Home»Correspondants»أسرى مفرج عنهم يروون تفاصيل أعمال التعذيب التي مورست عليهم بمخيمات تندوف (صحيفة)

أسرى مفرج عنهم يروون تفاصيل أعمال التعذيب التي مورست عليهم بمخيمات تندوف (صحيفة)

0
Shares
PinterestGoogle+

الرباط 15-9-2005 نشرت يومية "الأحداث المغربية" في عددها الصادر اليوم الخميس شهادات بعض الأسرى المغاربة الذين أفرج عنهم من مخيمات تندوف، والذين كشفوا عن تورط ضباط جزائريين في ارتكاب انتهاكات بحقهم خلال فترة اعتقالهم .
فخلال التحقيق، لا يغفل ضباط من المخابرات العسكرية الجزائرية استنطاقهم حتى بشأن أتفه تفاصيل الحياة اليومية، ويكون مصير من لم تنطل مراوغاته على المحققين أو من رفض التجاوب معهم، زنزانة منفردة، متسخة جدا، وضيقة جدا، ومظلمة جدا، لا تتعدى مساحتها مترا مربعا ويصل علوها إلى أربعة أمتار.
ويتم توزيع من اجتازوا هذه العقبة بين المركز العسكري "حمدي أبا شيخ" والمركز المدني "9 يونيو"، حيث كانوا يحشرون على متن شاحنات تحت حراسة مشددة، من الأول في اتجاه ما يسمى ب "النواحي العسكرية"، ومن الثاني نحو ما يسمى ب"الولايات" التي لا توجد إلا في مخيلة الانفصاليين .
وأكد أحد الأسرى المفرج عنه أن "البوليساريو" وجدت في هؤلاء الأسرى يدا عاملة بدون مقابل، ومصدرا للاغتناء، إذ كان يتم تحويل الغلاف المالي الذي تخصصه بعض المنظمات لأجور العمال إلى حساب "الوالي" وبطانته أو قائد "الناحية العسكرية" ومساعديه.
وأضاف أن الأعمال التي يقوم بها الأسرى لم تكن مجرد عمل عادي يمكن أن ينجزه أي أجير، بل "عملا شاقا"، حيث تمنى أحدهم الموت نتيجة العمل لمدة تزيد عن18 ساعة في اليوم الواحد.
وكان أغلب الأسرى يرغمون على تحضير وخلط العجين الطيني الكافي لصنع حوالي160 أجورة في اليوم تحت شمس قائظة تلامس أحيانا50 درجة مئوية، أو على اقتلاع الأحجار الكافية لشحن شاحنة عسكرية أو حفر بئر "حاسي" من دون أية إجراءات تضمن سلامة الأسير في مثل هذه الظروف .
أما البعض الآخر فكان يجبر على رعي الإبل والماعز، أو يسهر على خدمة النساء.
ولم تكن صحة الأسرى تهم "البوليساريو"، غير أن دمهم كان يهمه كثيرا إذ كان يعمد بين الحين والآخر إلى "سرقة" دمهم من خلال إرغامهم على "التبرع" به، للمزيد من إنهاك أجسادهم التي أضناها التعب، وتعجز في أحيان كثيرة حتى عن الوقوف، وكيف يقوى عن الوقوف من كانت حصته من الأكل في الشهر كيلوغراما من العدس ومثله من الأرز والدقيق.
وما كان يكفي "البوليساريو" تعذيب الأسرى جسديا فقط، لذلك تفنن في تعذيبهم النفسي أيضا من خلال حرمانهم من ممارسة الشعائر الدينية، وهكذا منع عليهم الصلاة، بدعوى أنهم يرفعون أكف الضراعة إلى الله متوسلين إياه أن يعجل بإطلاق سراحهم وأن ينزل غضبه وسخطه على "البوليساريو"، وضلهم عن عد الأيام والشهور حتى لا يتمكنوا من صيام رمضان، بالإضافة إلى حرمانهم من النوم، حيث كانت تتم المناداة عليهم وتجميعهم كل ساعتين، وذلك بهدف تعسير عمليات الهروب.
ولأن عناصر "البوليساريو" كانت تبغي دوس كرامة الأسرى، وإذاقتهم أقسى درجات الإهانة، فقد فرض على بعضهم أحيانا جمع براز الأطفال.
وأكد ثلاثة من الأسرى أنهم تعرضوا لتعذيب وحشي لأنهم رفضوا التكلم في إذاعة الانفصاليين "للتنديد بالنظام ودعوته إلى تحرير الصحراء". وقال أحدهم "لقد جروني بواسطة سيارة عسكرية من نوع جيب لعدة كيلومترات"، كاشفا على رجليه ليظهر آثار الجر التي لا تزال موشومة على جسده النحيل.
وأوضح أحد الأسرى المغاربة المفرج عنهم أنه حاول الفرار، "لكن مروحيتين جزائريتين نجحتا في ضبطي، وبعد إلقاء القبض علي مارس علي قبطان جزائري كل أنواع التعذيب، وسلمني في كيس إلى (البوليساريو)".
وروى آخر أن بعض الأسرى المغاربة كانوا يسهرون على خدمة بعض العائلات الإسبانية التي تأتي لقضاء العطلة في تندوف، موضحا أن أفراد تلك العائلات كانوا "يلتقطون صورنا وكأننا حيوانات".
وفي العام1987 ، تم احتجاز أكثر من ثمانين من الجنود المغاربة، وتكبيلهم، حيث ظلوا على هذه الوضعية طيلة اليوم، قبل أن يتم نقلهم إلى مخيم أوسرد، حيث تم استنطاقهم من طرف ضباط جزائريين.
وقد تم وضعهم "مثل الخرفان في الجيب"، وتم تلقينهم ما يريدون إبلاغه لهم لعرضهم على الصحافة الدولية والعربية، غير أن رفضهم الإدلاء بذلك عرضهم للضرب والتعنيف، ثم عرضوهم من جديد على جمع قالوا إنهم يمثلون الصحافة الدولية، حيث كانوا يسألونهم عن وضعيتهم وأحوالهم داخل المغرب وعن نوعية أسلحتهم.
وقد تم رمي هؤلاء الأسرى في حفر جماعية مفتوحة على الهواء، وقدم لهم طعام هو عبارة عن ماء مغلي به قليل من العدس أو اللوبيا، وكسرة خبز حاف. ويتذكر أحدهم أن "الفطور ممنوع، وغير مسجل في الموني".
ولم يكن للأسرى الحق في المرض ولا حق لهم في الاعتراض، لا حق لهم في التطبيب، وقد مات العديد منهم بفعل الإهمال والتعفن وغياب النظافة، ومن يقوم بالاحتجاج يعزل ويرمى في حفرة يقضي فيها الليل والنهار وهو جالس، يجرد من ثيابه إلا من التبان، ولا يخرج منها إلا بعد أن تتعفن وضعيته".
وبخصوص عمل المنظمات الدولية التي بدأت تحل بالمخيمات، فقد تذكر أحد الأسرى أن "السجانين كانوا يقدمون لهم شفرة واحدة لعشرة أفراد، لحلاقة ذقونهم، وتقدم لهم لباسا نقيا وتعرضهم على "الصحافة المأجورة".
و . م .ع

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *