Home»Correspondants»رئيس الحكومة الإسبانية السابق يستقبل في مدريد زعيم البوليساريو

رئيس الحكومة الإسبانية السابق يستقبل في مدريد زعيم البوليساريو

0
Shares
PinterestGoogle+

تزامنا مع المفاوضات بين الرباط وأوروبا حول الصيد البحري

الرباط: محمد بوخزار

خطا خوصي ماريا اثنار، رئيس وزراء اسبانيا السابق وهو خارج الحكم، خطوة غير ودية جديدة حيال المغرب، بقراره استقبال محمد عبد العزيز، زعيم جبهة البوليساريو التي تدعو الى انفصال الصحراء عن المغرب. فقد اوردت وكالة «اوروبا بريس» الاسبانية، ان اثنار سيجتمع غدا (الاثنين) بعبد العزيز، في مقر مؤسسة الدراسات والتحليلات الاجتماعية التي يرأسها رئيس الوزراء السابق

.

واضاف المصدر الاعلامي الاسباني، ان اللقاء بين اثنار وعبد العزيز، سيتم بناء على طلب هذا الاخير، ضمن برنامج اتصالاته خلال اقامته باسبانيا التي يزورها بعد اندلاع احداث الشغب الاخيرة في بعض مدن المحافظات الصحراوية اواخر شهر مايو (ايار)، التي قال المغرب انها من فعل مراهقين عاطلين عن العمل او مناصرين قليلي العدد لطروحات جبهة البوليساريو.ش ولم يتضح بعد ما اذا كان عبد العزيز، سيطلب موعدا مع قيادة الحزب الشعبي المعارض الذي تخلى اثنار عن رئاسته. لكنه ما زال يحظى بتأثير ونفوذ على اجهزة الحزب الذي سلم قيادته لنائبه في رئاسة الحكومة ماريا نو راخوي، وامانته العامة لمانويل اثيبيس، وزير الداخلية السابق

.

وكان الحزب الشعبي، في سياق اشتباكاته الاعلامية مع غريمه الحزب الاشتراكي العمالي، قد عرض اخيرا في البرلمان الاسباني مشروعا لسحب ثقة من الحكومة الاشتراكية، هادفا من ورائه الى محاكمة السياسة الخارجية التي تنتهجها الحكومة بصدد عدد من القضايا والملفات، بينها نزاع الصحراء، بدعوى خطورة الاوضاع في الاراضي التي كانت تحتلها اسبانيا لغاية عام 1975. كما وقف الحزب الشعبي اليميني على نفس الخط الذي سار عليه اليسار الاسباني، وحاولا اكثر من مرة الدخول الى المحافظات الصحراوية الخاضعة لسيطرة المغرب، لإجراء تحقيق، في ما يعتقد انه خرق لحقوق الانسان وتعد على «الشعب الصحراوي» الذي يرفض في نظرهما وناشطين آخرين مؤازرين، الوجود المغربي في الصحراء

.

وقاومت الحكومة الاسبانية الضغوط والحملات الاعلامية التي تعرضت لها، وجددت في اكثر من مناسبة تشبثها بالدعوة الى حل سلمي تفاوضي لنزاع الصحراء، قائلة انه امام وجود طرفين (البوليساريو والمغرب) فانه منطقيا وسياسيا يستحيل تجاهل الطرف الثاني (المغرب) وتصديق مزاعم «البوليساريو

».

وفي انتظار معرفة ما سيدور بين اثنار وعبد العزيز، في مدريد صباح الاثنين، تجدر الاشارة الى ان هذا اللقاء يتزامن مع اتفاق المغرب والاتحاد الاوروبي على بدء مفاوضات في افق التوصل الى اتفاق جديد للصيد البحري، يستفيد منه في الدرجة الاولي اسطول الصيد في الاندلس، وفي المقام الثاني مقاطعة غاليثيا، التي كانت تعد احد قلاع الحزب الشعبي، اذ رأس حكومتها المستقلة اكثر من مرة السياسي المخضرم مانويل فراغا، الذي شغل منصب وزير الاعلام والسياحة في عهد الديكتاتور الراحل فرانثيسكو فرانكو. فقد حصل الحزب الاشتراكي على المرتبة الاولى في الانتخابات التشريعية المحلية الاخيرة دون الاغلبية المطلقة، مما يحتم عليه البحث عن شريك اخر لتشكيل حكومة الاقليم

.

ويعتبر موضوع الصيد احد نقاط الخلاف الاساسية بين الرباط ومدريد في عهد حكومة اثنار السابقة. ففي وقت كان يطالب فيه المغرب بمقاربة شاملة للتعاون بينه وبين اسبانيا يندرج ضمنها الصيد البحري، مارست حكومة اثنار نوعا من الاستعلاء والضغط على الرباط التي رفضت تجديد الاتفاقية التي انتهت في ديسمبر (كانون الاول) 1999

.

وليست هذه المرة الاولى التي يتخذ فيها اثنار مبادرات غير ودية حيال المغرب، اذ سبق له وهو في المعارضة ان زار مدينة مليلية المغربية المحتلة، الامر الذي اعتبرته الرباط في حينه استفزازا، خاصة ان الزيارة تمت خلال الحملة الانتخابية، بما معناه في ذلك الوقت تأجيج عواطف الاسبان الموجودين في سبتة ومليلية وتشجيعهم على عدم التخلي عن الاحلام الاستعمارية. في حين لم يسجل على الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم حاليا، تصرف مناوئ بهذا الشكل، رغم تأكيده ان المدينتين المغربيتين المحتلتين وباقي الثغور الاخرى في البحر الابيض المتوسط جزء من التراب الاسباني، على اعتبار ان تلك تركة استعمارية توارثتها الحكومات قبله

.

ووصل التأزم بين البلدين ذروته اثناء ازمة جزيرة، ليلى بريخيل، صيف 2002، حين قام الجيش الاسباني باحتلال الجزيرة التي تقع على مرمى حجر من الاراضي المغربية، وبأوامر مباشرة من اثنار نفسه

.

يشار في هذا السياق الى ان رئيس الوزراء خوصي رودريغت ثباطيرو، استقبل في وقت سابق زعيم البوليساريو بصفته الحزبية وليس كرئيس للجمهورية الصحراوية، اذ تم الاستقبال في مقر الحزب الاشتراكي في مدريد وليس في قصر لامنكلو، مقر رئاسة الحكومة. وجرى الاستقبال في اطار تحركات الحكومة الاسبانية التي قامت بها، منذ تسلمها الحكم، لجهة المساهمة في حل معقول لنزاع الصحراء، يأخذ بعين الاعتبار المطالب المشروعة لكل طرف، ما اعتبره البوليساريو انحيازا لصالح موقف المغرب. الامر الذي عرض مساعي حكومة مدريد لهجوم اعلامي من الجبهة الانفصالية مدعومة بشكل غير مباشر من لوبيات الحزب الشعبي المالية والإعلامية، الذي يبحث عن اية ذريعة من شأنها اضعاف الحزب الاشتراكي، اولا واخيرا

.

تجدر الاشارة كذلك الى ان حزب الاستقلال المغربي (مشارك في الحكومة) اوفد مندوبين عنه الى المؤتمر الاخير للحزب الشعبي المعارض، واجتمع ببعض قادته حيث تم عرض وجهة النظر المغربية سواء بخصوص الصحراء او الاراضي التي تحتلها اسبانيا، وعاد الوفد الاستقلالي بانطباعات ايجابية عن كيفية استقباله وعن الاجواء التي سادت اللقاء مع قياديي الحزب الشعبي. لذلك وجب الانتظار حتى تتضح المقاصد التي أرادها اثنار من وراء هذا «الخروج» السياسي الساخن الذي يجري في مبنى مؤسسة، يقول إنها تهتم بالدراسات العلمية الهادئة

.

جريدة الشرق الأوسط

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *