Home»Débats»جيل السراويل الساقطة والرنات

جيل السراويل الساقطة والرنات

0
Shares
PinterestGoogle+

     في رمضان أو في غيره من أيام الله  المجيدة ، ينبري بعض الشباب المغربي فئة « مشوكي
الرؤوس والآذان المثقوبة  » بتخريجات ومسلكيات غريبة في تصريف ممارساتهم اليومية
بدعوى الحداثة  والتميز .إ نهم يقلدون  ما
يعجبهم ، في الشارع العام ، وليس ما يعتقد الناس انه الصواب ، يرتكبون الحماقات
طلبا في تحرر مزعوم وحداثة منفلتة. هوائيون ، من طينة هجينة ، أتصور أنهم   يفضلون
دخان السجائر على الهواء النقي ، بل ،  يتمنون
لو كانوا يدخنونه حتى وهم نائمين. والسؤال  » ماذا كسب هؤلاء،  وماذا خسر المجتمع؟

     فصيلة من هؤلاء
الشباب  مشوكي الرؤوس حريصون جدا على أن لا
يكونوا أنيقين ، وتفاعليين إلا بالشكل الذي يزعج ، فكل ما أنجبته تقليعات الموضة
من الألبسة  يحتاج في نظرهم إلى لمسة إضافية
 ،  قد تكون جزة مقص ،  أو رشات أسيد وماء قاطع ،  ليس  أقلها
مزقة على الركبتين،  أو مضاعفة معدلة
لخمائل مخملية تنسدل  تحت الساق أو على
الكعبين.

     يفجرون غضبهم على كل
من يقف في طريق حماقاتهم ،  مهووسون بتشويك
 الشعر ودمق الكلام وعجنه بصورة  العبث إلى حد بعيد.

باردو الأعصاب
غير أذكياء بما يكفي ،   أما طموحهم  فلا يبارح الدرجات الاعتيادية كل صيف. موسيقى
صاخبة وسجائر وتقاطعات عولمية لا ترسو على بر.

      ويبدو إلى حدود اللحظة،  أن لا احد قادر على إخراج هؤلاء  الخائبين  من بوتقة الفوضى التي ينعمون بها ،  بما فيها ذلك الدولة نفسها، حيث باتت تهيئ لهم عن
طيب خاطر بدل مؤسسات التأهيل ومعاهد التكوين والتربية العلمية  مضامير الرقص الهستيري والحفلات الصاخبة ،
وتغدق عليهم الإتاوات كي تستريح من وجعهم.

   هل تفعل الدولة صوابا؟؟؟

أشك في
ذلك ، ولدي مبررات معقولة .

السيجارة
المحشوة فوق الأذن والشقراء بين الأصابع المعقوصة على العاشرة إلا ربع ، لا معنى
لها سوى الانكماش والفوضى المائعة ، وأن شئت الوضوح، الضياع.

    خلال أمسية دولية للموسيقى ، سالت أحد أعضاء
فرقة أجنبية ، وكان من جنسية فرنسية. استفسرته عن مستواه التعليمي ، وشكله
الاجتماعي ، وفيما إذا كان عاطلا عن العمل ، مكتفيا ب » العطالة المؤدى عنها  »
أو عالة على الدولة .ذهلت ، بل أصبت بخيبة أمل كبرى ،  قال  » دانكرن » وهو في 22 من العمر
 » أحضر لدكتوراه ثانية في علم الأديان، أعمل أستاذا متعاقدا مع جامعة ستوكهولم
، وزيوريخ ، لدي أخت طبية في العراق ، ووالدي جنرال في البحرية. ومضى يكشف عن
طموحه  »  المغرب بلد أكثر من رائع
،….ولكن؟؟؟؟؟

     وحين
وجهت السؤال نفسه ل » لابن حيي وهو من نفس الطينة أربكني وصرت مثل ثور هائج لا
أقوى على السير من غير أن أرتطم  : غادرت
المدرسة قبل سنوات، قبل أن انهي تعليمي الابتدائي ، سبق أن قضيت 6 أشهر سجنا بتهمة
ترويج المخدرات، ليس لدي عمل ،  والدي يمتهن
الدرازة ويتكفل بإعالة أسرة من  8 أفراد .  يالطييييييف…ياستااااار؟؟؟

    لم لا… لا يفتح هؤلاء الشباب قوسا ويسألون
أنفسهم  ،  نحن ..نقلد من ؟؟؟

 ولأنهم لا يجرؤون ، ها هم يغامرون بمستقبلهم و
بحياتهم لأسباب تافهة .

    الليلة ذاتها سأعيش  فصول مأساة حقيقية ،  وكنت لحظتها شاهدا . سأروي تفاصيلها والعهدة
علي « 

  كانوا حوالي 6 من الشباب المتحمس « الهيب
هوبي  » ، أو هكذا يبدو لي على الأقل ، وكنت سابعهم صدفة ،  ثقافتهم  تكشف عنها سراويل الجينز الساقطة  الممهورة بتقاطعات غريبة ، سواعدهم المفتولة ،خالية
من أي جهد ، عيونهم لا ترقى إلى فوق ،  وصدور هم المكشوفة القاحلة ،المليئة بالرسوم  والاوشام . وآذانهم المزمومة بالسماعات الهادرة.تنبئ
بفشل قيامي لأمة بدأت من القاع وستبقى  فيه.

قال الشاطر
منهم،وكان في حوالي 17 من عمره ،  وقد أسبل
عينيه بخبث :

  — والدي يعتقد إنني غبي ….فهو  لا يرف له جفن ، ولا يشعر بالخجل حين يمنحني  10 دراهم مصروف يوم بكامله…؟؟؟

     ومضى الثاني على منهاج زميله  الأول ، بعد أن رشف من سيجارة محشوة  حتى الجمر: ….هذا الوالد  » مسطي »
أحمق.

    فيما سحب  الثالث عن أذنيه سماعة إم ب 3  وصاح
بعدمية :


بوزبال في المغرب قوى…وأنا بغيت نحرك.

    أما الرابع ، فبدا غير قادر على الكلام  ، كان وجهه مليئا بالثقوب ،  شعره المتجعد الأشعث مشدود  كخصلة نعناع  على طريقة قراصنة الكاريبي  التي يصدرها تلفزيون الحكومة ضمن تفاهة رمضان  الحالي . فيما حكى     الخامس
عن انتفاضته الثائرة  في وجه والده الجندي
المتقاعد :

   قلت له : امش… أيها الوالد  المعتوه ،   لم يعد للحرب الآن مكان في عالمنا..  لقد حاربتم في الصحراء ..وفي الهند الصينية ..ولم
توفروا لأبنائكم  مصروفا يوميا  يفي بالغرض.؟؟؟

   لملم الوالد خيبته ،  وترجل على طريقة الحرب،  ثم تحسر على زمن  النكسة ثم قال موجها كلامه للشلة :

  » الفالطا » الخطأ » مشي ديالكم
اوليداتي .. الفالطا ديالنا »  خطأنا
نحن الذين قاومنا وضحينا بالغالي والنفيس كي نعجل بطرد هذا  المحتل…مشيرا  إلى زميلهم الفرنسي ،  وليس خطأكم
انتم » لو كنا نعتقد إننا سننتج جيلا خائبا من طينتكم ، تقلدون المستعمر ، لما
أطلقنا رصاصة واحدة ،  لتركنا ه بجواركم  تؤدبكم ، بدل إرغامه على المغادرة  .

  ولم
يتردد لحظة في رده . قال كمن يؤدي  واجبا
وطنيا :

 لأننا طردنا فرنسا…فنحن نجني ثمار
مقاومتنا.            

  ارتفعت أصوات
الشباب  منددة ، وأخرى ساخطة، صبت مجملها
في ضعف نمو  الآباء وسوء تقديرهم للتحديات  الجارفة .

      أما  رد الجندي المتقاعد  ، كان الأقوى ، لأن  الحجج الواهية  بالنسبة إليه ، وبالنظر إلى  تجربته الطويلة في الحياة ، لا يدعمها أي صوت
مهما علا…وارتفع

                                                                                        عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

11 Comments

  1. الحسن
    04/10/2008 at 12:58

    السلام عليك اخي الكربم تحية لك وبعد نسال الله اللطف .اراد اعداء الامةو استحمار شبابنا فحققوا ما ارادوا.اللهم ردنا الى دبنك ردا جميلا .
    0 والسلام عليكم

  2. aissa
    05/10/2008 at 15:38

    oima khafiya a3damo.tafsire aloiadihate mina almofdihate.almostakbalo achaddo saoiaaaadane mina alhadire.allahoma faltofe bi3badike.aaamiiineee…

  3. The S!LenT
    05/10/2008 at 15:38

    معك حق أيها الصحفي .
    كان وصفك لأحوال شبابنا الحالي صائبا رغم أنني شاب كالآخرين فأنا كدلك أنزحج للطيشان الزائد لشبابنا أمام المؤسسات التعليمية على الخصوص ولا أتردد في وصف تقليدهم هدا وطيشانهم بالغباء المفرط وقلة التربية

  4. B. Hassan
    05/10/2008 at 15:38

    يولد الطفل على الفطرة، فأبواه يمجسانه أو يهودانه أو ينصرانه، ولكن المشكل أن الأمية ما زالت منتشرة في مجتمعنا مما يجعل عددا من الآباء لا يحسن تحصين ابنه من المؤثرات السلبية، المسؤولية ترجع بقدر أكبر للجيل السابق فيما أصاب هذا الجيل.

  5. عبد العزيز قريش
    05/10/2008 at 19:28

    عزيزي باكوش عيد مبارك سعيد، قرأت مقالتكم هذه بعمق سوسيولوجي، حيث في كلام الابن الذي يحمل الآباء المسؤولية نصيبا كبيرا من الصحة والصدق، وبما أن  » من يفرط يكرط  » صحيحة في مقامه، فقد فرط الآباء والدولة وها نحن نجني النتائج المرة. أجيال هادرة من البشر لا تعرف نفسها ولا مصيرها ولا مستقبلها. كل همها الاتكال على الآخر. لذا الواجب أن نراجع تربيتنا ونسائل سياساتنا عن الأخطاء لنصحح أداءنا نحو أبنائنا وإلا لن نصنع للمستقبل إلا الفاشلين. دمتم مع أزكى التحيات

  6. عمر حيمري
    05/10/2008 at 19:28

    السلام عليكم الأخ عزيز باكوش والله لقد أزحت عني هم الكتابة في هذا الموضوع ولقد فرجت عني و صدقت في كل ماذكرت وإني لأشاطرك الرأي في كون الدولة مقصرة في مساعدة الآباء على تربية أبنائهم وحبذا لو كانت عندنا شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحارب كل المظاهر التي لا تمت إلى عرفنا وأصالتنا وديننا بصلة فجزاك الله خيرا وبارك فيك ياعزيز، غزيز باكوش

  7. ح.شفيق
    06/10/2008 at 20:05

    لقد قرأت كل التعليقات و إني أشاطر الكل لقد ضاع شبابنا و إنحرف من دون رجعة إنعدمت الأخلاق و فإذا سقطت الأخلاق سقطت الأمة، وما أحكمَ قول شوقي:
    وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت *** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
    و تبقى المسؤولية الكبرى على عاتق الآباء و الأمهات الذين أهملوا مسؤولياتهم و أضحى همهم و شغلهم الشاغل هو التفكير في المصاريف اليومية.

  8. roxy
    15/10/2008 at 23:44

    tout a fait ce que ta dit mai pourtant personne ne pourra remaquer ce k’il fai alors que moi ossi j’y suis une de ces jeunes gens je m’amuse bien et enfait pour la question on imite qui et ben on imites mous meme tous ce ki te vien a la tete tu le fai ainsii alos ca s’appele vivre la vie en rose on s’amuse bien et on n’aime po que quelqu’un se melen a nos affaire / c’estttt maaaa vieeee

  9. vagabond
    01/11/2008 at 22:29

    je m’adresse à toi petit roxy.ce qui fait plus mal mal au coeur n’est pas le hip hopisme de l’ignorant que vous pratiquez,mais cette mentalité que vous avez développé(c’estttt maaa vieeee)je sais que si (que dieu nous en garde)une catastrophe ou un mal touche la patrie,tu viendras te cacher dériére les vrais hommes en criant cette fois(anaaa f3arkommmm salkouniiii.raniii ghi wliyaaaa) va petit occupe toi de tes pantalons mal ceiturés et mets ton gel pour que brillent tes cheveux.tu ne fais pas honneur à ta patrie!!!

  10. سضقض
    10/11/2008 at 23:29

    لقد قرأت كل التعليقات و إني أشاطر الكل لقد ضاع شبابنا و إنحرف من دون رجعة إنعدمت الأخلاق و فإذا سقطت الأخلاق سقطت الأمة، وما أحكمَ قول شوقي: وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت

  11. Fouad
    19/11/2008 at 20:36

    je pense ^pas ke tou ce ki porte un jean déchiré é ki se coiffe de la facon ke vs avez décrit  » tchwika » é une personne ki n’as pas d’objectif dérrière la tête ! Vous généralisé un peu les jeunes daujoudhui ne se remsseble pas y’en as qui suivent tellement la mode actuelle mais qd meme ils assurent un niveau éducatif assez important faut pas donné des préjugements sur les jeunes d »aujourdhui pas tous je ve dire …………

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *