Home»Correspondants»الفارابي: مستشفى القطط والصراصير

الفارابي: مستشفى القطط والصراصير

0
Shares
PinterestGoogle+

الفارابي: مستشفى القطط والصراصير

عفوا أيها السادة القراء، لا أقصد إزعاجكم بهذا العنوان، ولكن أريد -قاصدا عامدا- إزعاج المسؤولين عن قطاع الصحة، وكل من له كلمة نافذة في القضية ولم يتدخل للإصلاح. أريد أن أطير النوم من أجفانهم لساعات -إن كان فيهم بقية حياء- كما أطاروه من جفون المرضى وزادوهم هما على غم وأرقا على سهاد. عدت أحد المرضى من الأقارب في مستشفى الفارابي، وهالني ما رأيت من كثرة القطط السمينة والصراصير الكثيرة، التي لا تنقطع زيارتها للمرضى بالليل ولا بالنهار، تتسابق إلى الأطعمة التي يحضرها الزوار، بل تختطفها وتعبث بها حين تجد إلى ذلك سبيلا. وليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى ما يفوق انعدام الذوق، والبراءة من التحضر، والتجرد من الإنسانية: لقد أخبرتني بعض النسوة اللائي قادتهن الأقدار للولادة في مستشفى الصراصير/الفارابي، أن القطط تتجول بين أسرة المواليد الجدد، وتقفز من هنا وهناك، يطير زغبها وقد تحمل العدوى، لا تستطيع النفساوات دفع شرورها عن مواليدها، وقالت بعضهن إن القطط تتغذى على بقايا ما يخرج من أرحام النساء من أكياس السلا والمشيمة والحبل السري… عفوا على فضاعة التصوير فواقع المستشفى أفضع

عدت إلى المنزل مريضا مكتئبا، تدور في رأسي عشرات الأسئلة: كيف يرتفع شأن قوم نزعت من قلوبهم الرحمة، يهينون المريض ويقلقون راحته وهو أحوج ما يكون إلى مواساتهم وعنايتهم؟ كيف يحلو للمسؤولين الحديث عن المنجزات والإصلاحات…وهذه القطط تضحك من كذبهم، والصراصير تَأمن على نفسها من يقظتهم؟ كيف يطيب لهم المنام والمريض منتبه يلعن من أهانه وأضاف إلى مرضه القذارة وأسباب أمراض أخرى عضوية ونفسية

عدت وعادت بي الذاكرة إلى حوار مع بعض الندماء قبل بضع سنوات، حين كان الحديث مستعرا حول الربيع المغربي « الاستثنائي »، ووعود التغيير والإصلاح، وكرامة المواطن، والعدالة الاجتماعية… فقلت حينها دعونا من الكلام والتنظير، بيننا وبينكم مستشفى الفرابي، غيبوا ما شئتم من الزمان، وانسجوا ما شئتم من الأحلام، وزخرفوا ما شئتم من الكلام…ثم تعالوا نلتقي في النهاية عند الفارابي، فإذا وجدناه خلوا من الصراصير، يمكن حينها أن نحلم ببداية التغيير

عفوا أيها القراء، سامحونا أيها المرضى، ولا نامت أعين الصراصير

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. متضرر
    18/12/2015 at 00:31

    و الموت البطيء.

  2. الوالي الرحماني
    18/12/2015 at 01:11

    تحية تربوية ،أخي مصطفى الصادقي الصادق في غيرته عن وطنه

  3. نزيلة عنبر الولادة سابقا
    18/12/2015 at 15:28

    وما خفي أعظم والبوح يطول ولجرح أعمق ويصدق في مستشفى الفرابي المثل القائل الداخل اليه مفقودوالخارج منه مولود..

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *