الأحياء الهامشية لباريز تشتعل غضبا … ومطالبة بتنحية ساركوزي
غضب شديد من وزير الداخلية بعد استهداف مسجد بقنبلة غاز
دو فيلبان يدعو المهاجرين المسلمين للهدوء بعد تجدد الشغب في باريس
الشغب مستمر لليلة الخامسة على التوالي
باريس- عادل لطيفي ووكالات
دعا رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان الثلاثاء 1-11-2005م الى عودة الهدوء في احدى ضواحي باريس بعد ان استمرت اعمال الشغب التي يقوم بها الشبان في الضاحية لليلة الخامسة على التوالي.
واضرمت النار في 11 مركبة واصيب شرطي بجروح طفيفة اليوم في اعمال الشغب في ضاحية كليشي سو بوا في شمال شرق باريس بعد يوم من تأجج المشاعر بسبب اطلاق قنبلة من الغاز المسيل للدموع داخل مسجد.. وبدأت اعمال العنف عقب وفاة شابين (17 و15 سنة) أحدهما من أصل تونسي والآخر من أصل أفريقي، صعقتهما الكهرباء ليل الخميس الماضي وهما يفران فيما يبدو من الشرطة.
وتعود وقائع الأحداث إلى وفاة المراهقين بصعقة كهربائية عند التجائهما إلى داخل حجرة تابعة لتجهيزات شركة الكهرباء الفرنسية للاختباء اعتقادا منهما أنهما ملاحقان من طرف سيارة شرطة كانت في المكان. وحال تسرب الخبر في أحياء المدينة خرج العديد من الشبان في الليل وأحرقوا السيارات وحاولوا مهاجمة مركز صغير للشرطة، كما منعوا تدخل فرق الإطفاء. وازدادت وتيرة الأحداث بتدخل عدد كبير من قوات الأمن للسيطرة على الموقف، حيث تحولت بعض الأحياء إلى ساحة مواجهة دامية سقط على إثرها عديد الجرحى وانتهت بعديد الإقافات، ولم يعد الهدوء إلا في ساعة متأخرة من الليل.
وقال مكتب دو فيلبان في بيان بعد ان اجتمع رئيس الوزراء مع اسرتي الشابين "شدد رئيس الوزراء على ضرورة عودة الهدوء واستعادة النظام العام".
وجاءت دعوة دي فيلبان للهدوء بعد انتقادات حادة من المعارضة الاشتراكية لسياسة "عدم التهاون" مع العنف التي يتبعها وزير الداخلية نيكولا ساركوزي. ورفضت اسرتا الشابين مقابلة ساركوزي في مقر وزارته امس الاثنين، وقال مصدر قريب من رئيس الوزراء ان ساركوزي شارك في اللقاء مع الاسرتين اليوم بدعوة من فيلبان.
وجاءت أحدث الاضطرابات على الرغم من دعوة ساركوزي الى الهدوء اثناء زيارة للضاحية امس تعهد خلالها بالتحقيق في حادث الغاز المسيل للدموع في المسجد.
وكان ساركوزي أدلى بتصريح استفز الجاليات المهاجرة عندما قال بعد تفجر الشغب إنه "سيعمل جاهدا لتطهير المدينة من هذه (الحثالة)"، متحدثا عن الشبان الذين أثاروا المواجهات مع رجال الأمن.
وهاجمت المعارضة اليسارية الوزير الطامح للوصول إلى مقعد رئاسة الجمهورية في فرنسا واتهمته بالاقتصار على التعامل الأمني مع مسألة اجتماعية وثقافية بالأساس، وانتقدوا خاصة إفراطه في عسكرة أحياء المهاجرين والتعامل الأمني المفرط مع وضعيات كان بالإمكان حلها عن طريق تفعيل سياسة الحوار، كما قالوا إن هذه الأزمة دليل على فشل السياسة اليمينية بقيادة الرئيس جاك شيراك في إدماج المهاجرين، وعزوا ذلك إلى عدم وجود سياسة اجتماعية حكومية تجاه هذه الأحياء المهمشة.
وقال الاشتراكيون ان سياسات ساركوزي فاشلة، وقال الامين العام للحزب الاشتراكي مالك بوتيح في مقابلة تلفزيونية "ربما كان ينبغي لرئيس الوزراء التدخل لتنحية هذا الوزير المنفعل جانبا بعض الشيء".
وتعهد ساركوزي يوم الاثنين بنشر مزيد من افراد الشرطة في الشوارع في اطار سياسة "عدم التهاون" الصارمة التي يتبعها، غير ان وزير تكافؤ الفرص عزوز بجاج قال ان زيادة قوة وجود الشرطة ليست هي السبيل للتصدي للعنف.
عودة للأعلى
عن العربية نت
Aucun commentaire