غليان في مخيمات تندوف

حركة معارضة جديدة بمخيمات تندوف تعيد إلى الأذهان فظاعات القمع الوحشي الذي تعرضت له انتفاضة أكتوبر1988
تندوف5- 10- 2005 تشكلت مؤخرا بتندوف حركة معارضة جديدة اتخذت كشعار لتحركاتها ( ذكرى انتفاضة1988 )، وتضم في صفوفها الآلاف من ضحايا القمع والتعذيب الذي تعرض له سكان مخيمات تندوف وبعض القياديين والمسؤولين البارزين في صفوف البوليساريو خلال هذه الانتقاضة.
وقالت مصادر موثوقة لوكالة المغرب العربي للأنباء إن هذه الحركة التي يقودها بعض المسؤولين السابقين من داخل المخيمات تعتبر نفسها امتدادا لانتفاضة1988 ، وللمطالب التي رفعها المشاركون خلال المظاهرات والاحتجاجات التي انطلقت داخل المخيمات والتي أعقبتها عمليات قمع وحشية تعرض لها السكان من أطفال وشيوخ ونساء ونفذتها عناصر من الأجهزة الأمنية للبوليساريو بإشراف مباشر من طرف ضباط المخابرات الجزائرية.
وأضافت المصادر أن رفض قيادة البوليساريو للاقتراح المغربي الأخير القاضي بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية زاد من تأزم الوضع داخل المخيمات، ودفع المؤطرين لهذه الحركة المعارضة إلى المطالبة برحيل القيادة الحالية التي تدين ـ برأيهم ـ بالولاء الأعمى للسياسة الخارجية الجزائرية " ومن تم تعلن رفضها لكل الحلول والمقترحات ولا يهمها إنقاذ السكان وفك الحصار عنهم ".
وشددت الحركة التي تضم في صفوفها مسؤولين حاليين في قيادة الجبهة وبعض الأطر والعديد من الضباط، على ضرورة الخروج بقضية الصحراء من " حالة الركود والأفق المسدود " وهو الأمر الذي لن يتحقق " إلا إذا وقع تغيير في القيادة التي استطابت المنافع والامتيازات على حساب معاناة السكان المحتجزين ولم يعد يهمها البحث عن حلول كيف ما كان نوعها ".
وتستغرب الحركة من عدم الأخذ بالاقتراح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي موسع للصحراء ما دامت قيادة البوليساريو لا تمتلك أي بديل آخر، معتبرة أن هذا الاقتراح " بإمكانه أن يشكل أرضية للتفاوض بدل سياسة الهروب إلى الأمام التي تنهجها القيادة والتي لن تؤدي بها في النهاية إلا إلى خسارة كل شيء ".
وتعتقد الحركة أن المسؤولين الحاليين الذين أبانوا من خلال تعنتهم ورفضهم لأي حل يظهر في الأفق عن إفلاس أطروحاتهم، " لا يرغبون في إحداث أي تغيير في الوضعية الحالية التي أضحت تناسبهم ما داموا لا يعيشون نفس أوضاع سكان المخيمات الموسومة بالقهر والفقر والبؤس ".
وحسب نفس المصادر فإن هذه الحركة قد شرعت في تهيييء أعمال نضالية وأشكال احتجاجية لتخليد ذكرى انتفاضة أكتوبر1988 ، مما دفع بالمسؤولين الذين ينظرون إلى هذه الحركة على أنها " حركة سياسية " إلى مضاعفة الحصار عن بعض القياديين الذين يتحركون باسمها.
كما تعتزم هذه الحركة الاتصال بالهيئات الدولية والمنظمات غير الحكومية من أجل تعريفها بالجرائم الجماعية التي ارتكبتها عصابة البوليساريو في حق سكان المخيمات خلال انتفاضة أكتوبر88 .
وإلى جانب هذه الحركة المعارضة، تشير المصادر ذاتها إلى وجود مجموعة أخرى تتحرك داخل المخيمات تحت اسم " حركة17 يونيو1970 " والتي تضم العديد من المسؤولين والضباط الذين اعتقلتهم إسبانيا خلال سنة1970 إثر أحداث دموية شهدتها المنطقة.
ويعتبر أعضاء هذه المجموعة أنهم يكتسبون الشرعية التاريخية للتحدث باسم الصحراويين معلنين رفضهم لسيطرة محمد عبد العزيز رئيس ما يسمى بالجمهورية الصحراوية وولد البوهالي وزير الدفاع باعتبارهما عنصران لا تهمهما مصالح سكان المخيمات "، فهما يدينان بالولاء المطلق للجزائر ولشبكة من المخبرين الجزائريين المبثوثين داخل المخيمات ".
و . م . ع
Aucun commentaire