Home»Débats»الوطن لكم و القبور لنا

الوطن لكم و القبور لنا

0
Shares
PinterestGoogle+

الوطن لكم و القبور لنا

 من حقنا أن نرفع شعارا احتجاجيا نطالب فيه الحكومة المقررة رحمها الله أن تمنحنا و نحن المواطنون الراقدون تحت التراب و الذين جاؤوا يسألون عن هوى الأحباب(أغنية محمد عبد الوهاب رحمه الله)،أن تمنحنا قبرا في الدنيا ونحن على قيد الحياة… نريد أن  نرى أين ستدفن جثثنا بعد مماتنا الحقيقية و البيولوجية، بل نرى قبرنا و نحن أموات معنويا…و نحن أموات على قيد الحياة.

من حقنا أن نطالب بالقبور لذواتنا المنهكة بانتظار  لنهار ساطع النور الذي لن يأتي يوما. لكل مواطن يعيش تحت التراب من حقه أن يكون له قبر في الدنيا،يطل عليه متى اسودت الدنيا في عينيه، رغم أن سواد  الدنيا لن يفارق عينيه و هو يرى أبناءه في الضياع سائرون ،و يرى مواطنين يتوجعون من الفقر يحتجون على غلاء و يضربون :لا عمل و لا مستقبل لأبنائنا، لا مستقبل للمواطنين الا في الهراوات تنزل على رؤوسهم، لأنهم قالوا يوما: كفى… أين حقنا من الخبز الأبيض  و الأسود في هذا الوطن،…فلا يجدون الا هراوات من كل جانب تاتي على الأخضر و اليابس من الرؤوس فتهشمها(لا يهم أن تكون الرؤوس المهشمة لرجال أو شيوخ أو نساء أو أطفال أو شباب، انها العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة في الهراوات)… ان الشعب ضاق بالسارقين في فاتورات الماء و الكهرباء.و الحكومة الموقرة لا تعرف من طريق الا اختراع أساليب جديدة في افراغ ما تبقى في جيوب المواطنين من فلس،بالضرائب نحيا  وعلى الضرائب نموت…تحيا الضرائب و تموت الضرائب، و تسقط الضرائب،و يسقط من يسقطها على الفقراء من العاطلين و الموظفين الصغار و المتوسطين…

ألا  تمل الحكومة المقعرة من سن الضرائب في كل عملية شراء أو بيع ولقمة و مضغة، و لباس و قطرة ماء ونسمة هواء و تنقل… كل عليه ضرائب .لم يبق شيء لا نؤدي عنه ضرائب.

الحكومة تتقرب من الأغنياء باعفاءات ضريبية،و تتقرب من  الفقراء(سكان طنجة) و أبنائهم (كليات الطب)بالهراوات القاسية…انها الديموقراطية والتوزيع العادل لخيرات البلاد…

سنؤدي الضرائب مستقبلا، عن الوقوف و الجلوس و النوم و الاستيقاظ و المشي و الزيارات و شرب القهوة و الشاي والدموع التي تسيل أنهارا أو قطرات المطر، وعن الجو الصحو و المشمس و الممطر القحط و الفيضان و العواصف وعن الغيوم و الثلوج… لتفكر الحكومة المقعرة في هذه الأساليب الجديدة الضريبية، التي لن تسبقها حكومة على وجه الأرض في تقريرها، و ستنال ان شاء الله جوائز التميزعن حكومات الأرض جميعها من الانس و الجن. و ستنال جائزة نوبل في استحداث ضرائب لم ينزل بها من سلطان على الأرض أو في السماء، و لم يعرف بها من قبل انس و لا جان…

كل شيء خاضع للضريبة، و لكن  يؤديها المساكين و الفقراء و ابن السبيل و في الرقاب و الغارمين لأنهم أكثر عددا…فالكثرة الفقيرة يجب ان تكون عبدة و خادمة للقلة الغنية المترفة..

 

 هي دنيا سوداء لنا كسواد الليل  يفتقد فيه القمر و البدر.  أما لهم و لسعادتهم ولحضرتهم ،الدنيا البيضاء  التي ليس لنا حق فيها.دنيا لأصحاب المال و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة…دنيا بيضاء ناصعة اللون لأصحاب الكراسي و المناصب و الغنائم المتراكمة.أما القبور فلأهل الثواب و التسبيح و التحميد و التهليل و التكبير و الاستغفار بالليل و النهار،في النوم و اليقظة و بدون عشاء أو غذاء أو فطور… القبورلأهل البطون الفارغة حتى من الهواء النتن…

نريد قبورا نطل عليها في ساعة الضيق و الحرج ،نجلس بقربها و معها و تحاورنا و نحاورها حول الزمن الرديء الذي مللنا أن نكون فيه و معاصريه.رديئ بحكومة لا تحكم الا بالعصا و الفقر على الشعب المغلوب على أمره، بينما التماسيح و العفاريت ترقص و تغني و تنتشي  بما كسبت يمينها،و تمارس حياتها العادية في وضح النهار، وتضحك بقهقهات عالية،وترتع في نعيم الدنيا البيضاء، و تتلقى الامتيازات و الاعفاءات من الضرائب.انهم أهل هذا الوطن وأحباؤه،وأهل الأرزاق و الأطيان .فهم المواطنون الحقيقيون،و الآخرون زبالة المجتمع، والقبور أولى بهم  .

والحكومة المتدينة المقعرة بالاحترام، تغض طرف العين و الأذن، عن كل شيء خبيث لا يذكر اسم الله عليه  في ملكهم.

 فاللهم اسقنا مطرا نافعا و لا تجعلنا من القانطين ، و امنحنا العفو من عندك  وارزقنا العافية،و ابعد عنا سموم كل حكومة لا  تفكر الا في الضرب و الضرائب …يا رب العالمين و كل المخلوقات….

انجاز: صايم نورالدين

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. anonyme
    29/10/2015 at 22:10

    اولا شكرا جزيلا على نشر الموضوع،و ثانيا ان الحكومة و رغبة منها في حيازة الطبقة الغنية الى جانبها ونحن لا تفصلنا على الانتخابات التشريعية الا بضعة اشهر ان تسن في الفانون المالي الجديد اعفاءات ضريبية لفائدة هذه الفئة من اجل استمالتها في الانتخابات التشريعية.خاصة و ان الانتخاباتالتشريعية تعتمد على الفئة الغنية من اجل دخول غمارها.اما الفئات العريضةمن الشعب فهي في مواجهات مع زيادات في اثمان السلع و الاقتطاعات من الاجور وزيادات في اثمانالادوية

  2. قارئ لوجدة سيتي
    30/10/2015 at 11:53

    خمسون مليار درهم 50 خصصت من ميزانية الدولة لتنمية العالم القروي لمدة 7 سنوات.ولكن اختلفت الحكومة من الامر بالصرف هل الوزير الاول و رئيس الحكومة؟ام وزير الفلاحة؟ او وزير الداخلية؟ انها وزيعة كبيرة ،اما طلبة المراكز التربويةفيحتجون الان على الوزارة المعنية لانها اصدرت قرارا بتكوين الطلبة دون التزامها بتوظيفهم،ونفس الامر بالنسبة لطلبة كلية الطب

  3. mohamed
    30/10/2015 at 14:35

    أهل الثواب و التسبيح و التحميد و التهليل و التكبير و الاستغفار بالليل و النهار،في النوم و اليقظة و بدون عشاء أو غذاء أو فطور لهم أولا رضا الله سبحانه وارث الأرض وما عليها وهو الغني ونحن الفقراء وثانيا لهم الجنة خالدين مخلدين منعمين لا يخرجون منه. أما بالنسبة لأهل الجاه والمال الزائل في الدنيا فمعادهم الصبح أليس الصبح بقريب دعهم يأكلون ويتمتعون متاع قليل وعذاب أليم جهنم خالدين فيها. أما بالنسبة لهده الحكومة السعيدة فقد يئسنا منها كما يئس الكفار من أصحاب القبور .

  4. soumjya
    30/10/2015 at 16:29

    لك كامل الشكر ,ملاحظاتك كما لو اني من كتبتها.ولعنة الله على من نهب المستضعفين.

  5. يحيا
    31/10/2015 at 07:59

    الى محمد صاحب التعليق الثالث يا أخي راه بحال هاذ اﻷفكار و الطريقة السلبية فالتفكير لوصلا بن كيران امثالو للحكم وبقاو يديرو فالمغاربة ماببغاو أما المواطنين يربدون حقهم وانصافهم ومحاسبة المفسدين هنا أولا في الدنيا قبل اﻵخرة ومن كان يريد ثواب الدنيا فقط فذاك شأنه المهم يسكت ويترك اﻵخرون يناضلون.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *