توزيع مناشير بمخيمات تيندوف تدعو السكان إلى الانتفاضة والعصيان ضد مسؤولي البوليساريو
تيندوف 2 – 7 – 2005 ذكر شهود عيان أن مخيمات تيندوف (جنوب الجزائر) لا تزال تعيش على إيقاع الانتفاضات والاحتجاجات المتواصلة ضد قيادة البوليساريو والتي يقودها سكان غاضبون أغلبهم شبان قرروا التمرد ضد الحصار المضروب عليهم وعلى ذويهم من طرف هذه الطغمة العسكرية
.
وأوضحت هذه المصادر أن كل المخيمات استيقظت صباح اليوم السبت على عملية واسعة لتوزيع المناشير التي تدعو السكان إلى العصيان والتمرد وتحثهم على مواجهة الآلة القمعية للبوليساريو والجهر برفضهم لاستمرار الحصار المضروب على المحتجزين
.
وأضافت هذه المصادر أن مسؤولي الانفصاليين ، الذين بدأت الأحداث تتجاوزهم وشعروا بقوة هذه الرجة الشعبية التي عبر عنها السكان وطالت مختلف المخيمات ، عمدوا صباح اليوم إلى تجهيز سيارات ( جيب ) بمكبرات الصوت وتركوها تجوب الأزقة المتربة للمخيمات لدعوة الجنود إلى الالتحاق ببعض الوحدات والمراكز العسكرية
.
لكن الجنود ـ تقول نفس المصادر ـ الذين خبروا دسائس ومناورات قيادييهم رفضوا الامتثال لهذه الأوامر لأنهم يعلمون أكثر من غيرهم أن المسؤولين إنما يريدون استخدامهم لقمع المتظاهرين على غرار ما وقع في انتفاضة 1988
.
وإمعانا في التنكيل بالمحتجزين وفي محاولة لقطع أية صلة لهم بالخارج حتى لا تتسرب أخبار الانتفاضات والمظاهرات والوسائل المعتمدة في قمعها إلى وسائل الإعلام الأجنبية قام مسؤولو البوليساريو اليوم بإغلاق بعض المخادع الهاتفية التي كانوا قد سمحوا بإقامتها من قبل داخل المخيمات كما تم قطع بعض الخطوط الهاتفية الأخرى
.
ومن جهة أخرى شوهدت صباح اليوم سيارات تابعة ل « المينورسو » وهي تجوب بعض المخيمات خاصة منها « مخيم أوسرد » وهو ما أثار انتباه السكان الذين تجمهروا حولها محاولين استطلاع الأسباب الكامنة وراء قدوم هذه السيارات إلى المخيمات
.
وخلف ظهور سيارات « المينورسو » داخل المخيمات استياء كبيرا وسط مسؤولي البوليساريو ومن ورائهم المخابرات الجزائرية الذين رأوا في تواجد هذه السيارات » شهودا غير مرغوب فيهم
» .
وإذا كان التحاق حماتي رباني بأرض الوطن قد أصاب مسؤولي الانفصاليين في مقتل وتركهم يعيشون وضعية متأزمة فإن أغلب سكان المخيمات يعتبرون أن مبادرة حماتي رباني المسؤول الكبير سابقا في صفوف « البوليساريو » تنم عن « حكمة وبعد نظر » لأنه أبان على غرار سابقيه من المسؤولين الذين عادوا إلى أرض الوطن « عن قوة ذاتية في تقرير مصائرهم بدل أن يبقوا رهائن في يد الجزائر ومن نصبتهم على رقاب المحتجزين بتيندوف
» .
يشار إلى أن تداعيات تمرد المسؤولين الأربعة على بعض النواحي العسكرية بتيندوف ما تزال متواصلة وتنذر بمزيد من التصعيد خاصة بعد أن رفع القادة المتمردون مطلبا وحيدا يتمثل في ضرورة » إقالة ولد البوهالي » وزير الدفاع في ما يسمى ب » الجمهورية الصحراوية
» .
وأمام العزلة التي أضحى يعيشها محمد عبد العزيز زعيم الانفصاليين خاصة لدى القادة العسكريين ، قرر بعد فشل وساطة عبد القادر الطالب عمر الذي استنجد به لرأب الصدع بين ولد البوهالي والقادة المتمردين أن يجرب وساطة أخرى في شخص أبا الشيخ محمد مولود با علي
.
لكن هذا الأخير فشل بدوره في هذه المهمة مما دفع الجميع إلى التكهن بقرب انفجار الوضع داخل قيادة البوليساريو
.
و .م . ع
Aucun commentaire