Home»Débats»مدينة وجدة : هل لابد من سقوط ارواح 10 او 14 شخصا في يوم واحد …وتقع الكارثة ….لكي

مدينة وجدة : هل لابد من سقوط ارواح 10 او 14 شخصا في يوم واحد …وتقع الكارثة ….لكي

1
Shares
PinterestGoogle+

جمال حدادي


كان لا بد أن تسقط أرواح 4 أو 10 أو 14، لا يهم العدد فلست من أصحاب السبق و لا الرغبة في التصديق و التكذيب و كأن القرب من أصحاب القرار و التوصل أولا بالمعلومة و التدقيق في الكم و الكيف هو الأهم من أجل زف الخبر أو بالأحرى النعي (خبر الموت) على العموم، في حين أن وفاة شخص واحد هي بمثابة كارثة، « فكأنما قتل الناس جميعا »، كان لا بد أن يفارق الأرواح أجسادا تآكلت في مدينة الروح فيها كأنها لا تساوي شيئا، فماذا لو لم تقع الكارثة؟ لاستمرت مجموعة من الأشخاص هنا و هناك في التجمع و احتساء الخمر أمام المارة، وفي أركان بقع أرضية فارغة في تجزئات راقية في بعض الأحيان أو في قلب المدينة، كتلك البقعة التي كنت قد نبهت إليها في شارع ابن حمديس قرب كازاسبانيا، في وسط العمارات و الفيلات.

ماذا لو لم تقع الكارثة؟ سيستمر الحال على ما هو عليه، فعلا نشكر سرعة التفاعل مع الحدث و الوصول إلى الجاني في وقت قياسي، و طبعا لم يكن الأمر يحتاج إلى عصا سحرية، إذ مازال بعض المصابين بفساد تلك المادة التي شربت على قيد الاحتضار و يسهل استجوابهم و استنطاقهم و الوصول إلى الجاني، لكن أين دور المواطنين في كل حي تباع فيه هذه المواد؟ ما يسمى بالكراب؟ و الظاهرة معروفة، و الحركة التي ترافقها معروفة كذلك، حيث يأتي زبناء و يأخذون بضاعتهم جهارا نهارا بل في وقت متأخر من الليل في غفلة من العيون « الساهرة »، فهل لا يستطيع جيران هؤلاء التبليغ عنهم؟ و هل يخفى هذا الأمر على الأعين التي لا تنام؟ إن كان الأمر كذلك فحرمة الأرواح نفسها التي نريد المحافظة عليها بالنسبة لمحاربة الإرهاب نريد أن نرى هذه الأرواح تحفظ من القتل بوسيلة أخرى، بمعنى العيون الرقيبة أين كانت و هي تعرف و ترى ما يروج في المجال الترابي الذي هو تحت إمرتها؟ إن كان هناك تبليغ عن شائبةلماذا لا يتم التفاعل معها؟، و كما قلت حتى و لو فقدنا روحا واحدة فإن نبي الرحمة و جنازة تمر أمامه ليهودي، قال عليه الصلاة و السلام : »نفس أفلتت مني »، كم نفس أفلتت في صمت و كم نفس ستفلت إن لم نقم بالوقاية قبل العلاج؟

متى يأخذ المواطن المبادرة في مقاربة تشاركية للتبليغ بكل الوسائل، حتى بالسلطة الخامسة (وسائل التواصل الاجتماعي) إن انعدم التجاوب مع شكايته من لدن من وكل لهم أمر النظر في شؤون المواطنين.

و هل سننتظر لتموت روح أخرى مثلا في ملتقى الطرقات عند إشارات الأضواء أين نجد الأفارقة، و بائعي المناديل، و شيبا و شباب و ذوي عاهات، و أطفالا، ذكرانا و إناثا، هل ننتظر أن تدهس سيارة أحدهم أو حافلة أو شاحنة كي يبدأ المنع؟

أم ننتظر أن تدوس أحدى الدراجات في الساحات العمومية التي تلجأ إليها الأسر في أيام الصيف لتتنفس الصعداء و ترى شباب يجوبون أركان تلك الساحات في وسط المدينة و فوق الرصيف دون رقيب و لا حسيب في عجز تام عن إيقافهم بل في بعض الأحيان في سباق بين القط و الفأر و مواقف من الاستهزاء و الاستهتار.

فقدنا أرواحا ذنبها أنها أدمنت و لم ينتبه أحد لإدمانها رغم توافرنا على مركز لمحاربة الإدمان نعرفه مقره فقط لكن ماذا يجري بداخله الله أعلم.

فقدنا أرواحا و ما زالت أقوام نخرتهم انفصامية وثنيتهم يسألونك هل يجوز الترحم عليهم أم لا.

فقدنا أرواحا و ما زالت أقوام تتخذ من موتهم موقف سخرية في تدوينات تبعث على القيء بدعوى الإبداع و الإمتاع.

أي دور ينتظر كل واحد من موقعه و منصبه كي لا تقع كارثة أخرى، فحرمة المسلم عظيمة و الروح مقدسة، و حادثة أمس تدعو للتفكير مليا، عوض التسابق نحو نسخ لصق للخبر و الجدل حول كم ماتوا، آن الأوان للتبليغ عن كل من يعرض أرواح المغاربة للخطر، و كفانا تطبيعا مع الفوضى، و كفى من العدمية و لا المبالاة في التعامل مع هذه الظواهر و رحم الله الموتى.
جمال حدادي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *