اجتماع طاريء لقادة الجزائر برئاسة عبد العزيز بوتفليقة ،والاعلان عن فتح الحدود بين المغرب والجزائر والاعتراف بمغربية الصحراء

بقصر المرادية بالجزائر ترأس الليلة فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية اجتماعا طارئا مع مختلف المسؤولين الجزائريين ، وزراء ، ورؤساء الاحزاب ، وقادة الجيش ، بالاضافة الى النواب البرلمانيين ، حيث لم يحدث ان تم استدعاء كل هؤلاء لاجتماع طاريء خلال منتصف الليل ، وقبل دخول الرئيس بوتفليقة ، وتناوله الكلمة ، ظل الكل يتساءل عن سبب هذا اللقاء بهذا الثقل ….فمنهم من اعتبر ان الأمر ربما يتعلق بصحة الرئيس ، ومنهم من اعتبر ان الأمر ربما يتعلق باعلان الحرب ….ساعة من الانتظار عاشها الكل على اعصابه ، ليفاجؤوا بدخول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على كرسيه المتحرك وهو يبتسم ، ويظهر على وجهه الانشراح ، ليتناول مباشرة الكلمة ويعلن عن سبب كل هذا التجييش لقادة الجزائر ، وسياسييها ، حتى يبطل العجب ..
وفعلا تناول الكلمة بالفصاحة المعهودة فيه ، وبالصراحة ، والجرأة التي لا يستطيع احد من هؤلاء ان ينازعه فيها …رغم ان حالة المرض قد أخذت منه مأخذها ، وبدا عليه التعب بشكل كبير ، حيث صار يستجمع قواه بعد كل جملة يقولها ، وبعد الترحيب بالكل ، قال : »….حضرات السيدات والسادة ، لاشك انكم تتعجبون من دعوتكم لهذا اللقاء بهذا الحجم ، وبهذا الثقل ، لا شك انكم تتساءلون لماذا جمعتكم في هذا الشهر الكريم شهر رجب ، وفي هذا اليوم ، وفي هذه الساعة المتأخرة من الليل …. ايها الحضور الكريم لقد كنت انتظر هذه الفرصة ببالغ الصبر ، لأبوح لكم بسر اثقل كاهلي منذ حوالي نصف قرن ، والآن وبعدما ادركت ان ايامي اصبحت معدودة ، وانني قريبا سالقى ربي ، فانني اريد ان ابريء ذمتي ، والقي عن نفسي ذنبا انقض ظهري ، لا اريد ان القى الله به وبتبعاته وأوزاره … ايها الحضور الكريم اليوم ساعلن لكم عن قرارجد هام سيدخل الجزائر الى التاريخ من بابه الواسع ، فالقرار الجريء والصريح الذي ساعلن عنه الليلة يعتبر من الاحداث الكبرى التي لا يمكن لأي زعيم سياسي ان يتخذها بكل بساطة وسهولة …. ايهاالسادة الوزراء والنواب وقادة الجيش الشعبي ، اريد اليوم ان اكون صريحا معكم صراحة لم يسبق لي البوح بها من ذي قبل ، لأنني كما قلت لكم ان الانسان عندما يكون في الوضع الصحي الذي انا عليه الآن ، وعندما يكون الموت اقرب اليه من شراك نعليه ، لا يمكنه الا ان يكون صريحا جريئا وصادقا ..
.ايها الناس اعلن لكم اليوم ، اننا ظلمنا المغرب الشقيق ظلما عظيما ، ظلما ثقل في السموات والأرض ، ظلما سيحاسبنا عليه الله تبارك وتعالى ــ جميعا ــ يوم القيامة حسابا عسيرا ، ايها الناس لقد نازعنا المغرب أرضه ، ووحدته الترابية ، وارتكبنا اكبر جرم في التاريخ خلال قيامنا بطرد وترحيل ازيد من 45 الف مغربي ليلة عيد الأضحى من سنة 1976 ، وافتعلنا له مشكلا طيلة نصف قرن من الزمن ، وتسببنا له كبلد مسلم وجار لنا في مشاكل جمة انقلبت علينا في مجملها كما ينقلب السحر على الساحر ، ولقد انشأنا » جمهورية » مزعومة ومشؤومة لم تجن الجزائر من ورائها الا النقم ، والأزمات ، وهدر ثروات البلد على كيان وهمي بدلا من تسخير تلك الثروات في تنمية بلدنا الذي يوجد الآن على حافة الافلاس ، لأننا قمنا بحفر حفرة لجارنا المغرب ، لكننا اليوم نوشك ان نسقط فيها نحن اذا لم نتب الى الله…لذا اعلن اليوم بكل جرأة اننا نعترف بان الصحراء » الغربية » هي ارض مغربية بلا منازع ، وان وحدة الأراضي المغربية لا تهم المغرب لوحده وانما تهم الجزائر ايضا ، اليوم اعلن للعالم اننا ظلمنا هذا البلد الجار المسلم ظلما كبيرا ، واننا اليوم نعلن للعالم اننا نعترف بمغربية الصحراء ، واننا سنرفع الحواجز عن المحتجزين في تندوف ليرجعوا الى بلدهم الأم ، ويشاركوا وطنهم في التنمية التي تعرفها الأقاليم الصحراوية المغربية ….ايها الحضور الكريم اعترف لكم الآن وبعد هذا القرار انني اشعر بالراحة النفسية ، واشعر بالرضى ، وان مت سأموت وانا مرتاح الضمير …لأنني انا وصديقي المرحوم هواري بومدين من اختلق هذا المشكل ، وأريد اليوم ان اكفر عن ذنبي وعن ذنب صديقي هواري بومدين ، ولا اريد ان القى الله بتبعات مشكل كنت انا من افتعله من اجل تصفية حسابات ايديولوجية بليدة …….كما اعلن الآن عن فتح الحدود بين بلدينا الشقيقين ، واعلن عن الوحدة بيننا كاخوة واشقاء يوحدنا الاسلام ، والتاريخ ، والدم ، وان مصيرنا مصيرا مشتركا ، ومستقبلنا مستقبلا مشتركا ، فاذا كانت القوى الامبريالية والاستعمارية الجديدة دمرت بلدان الشرق الأوسط ، بضرب بعضها ببعض ، فان الدور لا محالة سيكون على بلدينا المغرب والجزائر ، ولهذا علينا ان نفوت عن تكالب الغرب على بلداننا هذه الفرصة قبل فوات الأوان ، وعلينا ان نسرع مع جارنا المغرب كل خطوات الوحدة والتكامل الاقتصادي ، ووحدة القرارات السياسية التي تهم بلدينا
ايها الحضور الكريم … ان القوى الامبريالية لا يمكنها ابدا ان تسمح بالوحدة بين بلدينا المغرب والجزائر ، ولهذا علينا ان نحتاط من كل المؤامرات والدسائس التي ستبدأ ومنذ سماعها بهذا القرار الجريء ، والتاريخي ، بوضع العصى في العجلة ، وعرقلة الوحدة المغاربية ، لأن وحدة بلدينا حتما ستعيد للأمة كرامتها ومجدها …فلنطو اذن صفحة الماضي الأسود ، ولنفتح صفحة جديدة مع جارنا المغرب الشقيق ستكون بمثابة ثورة على الفقر ، وعلى التخلف ، وعلى التهميش ، وعلى كل من ستسول له نفسه ان يهدد بلدينا الشقيقين المغرب والجزائر ….قال تعالى » واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا ، وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها » صدق الله العظيم ….الا هل بلغت اللهم فاشهد …انني برأت ذمتي …والآن ايها الناس اذا لقيت ربي فسألقاه وانا مرتاح الضمير ….والسلام عليكم ورحمته تعالى وبراكاته … ايها الحضور الكريم الساعة تشير الآن الى الدقيقة الأولى من فاتح ابريل 2018 » و من يدري ان تصبح هذه السمكة حقيقة » وما ذلك على الله بعزيز




Aucun commentaire