رسالة مفتوحة الى السيد والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة انكاد : امام اكتساح الوباء للمدينة ، وفقدان الأدوية ، وغياب الصرامة … اين دور السلطة ؟
.jpg)
فاعل جمعوي
السيد الوالي : بدون شك انكم تتابعون يوميا الاحصائيات المتعلقة بعدد المصابين بفيروس كورونا المستجد ـ كوفيد 19 ـ بمدينة وجدة ومختلف اقاليم الجهة الشرقية ، وكيف اصبح الوباء يكتسح الجهة بصفة عامة ومدينة وجدة بصفة خاصة ، حيث كما في علمكم بلغ عدد الاصابات بالجهة الشرقية خلال الأسبوع الأخير ( من 24 والى غاية 30 اكتوبر ) 2863 اصابة ، كان لمدينة وجدة منها النصيب الأوفر ب 1644 حالة ، كما بلغ عدد الوفيات بالجهة 60 حالة منها 16 بمدينة وجدة وحدها ، اي يمعدل يقارب 4,5 وهي نسبة تتجاوز بكثير المعدل الوطني للفتك الذي هو 1,7 …هذا رغم ان الجهة الشرقية كانت فقط قبل ثلاثة اشهر لا تسجل بها اية حالة ايجابية ….
السيد الوالي : امام هذا الارتفاع المهول في اعداد المصابين ، اصبحت ساكنة المدينة تعيش رعبا غير مسبوق ، خصوصا امام ضعف الامكانيات والتجهيزات الصحية بمستشفى الفارابي ، حيث ان ارتفاع الوفيات التي تسجل يوميا بالمستشفى هي خير دليل على هذا الضعف …رغم كل المجهودات التي تبذلها الأطقم الصحية جنود الخفاء ، الذين يوجدون في الصفوف الأمامية لمواجهة الفيروس الخطير ، مما يعني ان الضغط الذي يعرفه مستشفى الفارابي ، وجناح كوفيد بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس ، ونسبة الملأ ، تنذر ولا شك بكارثة صحية امام الارتفاع المتصاعد للمصابين بالفيروس يوميا ، وهو الأمر الذي يتطلب منكم كمسؤول اول بالجهة الشرقية وبعمالة وجدة انكاد ، عمل اي شيء يمكنه اعادة الطمأنينة الى الساكنة بمدينة وجدة ، وذلك بدعوة وزير الصحة الى زيارة المدينة قصد الوقوف على الخصاص الذي تعرفه مستشفيات الجهة ، وضرورة تعزيزها بمختلف التجهيزات بشكل مستعجل …ولم لا انشاء مستشفى ميداني عسكري للتخفيف عن مستشفى الفارابي والمستشفى الجامعي …وذلك قبل استفحال الأمر وانتشار الوباء بحيث يصبح الوضع غير متحكم فيه
السيد الوالي : لقد تحدثتم في العديد من لقاءاتكم مع مختلف الفعاليات ، والمسؤولين ، انكم ستستعملون الصرامة من اجل تطبيق مختلف الاجراءات الوقائية ، غير انه لا شيء حدث من ذلك بل بالعكس لوحظ غياب شبه تام لصرامة السلطة ، فنسبة كبيرة من الساكنة لا تضع الكمامات ، ولا تلتزم بالتباعد ومسافة السلامة ، فالمقاهي مكدسة، وأسواق وسط المدينة ممتلئة ، حافلات النقل الحضري مكتظة ، بل حتى بعض الادارات نفسها لا تحترم شروط الوقاية و السلامة …الخ …الخ
السيد الوالي : يمكنكم القيام بجولة سرية في هذه الأماكن ، وبدون شك ستتبينون ان وباء كورونا سيعرف استفحالا خلال الأيان المقبلة ، وان مدينة وجدة قد تسجل الف حالة يوميا ـ لا قدر الله ـ اذا لم تتداركوا الأمر بشكل مستعجل وقبل فوات الأوان
السيد الوالي : هل تعلمون ان صيدليات المدينة تفتقد الى الأدوية الخاصة بالبروتوكول الصحي لفيروس كورونا ، وان هذه الأدوية مفقودة بالمدينة ، وحتى وان وجدت فهي لا تكفي اعداد المصابين يوميا بكوفيد 19 ، فمن يتحمل مسؤولية فقدان الأدوية بالصيدليات ؟ ومن يمكنه ان يطالب بتوفير الأدوية بالقدر الكافي بصيدليات المدينة ؟
السيد الوالي : نحن نعلم علم اليقين ، ان هناك استهتارا من طرف المواطنين ، وان هناك تهورا كبيرا من طرف فئة كبيرة من الساكنة …لكنكم تعلمون جيدا ان الاستهتار والتهور وعدم الالتزام بشروط الوقاية والسلامة سببه تساهل السلطات المعنية ، وغياب الصرامة ….فمن يتحمل المسؤولية اذن ؟ اليست السلطات ؟
السيد الوالي : لقد استطاعت العديد من اقاليم المملكة تحقيق انخفاظ كبير في اعداد المصابين ، رغم ان هذه الأقاليم تتوفر على عشرات بل مئات المقاولات الصناعية …منها على سبيل المثال اقليم طنجة ، وفاس ، ومكناس ، ومراكش ، بل حتى الدار البيضاء التي يبلغ عدد سكانها حوالي 5 ملايين نسمة … وكانت صرامة السلطات هي اهم عامل في انخفاظ نسبة الاصابات …….
وفي الختام …ان الساكنة بمدينة وجدة ، وكما تتابعون ذلك بمواقع التواصل الاجتماعي ، مذعورة ، وتعيش رعبا ، امام شبه انعدام للأمن الصحي ….جراء الاسباب المذكورة اعلاه….
لهذا نلتمس منكم …تدخلا مستعجلا وصارما ….قبل فوات الأوان …وانفلات الأمور …واكتساح الوباء ، وارتفاع اعداد الأموات …لاقدر الله




Aucun commentaire