Home»Correspondants»التهريب الحارق : إلى متى الحزم العاصف؟

التهريب الحارق : إلى متى الحزم العاصف؟

0
Shares
PinterestGoogle+
 

التهريب الحارق:إلى متى الحزم العاصف؟
رمضان مصباح الإدريسي

مدونة التهريب:
لم يكتبها أحد،ولم يناقشها،أو يصوت عليها، برلمان؛لكنها هنا بين كل ترسانتنا القانونية؛تمارس تهتكها ،وتغتصب كل المدونات الرسمية .هي مدونة المدونات إن شئت،ما دامت بكل هذه القوة التي تربك الدولة كلها ،بدءا من اقتصادها.
في محرقة طانطان الأخيرة مثلا – اذا ثبت الثابت الذي يقول به العارفون بتضاريس الاقتصاد المتوحش في المنطقة- لم تصطدم حافلة بشاحنة ،لتضيف حكاية الى ألف حادثة وحادثة التي ترويها شهرزاد الطرق كل يوم  في مغربنا الاستثنائي؛بل أغارت مدونة التهريب الارهابي على مدونة السير المسالمة ؛بل المنفتحة على كل المخالفات والاختلافات القيادية.
تسمح هذه المدونة ،القوية الحضور، كالدستور الانجليزي غير المكتوب،بأن تسير شاحنة  عادية،لكنها في منتهى الجرأة- محملة ببنزين يفوق الحاجة  اليومية لعشرات الشاحنات- ربما انطلاقا من منطقة « اخنيفر » التابعة لاقليم العيون الى مشارف طانطان  ؛لتباغت فريقا رياضيا تلاميذيا بحفاوة غريبة ،لم تدر بخلدهم طيلة آخر أيامهم في الحياة ببوزنيقة.
رحمهم الله جميعا ،وشافى الجرحى ،ولا نامت أعين المستهترين؛ من السائقين،المهربين،وكل المفترض فيهم حماية المدونات المعنية،ولم يفعلوا.
شاحنة معربدة ،على مدى مئات الكيلومترات ،دون أن تتشجع ولو مادة واحدة ،من جميع مدونات الدولة لايقافها ،قبل بلوغ ذروتي الشبق التهريبي الإرهابي و الاقتصاد المتوحش.
أي جبن قانوني هذا الذي يعرض حياة عابري السبيل إياه وغيره-ومنهم حتى حماة القانون – لخطر الموت حرقا ،الذي ينضاف الى الموت اصطداما الذي أصبح كابوسا يلازمنا جميعا في حلنا وترحالنا؟
تعددت مراتب ومراقي الإرهاب ،لكنه يظل في النهاية واحدا . ليس الإرهاب فقط ما نعرف ،وما تداهمنا جرائمه التي تقتات من أشجار الزقوم النابتة في جميع الأديان ؛بل هو أيضا الجشع المادي ،حينما يقرر السير منتفشا فوق جماجم العباد ؛مخربا اقتصاد الدولة الذي لا يقل أهمية عن عقيدتها.
المقاتلات طابور جزائري خامس في المغرب:
من الجنوب يرحل « أمودو » الاقتصاد المتوحش الى الجهة الشرقية ؛حيث يتحرك أسطول كامل من الناقلات داخل لغة التهريب  ؛بما هي لغتنا الرسمية الثالثة..  مقاتلات خارج جميع المدونات ؛وخارج حتى  الهندسة التقنية،كما تتحكم فيها شركات إنتاج السيارات. مقاتلات تمتلك كل أسباب الإرهاب والرعب؛بسرعة فوق العادة،وعجلات أكثر ،وخزانات تفضي الى خزانات. مقاتلات لا تقاسم السيارات العادية شيئا،عدا الطريق تضيق فيها الخناق كما تشاء،و »تدعش » فيها  من تشاء على هواها.  حينما تدلي أنت ،ومعك أسرتك،برخصة السياقة ،التأمين،الضريبة والورقة الرمادية ،وحقك في الحياة محمية من طرف الله تعالى والدولة؛تدلي هي بحصانة غريبة تجعلها تخترق جميع المدونات.
تتجاوزك في الطريق ،بسرعة مذهلة،مقاتلات متلاحقة ،متفردة ومجتمعة؛ولا تستغرب أن تجد – بعد حين- في نفس الطريق قوة عمومية تبدو وكأن سرب القَطا هذا لا يعنيها في شيء.
كل هذا – إضافة إلى ضحاياه حرقا ودهسا،بمن فيهم رجال القوة العمومية- معروف في الجهة ،منذ دفق البنزين الجزائري الذي يعود ( ليس صدفة) الى سبعينيات القرن الماضي.
ما لا يتم الانتباه إليه هو ضبط نسبة مهمة من النشاط الاقتصادي للجهة على إيقاع البنزين  الجزائري. من كان منكم بدون بنزين مهرب فليرجم الجزائر. لو نطق المسيح ثانية لقالها اليوم في حق من يسأل عن نبض الاقتصاد في الجهة الشرقية؛ضمن أي دورة دموية هو؟
تغلغل هذا البنزين المارق،وما يسير في ركابه من حبوب الهلوسة، ضمن النسيج الاقتصادي كله :
ضمن الإنتاج الفلاحي،الصناعي ،المعماري، وحتى الصحي. خالط النسيج الاجتماعي ،حتى غدا ثقافة مكتملة وفاعلة،أثرت حتى في الأداء الفني الفولكلوري.
حتى خريطة وجدة ،حاضرة الجهة ،غدت بأسواق وحواشي تمتح من هندسة التهريب المغرضة.
وعليه لا تنقص المدينة غير الراية الجزائرية ؛كما تندر ذات خطاب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
انتبه إلى هذا دون أن يلتفت – طبعا -الى الراية المغربية التي ترفرف – لنفس الأسباب – فوق الغرب الجزائري المحاذي للمغرب.
وعليه فرغم العناية الملكية المعمارية،أساسا،و التي رقت المدينة من هيئة القرية الكبيرة، الى مستوى الحاضرة المنذورة لأداء دور مغاربي كبير مستقبلا؛حينما ينقشع غبش السياسة المتوحشة التي تمارسها الجزائر ،بأسلوب المهربين ؛لا يزال نبض اقتصادها من قلب الجزائر؛إن كف كفت.
لا يجب أن يريح الجهة الشرقية في شيء انشغال أغلب العاطلين بالتهريب ،الى حين. إن اقتصاد التهريب،وفي جميع الجهات، مجرد ملهاة للشباب تنتهي بمآسي لا حصر لها؛لا تشكل الطرقية منها سوى وجهها البارز.
أربأ بالدولة أن تقف مكتوفة الأيادي ،وهي ترى جهة خارجية ،ولو جارة،تبني داخل ترابها اقتصادا متوحشا تمسك ،لوقت الحاجة،بكل خيوطه. ولا يخفى أن الإرهاب التهريبي والإرهاب الديني يقعان على جوار ،ويسلكان نفس السبل ،ويرسمان نفس الخراب ،ويؤثثانه بنفس الكائنات الظلامية. لا ييستقيم أن نحارب أحدهما ونسالم الآخر .
فسواء تعلق الأمر بمخاطر نقل البنزين المهرب من جنوب المغرب صوب شماله ،أو من غرب الجزائر الى شرق المغرب ،وصولا الى وسطه، فان أوان الحزم العاصف قد آن ؛ما دامت البلاد قد نهدت لمطاعنة الإرهاب ،كيفما تسمى،عبر الخريطة العربية كلها؛ وصولا الى عدن.
ان حمامة  المواطنة الصادقة والمناضلة، في شرق المغرب ،كما في جنوبه وصحرائه،أغلى من عصفور النار الذي يحلق فوق ناقلات سكرى لبنزين منهوب من خزانات الدعم المغربية والجزائرية.
لأن تضعف حركة سيرنا أفضل من أن تسرع بنا صوب مهالك لا حصر لها. ولا ثمن لصيانة أرواح المواطنين .
Ramdane3.ahlablog.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. مهتم
    16/04/2015 at 23:48

    يا أستاذ إذا كنت تتقاضى كل شهر راتبا يزيد عن حاجتك لا شك فإن هؤلاء المهربين لو عندهم ما فقط ما يستر حالهم ما خاضوا هذا الخطر وكان الأولى أن تلوم الحكومة التي لاتوفر العيش الكريم لهؤلاء

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.