على المسؤولين على قناة الجزيرة القطرية إن كانت تعنيهم سمعتها ومصداقيتها أن يسرحوا الواصف الرياضي الجزائري عقابا له على إساءته المتعمدة إلى الشعب المغربي
على المسؤولين على قناة الجزيرة القطرية إن كانت تعنيهم سمعتها ومصداقيتها أن يسرحوا الواصف الرياضي الجزائري عقابا له على إساءته المتعمدة إلى الشعب المغربي
محمد شركي
لقد تضاربت الأنباء حول صحة ما نسب للواصف الرياضي الجزائري المدعو حفيظ دراجي الذي أساء إلى الشعب المغربي إساءة معبرة عن انحطاطه الخلقي في تغريدة له على التويتر عقب هزيمة فريق بلاده ، وإقصائه في الدور الأول من منافسات كأس إفريقيا المنظمة في دولة الكامرون حتى تأكد في نهاية المطاف عن طريق صحفيين يعملون بقناة الجزيرة أن الإساءة قد صدرت عنه بالفعل بالرغم من محاولته نفيها ، والتملص من مسؤوليتها .
ولقد كان من سوء تقدير المسؤولين عن القناة الرياضية » بيّين » التابعة لشبكة الجزيرة السماح للواصف الرياضي الجزائري بتغطية مقابلات بلاده ، منخدعين بما يتظاهر به من مهنية إلا أنه أبان عن انحطاط أخلاقي حيث صرف وقتا طويلا من وصفه لتلك المقابلات ينتقد ، ويعيب عليه أرضية ملعبه ، وأكثر من ذلك حاول تضمين تعليقه ما يوحي بشكل صريح أن عملا سحريا قد عاق فريق بلاده ،وحال دون تسجيله أهدافا ، وهو كلام في منتهى السخف لا يصدر إلا عن ذهنية متخلفة تعتقد بوجود دور للسحر والشعوذة في لعبة تعتمد على الخبرة واللياقة البدنية للاعبين ، وعلى التخطيط المحكم للمدربين.
ولقد زكى ما كان الواصف الرياضي يلمح إليه من تأثير السحر والكهانة على أداء فريق بلاده طواف أحد أفراد الطاقم الرياضي للفريق الجزائري قبيل انطلاق مقابلته الأخيرة التي أقصي فيها برش مياه من قارورات على أرض الملعب لتعطيل مفعول السحر المتوهم ، وقد صورته كاميرات الملعب ، وتناقلت صوره وسائل التواصل الاجتماعي على أوسع نطاق. وقبل هذا الحدث تحدث أخبار عن جلب ما سمي راقيا أو ساحرا مشعوذا من الجزائر إلى ملعب الكامرون لفك السحر المزعوم المسلط على الفريق الجزائري ، وهو ما أثار موجة سخرية في طول وعرض الوطن العربي ، وقد تكون المياه التي رشت على الملعب من تدبير الساحر والمشعوذ الجزائري .
وإذا كان الواصف الرياضي الجزائري، وهو الذي كان يحسب على ذوي الخبرة والمهارة في الوصف الرياضي يؤمن بالسحر والشعوذة في لعبة كرة القدم ، فليس من الغريب أن تسود مثل ذهنيته الخرافية لدى مسؤولي فريق بلاده الذين عوض انتقادهم خطة المدرب الفاشلة ، و ضعف أداء اللاعبين أمام فرق رياضية لا يستهان بها ، انحط تفكيرهم إلى أدنى درك من الوهم .
وعوض أن يقتنع الواصف الرياضي والمسؤلون عن الفريق الجزائري بفشله وبروح رياضية كما يقال ، راحوا جميعا يرون في خروج فريقهم مبكرا من منافسات كأس إفريقيا لكرة القدم خسارة لشرف بقائه فيها لأنه في نظرهم أحسن وأقوى فريق في القارة السمراء ، وهو صاحب الكأس في دورة سابقة ، والحاصل على كأس العرب مؤخرا في قطر، وكأنه بذلك من الضروري أن يبقى في المنافسات وإن لم يبل البلاء المستحق للبقاء فيها ، وأن يبرر إقصاؤه إما بسبب وضعية الملعب أو بسبب السحر والشعوذة .
ومعلوم أن فرقا رياضية كبرى في الدول الأوروبية ، والحاصلة على أشهر الكؤوس تقصى بين الحين والآخر دون أن تبرر خسارتها بسبب السحر أو الشعوذة أو وضعية الملاعب كما زعم الواصف الرياضي ومن نحا نحوه لتبرير إقصاء مستحق لا غبار عليه .
ولعل ما أخرج الواصف الرياضي عن أطواره ، فجعله ينال من شرف المغاربة والمغربيات هو وقع هزيمة فريقه عليه ، وخروجه مبكرا من منافسات الكأس الإفريقية ،فضلا عن سخف تبرير هذا الإقصاء المثير للسخرية .
ولئن كان الواصف الرياضي قد حاول النيل من شرف المغربيات والمغاربة ، وهو شرف أعز من أن ينال منه وضيع مثله ، فقد عاد عليه ذلك بسبة ومعرة ستلاحقه مدى حياته .
وإذا كان المغاربة ليس من أخلاقهم النيل من شرف الشعب الجزائري الشقيق ردا على وقاحة الواصف الرياضي الذي صار يجاري حكام بلاده المستبدين بالجهر بالسوء في حق المغرب وشعبه وقيادته ، وهو الذي ظل فارا بجلده من نظام قمعي لسنوات ثم تحول اليوم إلى مداهن ، ومتملق له ، فإنهم يطالبون المسؤولين عن قناة الجزيرة بتسريح هذا الواصف الرياضي الذي أساء الأدب عن عمد وقصد ولم يلتزم بما تفرضه مهمته الصحفية من مهنية تحكمها ضوابط أخلاقية . ولا شك أن بقاءه واصفا رياضيا في قناة الجزيرة بعد ما صدر عنه سينال من سمعتها ومن مصداقيتها لدى الشعب المغربي إن لم تتدارك ذلك بقرار حازم يجعل الواصف الرياضي الجزائري عبرة لمن يسلك سلوكه من الواصفين الرياضيين وعموم الصحفيين في هذه القناة .
Aucun commentaire