Home»Débats»حكايا استاذ متقاعد : سنتان استثنائيتان

حكايا استاذ متقاعد : سنتان استثنائيتان

1
Shares
PinterestGoogle+

لم تكن عائدات الأرض ببلدتنا بالحجم الذي يحمل على الاطمئنان، حيث كان الأهالي على موعد مع السنوات العجاف بين الفينة والاخرى، مما رسخ تقليدا اقتصاديا يتمثل في الادخار.
شمل هذا الادخار مواد محددة تتصدرها الحبوب ثم زيت الزيتون وبعض مشتقات الحليب ،لا سيما ،،السمن الحار،،الذي ظل العنصر المميز في تصريف الحفلات والمناسبات المختلفة.
كان السكان يلجاون الى وسيلتين رئيسيتين لتخزين المؤونة:
ا ولهما المطامير التي لا تبعد كثيرا عن المساكن، وثانيهما ،،المرس،،وهو مركب تقليدي تحفظ فيه الذخائر التي يحرسها شخص يدعى،،أمراس،،يخضع لأعراف متوارثة في التعامل.
كانت العائلة القادرة تمتلك بيتا في هذا المركب،وتعمل على تأثيثه بوسائل التخزين المعهودة يومئذ والمصنوعة كلها محليا.
وهكذا، كنت تجد ،،ثيحمالين،،وهي مصنوعات يدوية من الحلفاء دائرية الشكل تختلف أحجامها،فالكبيرة هي،،ثاحمالت،،والصغرى يطلقون عليها ،،ثاقباط،،بينما يفضل البعض منتوجا أخر يعرف ب،؛ايشلفان،،ج أشليف،وهو يتكون من حصير جديد يتم رتقه مع منتوج اخر من الحلفاء، يدعى،؛أمدل،،وهو دائري الشكل، يسمح بتخزين كمية معتبرة من الحبوب بعدما يتخذ شكل أسطوانة ضخمة.
أما زيت الزيتون والزبدة المعالجة، فكانا يخزنان في جرار فخارية بعد تهييئها لذلك من خلال مواد من اختصاص النساء، وتعرف ب،،اشبرين،او ثقنواش،،منها ما يظل مكشوفا، ومنها ما يدفن تحت التراب.
كانت السنة الفلاحية63/64 سنة لا تنسى،ذلك أن الأرض قد كافأت السكان بغلة تاريخية،حتى تحولت الى اسطورة ينفي الكبار أن يكونوا قد عاشوا مثلها في السابق.
لقد جمع الناس من المحاصيل الى حد التخمة، وكان من الطبيعي أن يعرب العديد منهم عن نوع التمرد الذي يتولد في النفوس عندما تفيض الخيرات،وتلك حالة يطلق عليها العقلاء عندنا: (الغاشي يفونتر،او يفوغلل)! والمقصود أن الناس قد خرجوا عن جادة الصواب!
لم تخرج منطقة،،تافراطة،،عن القاعدة،حيث تطلب جمع المحاصيل اوقاتا قياسية.وللتذكير، فان الحصادين كانوا قد أوقفوا العمل بعدما باغتتهم الرعود وعادوا الى بيوتهم ريثما يصبح الحصاد ممكنا ، فلما رجعوا الى قواعدهم، فوجئوا بأن زرعا جديدا قد نبت ،الشيء الذي دفع واحدا من اشهر المتندرين بدوارنا-رحمه الله-يخاطب هذا النبات الجديد قائلا:(خذمغ ياباش تقيمذ غيرشك)! والمعنى:لم أتخلص بعد من والدك لاجدك بالانتظار!
عمت الفرحة كل ارجاء القبيلة،وكان من الطبيعي أن تتخذ هذه الفرحة تجليات مختلفة.
وهكذا ،نزل ثمن الحبوب الى ادنى مستوياته،حيث لم يتعد ثمن ،،القردية،،(مكيال شهير)ثلاثين سنتيما بالنسبة للشعير ودرهما ونصفا كحد أقصى للقمح!
استغل الناس عطاء السنة لتحدث ثورة حقيقية في مجال التأهيل، حتى تزاحمت،،اجندة،،الأعراس،وتحول ،،الشيوخ ،،الى عملة نادرة!
كان الرجل مضطرا لبيع عدة قناطر من الشعير او القمح ليتمكن من اقتناء لوازم الرقص المتمثلة في عباءة بيضاء يشترطها،،مقدم،،الراقصين لدخول الحلبة،ثم عمامة صفراء كانت ترفا وقتئذ الى جانب نعل جديد وزجاجة عطر نمطية لا يقبل غيرها!
وعند استيفاء هذه المستلزمات، يبقى على الراغب أن يوفر ثمن البارود وأتعاب الموسيقيين فضلا عن احضار اداة الرقص الضرورية،اعني،،بوحبة، أو أفرذي،،باللغة المحلية، والذي لا بد أن يخضع لتمرين حتى يجنب صاحبه السخرية!
يتبع.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Amokrane
    05/04/2017 at 21:14

    Dans les Béni Iznassen, on avait takabbat et aussi azambil (achlif dans le berbère des oulad Amar de Sidi Lahcen), gros sac fait avec une natte neuve en alfa qu’on installait au coin d’une pièce. Achlif dans notre parlé désigne un gros fagot de jujubier sauvage, autrement dit achlif n tzoukart
    Il y a la tribu des oulad Amar dans les béni Iznassen, au sud et en amont des oulad Yahya. Y a t-il une relation entre les uns et les autres?

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *