من يحمي الفساد ويحتضنه بالجامعة ؟
اكتشف أساتذة شعبة بإحدى الكليات فضيحة مدوية عندما استغربوا مثابرة غير معهودة لرئيسها في أيامه الأخيرة قبل نهاية صلاحياته (31 دجنبر 2017)… لم يكن مكترثا بإعادة ترشيحه للمنصب الذي أمضى به أقل من سنتين وهو الذي كان يحلم به وقد دُعي إليه ليلا مرشحا وحيدا لم يكن في حاجة إلى صوت أحد للفوز به أمام مقاطعة زملائه للترشيح والتصويت، احتجاجا على ممارسات إدارية غير سوية اعتبروها فسادا ، فهو يعي عدم استطاعته الحصول على ثقة زملائه للعودة لرئاسة الشعبة مجددا.. وهو الذي لم يسبق لزملائه أن منحوه إلا صفة من انطبق عليه من يقول لسان حاله مثلما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
برز الثعلب يومــــــــــــا في شعار الواعظينا
فمشى في الأرض يهدي ويسب الماكريـــــنا
….
مخطئ من ظن يومــــــا أن للثعلب دينـــــــــا
لقد خص صاحبنا وما هو بصاحبنا نفسه وصديقيه بحراسة قاعة وَضع فيها فوجَ ابنه مقحِما اسميْ زميلين معفيين من الحراسة. تُرى، لماذا حرص الرجل على ألا يحرس ابنه سوى هو نفسه وصديقاه ؟ ومن غريب « الصدف » أن ابنه لم يستوف في اختبارات هذه الحراسة سوى مادتي صديقيه وبأعلى نقطتين لم يمنحاها لغيره، بينما حصل على نقط بئيسة في المواد الأخرى، مما أثار الشكوك والامتعاض والدعوة إلى فتح تحقيق، وهو المعروف بمحسوبيته وزبونيته، وبرعاية أطراف إدارية لسلوكاته الرعناء، استبدادا وتسلطا وإهانة وقذفا ألقت بظلالها على جو مكهرب لا زال يخيم على الوضع، ومنه ملف لا زال ينتظر الإنصاف في دهاليز الوزارة، كما لم تخفَ هذه الرعاية على الملاحظين إثر فوزه بترتيب في التباري على منصب العميد من لدن لجنة تم تشكيلها على مقاسه على الأرجح، أو على مقاس الذي يتقدمه في الترتيب الذي أُرسل إلى الوزارة الوصية، لأنه تقدم بتسجيل ابنة « الشاف الكبير » في الدكتوراه في تخصص لا علاقة له إطلاقا بما درسته مسبقا، وهذه فضيحة أخرى، وهل ستصدق هذه المقايضة؟…
حرص الذي نصّب نفسه عميدا مرتقبا على وضع ابنه في أفواج بأياد أمينة صديقة.. جال في المرافق الإدارية قبل أسابيع مهلّلا بقدومه عميدا فطمأن الجميع موحيا أن الأمر محسوما وأنه يحظى بثقة « الشاف الكبير » الذي سيكافئه على تواطئه وحسن تعامله، ولاسيما عندما سانده في محاولة فاشلة لتمرير منصب مالي تحويلي في صفقة مشبوهة وصل دويها للوزير الأسبق الذي لم يتخذ في شأنها سوى إجراءات « مهذبة » تُوِّجت بحرمان الشعبة المعنية من منصب مالي قدمه الرئيس هدية لكلية مجاورة ، رغم أن الشعبة المنكوبة لم يلتحق بها أستاذ جديد منذ عقدين من الزمن، رغم أنها فقدت أربعة مناصب، بالمغادرة الطوعية والتقاعد. يقول المثل: « حتى تخرج من السدرة ولقّط النبق ».
فضيحة تضاف إلى سجلّه الحافل الذي لا يتسع المقام لسرده، وسوف نترك لسان حاله يرويها بكل صدق:
يا ولــــــــدي
لك فيها ألا تجوع ولا تعرى
لك فيها ألا ترسُب ولا تشقـــــــــى
ألم أعدك بما حصّلت ؟
خصّصتُ لك قاعة عليها خمسة عشر
لم يَحرُسْكَ فيها سوى أبوك وعماك ممن حضر
وقد غاب عنها اثنان ممن أُعفِي واعتذر
فحصلتَ فيها على خمسة عشر، ﮔَرَّشْتَها مع عمك تلميذي كما كان من المنتظر
وكيف لا يفعل وأبوك ولي نعمته وشيخه المقتدر
وفيها أحسنَ إليك عمُّكَ الثاني مُريدي بمنحِك أربعة عشر
فتبّاً لمن لم يمنحوك سوى « لا يُعتبر »
كيف لا أفعل وأنا الذي أنقذتُك من بؤس القدر..
يوم اتُّهِمْتَ بالإملاء على الغشاشين عبر هاتف مُعتبَر
كيف لا أفعل وقد خصصتُ لك خارج شعبتي مقعدا ونجاحا بالماستر
كيف لا أفعل وقد عمِلتُ المِثل لأختك بالماستر
كيف لا وقد ضمنت المِثْلَ للجيران والمعارف بالماستر
أجل.. حرمني زملائي من الماستر لكن لله القدر
ألم أَعِدْك أنني العميد القدمان.. لأن عميدنا انتهى به الأمر في بعيرستان
أتوقع دعم من هو أعلى من الكَبران !!
شكرا لك يا رئيس، شكرا لك يا عميد، لقد ساندتكما في مباراة صورية فاشلة وأَعِدُكما بمباريات صورية ليست فاشلة !
لقد انتقيتَ لجنة تُعتبر
منحتني فرصة العمر
أنا العميد المنتظر
أنا المهدي المنتظر
مثل ذئب سيرعى الأغنام تحت المطر
أمامي أرنب رفيق
وخلفي أرنب لحيق
لكن في دربي أنت الرفيق
سوف أنتقم من الكل إلا من الصديق
إذا لم يفلح أحد في اعتراضي في الطريق..
زغردي يا ابنتي فأنا على الطريق
ولا أخشى إلا أن يمسني الزلزال ولا الحريق
ولن أخشى النعيق ولا « التنقنيق »..
أبوك العميد المنتظر
Aucun commentaire