Home»Correspondants»مضيق جبل طارق.. مقبرة المهاجرين

مضيق جبل طارق.. مقبرة المهاجرين

0
Shares
PinterestGoogle+

إلى عالم أفضل.. أو الموت
القصر الصغير (ضواحي طنجة): عبد الله الدامون
هروبا من الوضع الاقتصادي الصعب وضيق الفرص، يهرب الآلاف من الشباب المغاربة كل عام بطرق غير شرعية الى أوروبا بحثا عن حياة أفضل، غير أن حالهم لا ينتهي بالضرورة الى أحسن مما جاءوا به. ففي مقهى قريب من بلدة «القصر الصغير» البحرية التي تقع على بعد 40 كيلومترا (غرب طنجة في شمال المغرب)، وقف شاب في منتصف العشرينات من عمره، وهو يحمل كيسا أسود في يده ويتجه نحو النادل طالبا منه شيئا بصوت منخفض. ينظر إليه النادل ببعض الانزعاج مصحوبا بنظرات الشفقة ويطلب منه بإشارة من رأسه أن يتجه للجلوس قرب مائدة في أقصى المقهى. بعد دقائق يقدم له النادل كأس شاي أخضر وقطعة خبز مدهونة بزيت الزيتون، ورغيفا من الشعير.

هذا الزبون المتميز لن يدفع ثمن ما تناوله في هذا المقهى، ليس لأنه ضيف عزيز، بل لأنه واحد من مئات المهاجرين السريين الذين يذرعون الطريق المحاذية للشاطئ الجنوبي لمضيق جبل طارق جيئة وذهابا في انتظار فرصة لركوب قارب خشبي يوصلهم إلى الضفة الشمالية من المضيق، حيث تنتظرهم كل الأحلام التي يبدعون في تخيلها بينما لا يوجد في جيوبهم قرش واحد.

وبينما يتناول هذا الزبون رغيفه ويبلّله بالشاي بنهم واضح، فإنه يحدق بين الفينة والأخرى من خلف زجاج المقهى المضبّب إلى تلك الجبال البعيدة التي تبدو في الأفق مثل جزيرة الكنز، التي تنتظر مغامرين ليخرجوا ما في أحشائها. لكن بين حلم هذا الشاب وبين تلك الجزيرة يوجد بحر ابتلع حتى الآن وفي ظرف عشر سنوات أكثر من خمسة عشر ألف حالم مثله، حسب تقديرات غير حكومية، ممن كانوا يحلمون بطلاق واقع البطالة والفقر ومعانقة حلم الغنى والرفاهية.

وخلال الخمسة عشر عاما الأخيرة جرب الآلاف من المهاجرين المغاربة والأفارقة مغامرة ركوب القوارب الخشبية عبر مضيق جبل طارق، وصل الكثيرون منهم إلى الضفاف الجنوبية لأوروبا، وغرق الكثيرون أيضا في مضيق عرف عنه على مر التاريخ أنه بحر بلا رحمة وبلا قلب، خصوصا عندما تبدأ رياح «الشرقي» القوية في الهبوب فجأة فتقلب تلك القطع الخشبية الصغيرة التي تسمى «الباطيرات» والمحملة بعشرات المهاجرين، فتتبلل أحلامهم ثم تنزل الى قعر الماء لتعبث بها أسنان أسماك القرش.

ويقول سكان القرى المجاورة لشواطئ مضيق جبل طارق إنهم تعودوا على رؤية العشرات أو المئات من هؤلاء الشبان التائهين الذين غالبا ما يستبد بهم الجوع والعطش فيطرقون أقرب باب ويطلبون قطعة خبز مبللة بالمرق… أيّ مرق. ويقول (علي.ك) أحد سكان قرية «الزاهارا» المحاذية للشاطئ إنه صار يحتفظ ببعض بقايا الطعام من أجل منحه لمثل هؤلاء من العابرين الذين يمكن أن يطرقوا الأبواب حتى بعد منتصف الليل. وتزدحم الفنادق الصغيرة لمدينة طنجة بالمئات من هؤلاء الذين ينتمون إلى عدد من بلدان أفريقيا، وبينهم أيضا صينيون وباكستانيون وهنود وجنسيات أخرى.
جريدة الشرق الأوسط

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. MOHAMED
    16/06/2006 at 18:56

    يأنا إبن القصر الصغير ألاحظ أن هدا النوع من المهاجربن يشكلون خطرا كبيرا على أهالي مدينة القصر الصغيرمن خلال بعض التصرفات العدوانية مثال
    _الهجوم على السكان
    _سرقة القطيع والبيض(ما يعادل 70بيضة)
    _أكل القطوط
    _الهجوم على السيارات في الطريق
    _الهجوم على الفنيدق
    _الهجوم على الدرك

  2. حمد
    16/10/2006 at 17:21

    انا احب الهجرة عبد مضيق طارق

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *