الثلاثاء 8 نونبر 2005

بوعرفة : الأحداث المغربية تم يوم الاثنين الماضي إطلاق سراح ثلاثة مواطنين من مدينة بوعرفة سبق وأن اعتقلوا يوم الجمعة الماضي من الشارع العمومي ببلدة تالسينت بإقليم بوعرفة من طرف قوات الدرك الملكي. فيما اتخذت مسطرة المتابعة القضائية في حق عدة مواطنين بين معتقل ومن هم في حالة سراح. وأشار مصدر من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببوعرفة أن المواطنين الثلاثة تعرضوا للتعذيب أثناء فترة احتجازهم بمخفر الدرك بتالسينت والذي لوحظت آثاره بادية على أجسادهم. إلى ذلك، قرر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمدينة التكفل بملف المواطنين الثلاثة، وهم من العاطلين عن العمل، برفع دعوى قضائية ضد قوات الدرك الملكي بتالسينت التي "تجاوزت كل حدود احترام حقوق الإنسان، ومارست التعذيب ضد مواطنين بما يتنافى والمواثيق الإنسانية الدولية" حسب مسؤول حقوقي ببوعرفة. وفيما عاد الهدوء والحذر بمدينة بوعرفة منذ بداية الأسبوع الجاري، بعد المسيرة الحاشدة ليوم السبت الماضي التي شهدتها مدينة بوعرفة وسلسلة الاحتجاجات الاجتماعية التي سبقتها كذلك بعدة مناطق من إقليم فيجيج، فإن أعداد القوات الأمنية الهائلة التي حلت بالإقليم منذ حوالي الشهر، لازالت تثير مشاعر استفزاز السكان ما حذا بكل الفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية إلى المطالبة ب"رفع العسكرة عن المدينة والإقليم". وحسب تصريحات المواطنين، أو من خلال الشعارات التي رفعها المحتجون في مسيرة السبت الماضي، فإن دوريات قوات التدخل السريع المستمرة على مدار الساعة بالمدينة أصبحت مثار استفزاز للمواطنين لا تخلو من تهديد، مثلما حدث مع مسؤول بفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببوعرفة الذي تعرض للسب في الشارع العام من قبل عنصر أمن سري الذي أمطره بوابل من الكلام النابي وصل إلى المس بالجمعية المذكورة. وتعيب مجموعة من الفعاليات الحية بالمدينة على السلطات الإقليمية استمرارها "في خرق وتجاهل حقوق سكان الإقليم في العيش الكريم نتيجة غياب سياسة تنموية حقيقية تراعي ظروف الإقليم وحاجيات السكان"، مما أثار مجموعة من الاحتجاجات بعدة مناطق من الإقليم منذ شتنبر الماضي. وبالمقابل، يظل "انتهاج أساليب القمع والردع في مواجهة مطالب السكان خاصة ببوعرفة وذلك بحشد فرق مختلفة من الأمن العلني والسري التي تقوم بدوريات في أزقة وشوارع المدينة للترهيب والتهديد مما جعل مدينة بوعرفة تعيش حالة طوارئ غير معلنة" يشير بيان صادر عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببوعرفة عقب الأحداث الاجتماعية بإقليم فيجيج.

يحيى بن الطاهر
عن جريدة : الأحداث المغربية