جهزة الأمن ل(البوليساريو) تقوم بحملة اعتقالات واسعة في صفوف الأطر التي تعتبرها تحرض السكان على العصي

تندوف28 – 10 – 2005 – أفاد شهود عيان أن مخيمات تندوف ( جنوب الجزائر) شهدت أمس الخميس حملة واسعة من الاعتقالات نفذتها أجهزة الأمن التابعة ل ( البوليساريو) وطالت العديد من الأطر والعناصر التي تعتبرها قيادة الجبهة " المحرضة الفعلية للسكان على العصيان والتمرد " .
وأوضحت هذه المصادر لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه الحملة المسعورة من الاعتقالات التي تمت بإيعاز من أجهزة المخابرات الجزائرية التي تشرف على الوضع الأمني داخل المخيمات جاءت كمحاولة من قيادة ( البوليساريو ) لاستباق أي تمرد محتمل داخل المخيمات قد تقوده الحركة المعارضة التي تشكلت مؤخرا بمخيمات تندوف واتخذت كشعار لتحركاتها " ذكرى انتفاضة أكتوبر1988 ".
وأكد شهود العيان أن هذه الحملة التي جاءت مباغتة وانطلقت منذ الساعات الأولى من صباح أمس الخميس همت على الخصوص بعض الأطر المعارضة لتوجهات قيادة البوليساريو وبعض المؤطرين الذين تعتبرهم قيادة الجبهة المحرضين الحقيقيين للسكان على الانتفاضة والعصيان إلى جانب بعض الضباط ومسؤولين آخرين .
وأضافت المصادر ذاتها أن هذه العملية القذرة خلفت استياء واسعا لدى سكان المخيمات لأن أجهزة الأمن التي تكلفت بتنفيذها لم تراع حرمات المساكن إذ كانت تداهم البيوت والخيام وتعيث فسادا في كل محتوياتها دون أدنى اعتبار لمشاعر السكان خاصة الشيوخ والنساء والأطفال .
وأكدت مصادر مطلعة أن قيادة ( البوليساريو ) أبانت من خلال قيامها بهذه الحملة على تخبطها ويأسها خاصة أمام ارتفاع أصوات من داخلها تطالب بضرورة البحث عن مخرج لملف هذه القضية التي طالت أكثر من اللازم والتي لا يستفيد منها إلا زمرة من مسؤولي الانفصاليين الذين جعلوا منها مطية للاغتناء السريع وغير المشروع على حساب معاناة المحتجزين .
وسجلت هذه المصادر أن قيادة البوليساريو لن تقف عند حدود اعتقال بعض الأفراد الذين تعتبرهم " رؤوس الفتنة " بل قد تحاول الهروب إلى الأمام من خلال إعمال القمع والتنكيل في حق سكان المخيمات ك " عقاب جماعي لهم " كما حدث في انتفاضة أكتوبر 1988 لتعيد بذلك نفس السيناريو الذي سبق وأن نهجته خلال تلك الانتفاضة وخلف الآلاف من الضحايا .
ودعت هذه المصادر إلى إيفاد لجن لتقصي الحقائق من أجل الوقوف على ما يجري داخل المخيمات خاصة في هذه الظرفية الموسومة بالتوتر والغضب الذي يعتمل في نفوس سكان مخيمات تندوف الذين طفح بهم الكيل ويطالبون برفع المنع عنهم وتركهم يعودون إلى وطنهم المغرب .
يشار إلى أن الحركة المعارضة التي تشكلت مؤخرا بتندوف وتتخذ كشعار لها " ذكرى انتفاضة1988 " تضم في صفوفها الآلاف من ضحايا القمع والتعذيب الذي تعرض له سكان المخيمات إبان تلك الانتفاضة .
وتطالب هذه الحركة التي تعتبر نفسها امتدادا لانتفاضة88 بضرورة الخروج بقضية الصحراء من حالة الركود والأفق المسدود الذي تتخبط فيه والبحث عن حل لهذا الملف " بدل سياسة الرفض والهروب إلى الأمام التي تنهجها قيادة البوليساريو والتي لن تجني من ورائها أي شئ " .
كما تطالب هذه الحركة برحيل القيادة الحالية التي تقول إنها تدين بالولاء الأعمى للجزائر ولاطروحاتها ولا يهمها إنقاذ المحتجزين الذين يعانون مآسي خطيرة داخل المخيمات جراء القمع والتنكيل والجوع وغيره من الآفات الأخرى .
و . م . ع
Aucun commentaire