Home»Correspondants»لا تخف .. لست في أمان ..

لا تخف .. لست في أمان ..

0
Shares
PinterestGoogle+

قال لي : لماذا يوجد المخزن في كل مكان شبرا شبرا كالغلاف الجوي ، لحظة لحظة كالجن الذي يسكن الذات الآدمية ليسمع همسها وسبابها وغيظها وانتكاساتها . ولماذا له عيون كثيرة بأحجام صغيرة وكبيرة . ولماذا له آذان كثيرة كالمقعرات ذات الأقطار الصغيرة والعملاقة . نظرت إليه مرتابا قليلا وأدرت وجهي شمالا أولا تم يمينا وتنفست نفسا عميقا فقلت له : لأن هناك خبزا يابسا يجب أن يقضمه أحد .. لأن هناك قطعة شواء نيئة تنتظر ..
لأن أحدا ما كان بعيدا خلف حاجز كبير كالسماء وعاد ذات مغرب إلى بيته الصغير ليطل منه على بيته الكبير الذي يقتسمه مع آخرين ليسوا مثلنا .. لأن أحدا ما لم يعد مغضوبا عليه ، لأن أحدا ما أجلس مبنيا للمجهول في الصدر ثم استوى ثم استمتع وقتا ما كما يرى المخزن ..
ولأن أحدا ما ذات مغرب ، جمع حقائبه وانصرف من الباب الخلفي . لم يودع أحدا ولم يودعه أحد . حتى الأحفاد لم يأبهوا بهذا الرحيل ولم يسألوه عن وجهته .. ابتلعه الشارع ثم اختفى .. لأن الأرض تدور في مدارها والحمير تدور في البيادر..

قال لي : إذن هل هذا الجسم هلامي ويمكن أن يبتلعني ؟ قلت له : لذلك يجب ألا تخاف وأن تواصل الإنصات … قال لي : لم أنصت .. قلت إلى الأمان ..

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *