الصغار كثير منهم يعيش في الأحياء والحارات في الوقت الذي يكون فيه الآباء في المقاهي بينما قد يرتاد الكبار المقاهي نفسها أو ما هو أخطر منها من قاعات الألعاب أو أندية الشبكات العنكبوتية ليس طلبا للعلم وإنما طلبا للسلبيات من السلوكات. وبهذا يكون سر التفكك الأسري هو إدمان شريحة طويلة عريضة من الناس على المقاهي حيث تنفق أثمن الأوقات التي يجب أن تنفق في البيوت لتوثيق الصلات ولتقوية اللحمة الأسرية.
وقد يكون الإدمان على المقاهي سببا مباشرا في ضياع مستقبل الأبناء حيث تنعدم الرقابة عليهم بسبب غياب أولياء الأمور في المقاهي في وقت كان من المفروض أن يكونوا في البيوت لمعاينة عمليات تحصيل أبنائهم أو قيامهم بواجباتهم الدراسية اليومية من أجل تقديم المساعدة لهم بما فيها المساعدة المعنوية المتمثلة في الحضور والاهتمام والمتابعة عن كثب.

وقد تتحمل بعض ربات البيوت كما أشرنا إلى ذلك مسؤولية إخلاء الأزواج للبيوت والفرار إلى المقاهي طلبا لراحة البال وتجنبا لسوء المعاملة وسوء الحديث الذي لا يعدو الشجار لأتفه الأسباب ، أو تنكبا لمسؤولية الأبناء التي تلقى جملة وتفصيلا على الآباء لتشتغل ربات البيوت بإعداد الطعام أو متابعة المسلسلات أو الغياب لفترات طويلة في الأسواق والحمامات والزيارات العائلية.
إن ظاهرة الإدمان على المقاهي لها من التأثيرات السلبية ما لا يحصيه إلا البحث الاجتماعي العميق والدراسات الميدانية الدقيقة للأسر الوجدية التي صارت من ثقافتها عبارة يوجد مقهى بين مقهى ومقهى للدلالة على اكتساح فضاءات المقاهي لغيرها من الفضاءات مما يعني اكتساح سلوكات المقاهي لغيرها من سلوكات باقي الفضاءات .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

11 Comments

  1. hanouna
    10/11/2008 at 22:13

    tt a fait d’accord avec toi,les pères doivet savoir que peut etre en ce moment qui le passent ailleur leurs enfants peuvent mm s prostituer la 9adara lah,moi personnelement mn pere des fois ne rentre mm pas la nuit,jusk’au jour d’après
    quand meme faut voir ce coté surtt ceux ki ont des adolessants le soutien et l’orientation on un role très important ca peut mm influencer le futur de cet enfant lah yahdihom w safi

  2. أحمد صبار
    11/11/2008 at 13:26

    عند قرائتي لعنوان الموضوع اعتقدت أنه سيتحدث عن المقاهي وأصحابها لا روادها.فمشكلة كثرة المقاهي أكثر تعقيدا وغرابة ، مقهى يكلف مئات الملايين وتجد المقهى بجانب الآخر في الشارع العام وعلى كل الطرقات الكبرى !!من أين ياترى يحصل هؤلاء الناس مئات الملايين من أجل مقهى في أحسن الأحوال لن يشغل أكثر من 8 اشخاص !!! هذا هو المشكل ،المشكل الأول المقهى هو مشروع لتبييض أموال بسهولة ، مشكلته الثانية لا يشغل أكثر من 8 اشخاص ، قالمقهى الذي قد يكلف اكثر من 200 مليون منطقيا يجب ان يشغل 50 او 60 شخص ، 200 مليون راه رأس مال شركة…. // أما رواد المقاهي فتختلف الأسباب ،قد تصبح رائد مقهى لإعجابك بالموقع والخدمات ومستوى رواده أو لمتابعة مباريات كرة القدم ، او موعد اللقاء بين الاصدقاء الذي يشتغل كل واحد في مكان بعيد عن الآخر أو لأخذ قسط من الراحة والهدوء والانتشاء بكأس قهوة … وهذا ليس في كل المقاهي.أما الفئة التي تحدثت ِ عنها أعتقد انهمربما يكونون السماسرة .تحياتي

  3. marocain
    11/11/2008 at 13:26

    في جميع المدن المغربية و ليس وجدة وحدها التي تعاني من ضاهرة بين مقهى و مقهى توجد مقهى

  4. عبدالقادر الفلالي- كندا
    11/11/2008 at 13:27

    لايمكننا أن نعالج ظاهرة ارتياد المقاهي وحصرها في مدينة وجدة أو المغرب فالظاهرة في تنام حاد على المستوى الجهوي والدولي، إذا كان أفراد مجتمعنا المغربي يذهبون إلى البيت في فترات تناول الغذاء أو العشاء فهناك مجتمعات عربيةتنعدم فيها تلك اللقاءات، ذوق الطبخ وحميمية مشاركة الأنفاس في صحن واحد شبه غائبة،الأب يأكل خارج البيت كذلك الأبناء والأمهات وقد عايشنا ظواهر في دول الخليج والشرق الأوسط لم يعهدها الإنسان المغربي الذي يقدس تناول وجباته صحبة عائلته. يسمونها مقاهٍ أو ديوانيات حيث يجتمع الأصدقاء يسمرون ويأكلون ولايرون أبنائهم لأن شغالة هندوسية قامت بكل متطلبات البيت بل حتى الحنان والصلوات منها. باحث سوسيولوجي كندي رأى في معالجته لظاهرة ارتفاع الجريمة بين صفوف الشباب إلى فقدان ذلك الإنتماء الأسري حيث قال إن المجتمع العربي يجعل الروابط تحذ من انتشار الجريمة: إن قمت بجريمة سوف يغضب مني أبي، عمي ،خالي، خالتي، عمي ، أهل حارتي وبالتالي حتى وإن تواجدت الجريمة بيننا إلا أنها لا تصل ذروة الموجود هنا في الغرب.
    أشكر الأخت الكريمة على الطرح الهادف لأننا في حواراتنا كلها اتجهنا نحو الإنتقاد والنقابات والسياسات ومن ينتصر على من ومن يهزؤ على من، وأصبحنا نغفل مواضيع إجتماعية خطيرة من هذا النوع لأن الآتي صعب وعويص فلنتسلح له بما أوتينا من قوة لتحصين أبنائنا

  5. marocain en holland
    11/11/2008 at 13:28

    j’habite dans une ville moyenne en holland, dans cette ville y’a que 2 cafes,et sont souvent vide. et 12 terrains de sport

  6. tarek
    11/11/2008 at 13:29

    c’est pas question de maison ou café a mon avis , c’est plutot question de travail ou chomage ! 90% d entre les gens des cafés sont des chomeurs !

  7. mohssine
    11/11/2008 at 22:49

    salam.le pire de tous cela .c est que y as plein de gens qui ont plein d argent,et au lieu d investir ds des projet qui raporte plus en meme temp crée des emplois en fais des espaces pour les chaumeures……..moi aussi je suis un chaumeure j aimme les cefés mais elle ne me servent de rien.pire le jours que j ai pas de quoi me payé le café c le degout total…

  8. منصور محمد / جرادة
    11/11/2008 at 22:50

    لقد اعتقدت من خلال عنوان مقالتك أن الامر يتعلق بظاهرة توسع واكتساح مقاهي وجدة لممرات الراجلين , وهي ظاهرة مقلقة و وقد تطرق اليها العديد من الاخوان على رأسهم الاخ الشركي في رمضان الابرك.غير أنه بعد القراءة تبين لي أن الموضوع لا يخلو من أهمية, وهنا أضيف الآتي :
    1)هذه الضاهرة لا تنحصر في مدينة زيري بن عطية .
    2)البطالة والفارغ القاتلين من أهم اسبابها .
    3)الطبقة البرجوازية في وجدة لا تستطيع المغامرة بأموالها في مشاريع غير مضمونة الربح كانشاء المصانع وغيرها .
    4)تبييض الأموال في بناء المقاهي الفارهة أمر في غاية السهولة.
    وختاما, أود أختي شهرزاد, أن اثير قضية  » المقاهي الثقافية » في منطقتنا, والتي بدأت تنتشر في بعض البلدان العربية كمصر وسوريا مثلا, وحتى في بعص مدن المملكة ,لكن وللأسف الشديد تنعدم كليا في منطقتنا, بل وحتى ما يسمى نادي الاعمال الاجتماعية لرجال التعليم تغيب عنه الثقافة وبذلك تحول الى »مقهى » ليس الا.

  9. ZOHRA
    11/11/2008 at 22:50

    MERCI BCP CHAHRAZADE POUR CE SUJET QUI NOUS FAIT SOUFFRIR ET NOUS PROVOQUE DES QUERELLES PRESQUE CHAQUE JOUR MAIS LE CONJOINT SEN FOUS TANT QUIL Y A UNE FEMME A LA MAISON QUI SOCCUPE DES ENFANTS.COMME ETANT UNE NOURICE.FRANCHEMENT PRESQUE TOUT LES HOMMES DE LORIENTAL SONT EGOISTES ET SADIQUES ILS NAIMENT QUE SOIENT MEMES.ET EN PLUS ILS TOUS MALADES JE LES CONSIDERES COMME DES ARRIERS ET INHUMAINS AVEC UN ESPRIT BIDON….ALLAH YAHFADE WLIDATNA WASSALAM

  10. حسن رامي
    13/11/2008 at 00:05

    لنجعل هذا المنبر منبرا راقيا ، نتجاذب فيه أطراف الحديث ونستفيد من بعضنا لا للتجريح والقذف ، أظن أن الأخت زهرة من سكان الغرب المغربي وهذا واضح من كلماتها لأنها تعودت على رجال منفتحين وسهلي المراس في حياتها ففوجئت في الشرق بالرجال والنساء المقتدرين الجادين، ,وأن من يوظف مصطلح « مرضى » هو نفسه يعاني عقدا. إن لم يعجبها الشرق فلتذهب إلى غربها حيث الرجال الأصحاء وغير الأنانيين والذين يبيعون فيك ويشترون وأنت لاتعلم.
    شكرا للأخت شهرزاد

  11. ZOHRA
    13/11/2008 at 20:24

    merci mr hassan pour ton point de vue.que penses tu de la majorité des hommes oujdis qui passent presque tout leur temps libres aux cafés qui sont tjs éttouffés on a horreur à passer à coté?et qui rentrent tard à la maison leurs enfants st aux lits .presque chaque jour la meme chose. c’est pas trop.et à la fin ils accusent les femmes de l’chec de leurs enfants stp ne sont ils pas des malades?mais la majorité des oujdis st comme ça negligeant c’est la réalité qui est du peut etre à leur mentalité et leur éducation?pour moi je ss oujdya je vis à oujda depuis mon enfance c’est ce que je vois chaque jour.mais mr hassan ou est votre point de vue sur ces hommes là? exprime toi et discute logiquement comme tu as dit?c’est vrai il y a certaines femmes qui sont malades mais c’est à cause des hommes malades aussi

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *