Home»Correspondants»بؤس الديبلوماسية الجزائرية

بؤس الديبلوماسية الجزائرية

0
Shares
PinterestGoogle+

الاحد 26 يونيو 2005

دعم البوليزاريو وادعاء إرادة التطبيع مع المغرب

العلاقات المغربية الجزائرية وضرورة التوضيح

أعادت التوترات الأخيرة التي عرفتها العلاقات المغربية الجزائرية، بعد رفض الرباط استقبال رئيس الحكومة الجزائرية محمد أويحيى بسبب إعلان الجزائر عن تجديد دعمها لجبهة البوليزاريو، إلى الذهن الخلافات العميقة بين البلدين بخصوص ملف الصحراء المغربية. وقد كان من الطبيعي أن تعرف هذه العلاقات، التي شهدت على امتداد الشهور والسنوات الأخيرة تقلبات بين مد وجزر، توترا بلغت درجته رفض الرباط استقبال الوزير الأول الجزائري، وذلك بسبب عدم وضوح الموقف الجزائري. ولعل عودة إلى أداء الديبلوماسية الجزائرية خلال السنوات الأخيرة كفيل بالوقوف عند التقلبات السريعة التي عرفتها الموافق الرسمية للجزائر حيال الصحراء المغربية. فالجزائر سعت بشكل حثيث، وعلى امتداد سنوات الملف، إلى إيجاد الصيغة « الملائمة » للجمع بين الأداء المعارض بشدة للحقوق المغربية على صحرائه، وبين خطاب تسوقه الجزائر بمفردات البناء المشترك للمغرب العربي وإرادة تطبيع العلاقات الثنائية.. وقد دأبت الرباط على التعامل مع هذه الازدواجية البارزة في الموقف الجزائري بالسعي إلى محاولة تجاوز سلبيات هذا الموقف بالعمل على تمثين العلاقات الثنائية وتطويرها في اتجاه إيجابي. غير أن الرباط اتجهت منذ السنوات القليلة الماضية إلى إرسال الإشارات القوية إلى الجزائر بضرورة الانخراط الفعلي والحقيقي في البناء المشترك لمشروع المغرب العربي. في هذا السياق مافتئت الرباط تدعو إلى اعتماد المقاربة الشمولية لعلاقتها مع الجزائر، أي أن يتم ربط تنمية العلاقات بين البلدين باحترام سيادة الدول على ترابها، وعدم دعم أي موقف داع إلى النيل من الوحدة الترابية لبلد ما من بلدان المنطقة. في هذا السياق جاء الموقف المغربي الأخير برفض استقبال رئيس الحكومة الجزائرية أويحيى كرد مباشر على تأكيد الجزائر دعمها لجبهة البوليزاريو.

وقد سبق هذا الموقف قرار جلالة الملك مقاطعة قمة المغرب العربي التي كان مقررا انعقادها في ليبيا في 25 و26 قبل تاجيلها إلى أجل غير مسمى. وأكدت وزارة الخارجية المغربية أن الموقف الجزائري يمس المصالح العليا للمملكة مباشرة ويسيء إلى الشعور الوطني للشعب المغربي. وأعرب المغرب عن أسفه الشديد «لبرقية التهنئة» التي وجهها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى رئيس جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز في الذكرى الثانية والثلاثين لتأسيس جبهة البوليساريو يقول فيها قبل أيام من قمة طرابلس «إننا ملتزمون كما كنا دائما، سنذهب إلى ليبيا أوفياء لوعودنا». هذا اللعب الجزائري على الموقفين، المعلن للحياد حيال قضية الصحراء والمنخرط في ذات الحين في مساندة جبهة البوليزاريو والدفاع عنها في الخارج.. هو الذي تحكم في رد الفعل الجزائري على القرارات المغربية الأخيرة، حيث سارعت الجزائر بتأكيد رغبتها في تطبيع العلاقات الثنائية مع المغرب وأن هذا الأخير هو المسؤول عن تدهورها. الموقف ونقيضه في نفس الوقت، وخطابان متعارضان تماما تنتجهما الديبلوماسية الجزائرية، الأول تخاطب به المغرب والثاني للبوليزاريو وأعداء الوحدة الترابية للمغرب. والظاهر أن الموقف المغربي الأخير الحازم لم يكن سببه فقط التصريحات الجزائرية الأخيرة في ملف الصحراء، بل بأتي كذلك بعد التحركات الجزائرية الداعمة لأصوات الانفصال في الداخل. فهذا التزامن بين التصريحات الجزائرية الداعمة للبوليزاريو وتحركات العناصر المحسوبة عليه في الداخل كان تزامنا مريبا. يمكن القول إن التصريحات الجزائرية الداعمة كانت مقدمة لهذه الحركة الانفصالية التي عرفتها العيون مؤخرا، والتي حاولت مطالبة زعيم البوليزاريو عبد العزيز استغلالها للمطالبة بتدخل الأمم المتحدة… كانت حلقات المؤامرة الأخيرة محسوبة، دشنتها الجزائر ونفذها عملاء الانفصال في الداخل وسعى « قياديو » البوليزاريو إلى استغلالها سياسيا ودوليا.. غير أن التساؤل عن ركائز الموقف الجزائري المعادي لمصالح المغرب يبقى إلى اليوم تساؤلا مشروعا، لأن مصالح الجزائر، على المستوى الاستراتيجي، هي مع الجار المغربي وليس مع طغمة البوليزاريو التي انتهت على الأرض، ومازالت الجزائر تسوق خطابها.. هل الأمر يتعلق بلعبة عساكر يرون في الصحراء امتدادا يجب انتزاعه، ولو كان جزءا شرعيا من التراب المغربي؟ أم أن الأمر يتجاوز العساكر ليشكل استراتيجية للدولة قائمة على العداء الأبدي لمصالح الرباط؟ الأكيد أن الموقف الجزائري ليس جديدا، غير أن السلوك الديبلوماسي المغربي تجاه المناورات الجزائرية يجب أن يواصل نهجه بالرد القوي، والتشبث بمطالبة الجزائريين بتوضيح الموقف حيال ملف الصحراء المغربية. من هنا يمكن للمغرب العربي أن يأخذ سكته، وللعلاقات الثنائية أن تجد طريقها إلى التطبيع

.

الاحدات المغربية

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *