2005/06/12

مدريد ـ القدس العربي من حسين مجدوبي

:

بدأ نزاع الصحراء الغربية ينتقل الي الساحة الأوروبية بعدما قرر مواطنون مغاربة التظاهر ضد الجزائر والبوليزاريو في بعض الدول من ضمنها فرنسا واسبانيا للرد علي احتجاجات أنصار البوليزاريو وعدم ترك الساحة لهم وحدهم

.

وكانت البداية مع قيام مغاربة من أصل صحراوي ومدعومين بأبناء جلدتهم الذين ينتمون الي مناطق مغربية أخري بالتظاهر يوم السبت الماضي أمام السفارة الجزائرية في باريس. ودعت الي هذه التظاهرة فيدرالية الجمعيات الصحراوية في فرنسا . وحسب وكالة الأنباء الاسبانية إيفي شارك فيها أكثر من مئة شخص رددوا شعارات تدين تورط الجزائر في نزاع الصحراء الغربية وتطالبها بـ الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب والتوقف عن مساندة جبهة البوليزاريو ، علاوة علي المطالبة باطلاق سراح الأسري المغاربة وعددهم 408 المعتقلين في مخيمات تندوف منذ سنوات

.

وجاءت هذه التظاهرة ردا علي أخري كانت قد نظمتها جبهة البوليزاريو في باريس أمام السفارة المغربية الأسبوع ما قبل الماضي احتجاجا علي أحداث العيون

.

ويبدو أن المغاربة قد بدأوا يسلكون مسلكا جديدا وهو الرد العملي علي احتجاجات البوليزاريو وعدم إبقاء الساحة الأوروبية لهم فقط. في هذا الاطار من المنتظر أن تكون مدن الجزيرة الخضراء وفالنسيا وبرشلونة قد شهدت مساء أمس الأحد تظاهرات للمهاجرين المغاربة ضد قيام البوليزاريو بإحراق العلم الوطني المغربي في بعض التجمعات بإسبانيا وكذلك الاحتجاج علي الجزائر والدفاع عن مغربية الصحراء والمطالبة بالإفراج عن الأسري في مخيمات تندوف. واستنادا الي هذه التطورات، يبدو أن المغرب سيرد بتظاهرات مضادة ضد تحركات البوليساريو في أوروبا وخاصة اسبانيا التي تعتبر المعقل الرئيسي لهم

.

ويبدي الكثير من المراقبين استغرابهم لعدم إشراف الدبلوماسية المغربية ومنذ سنوات علي تنظيم وتأطير المهاجرين المغاربة في أوروبا للدفاع عن ملف الصحراء الذي يعتبر بالنسبة للمغاربة القضية الوطنية الأولي ، لاسيما وأنه يوجد في الدول الأوروبية أكثر من ثلاثة ملايين مغربي بعضهم يحتل مراكز حساسة في بعض الأحزاب واخرون أصبحوا أعضاء في البرلمانات المحلية والبرلمان الأوروبي، في حين أن عدد البوليزاريو محدود للغاية

.

وقال مصدر من الجمعية المغربية للاعلام في اسبانيا ، أن أسبابا تاريخية ونفسية حالت دون ذلك، في المقام الأول أن النظام المغربي دائما اعتبر ومازال أن ملف الصحراء يجب أن يقتصر فقط علي الدوائر العليا دون إشراك الأحزاب السياسية وباقي المجتمع، وفي المقام الثاني أن النشطاء المغاربة كانوا في الماضي مشغولين بملف حقوق الانسان حيث كانوا يتحركون علي المستوي الأوروبي للتنديد بما كان يقع من خروق لحقوق الانسان في بلدهم، وفي المقام الثالث وهذا مرتبط أكثر بإسبانيا أن كل مغربي حاول الدفاع عن وجهة نظر بلاده عادة ما كان يوصف من طرف الاسبان بأنه عميل للمخابرات المغربية، وآخر مثال في هذا الصدد أن أحد المغاربة حاول في جامعة مالقا الأسبوع الماضي الدفاع عن وجهة نظر المغرب في لقـــــاء حول الصحراء وجري طرده من القاعة

.

ويبدو أن هذه العوامل قد بدأت تتلاشي خلال السنة الأخيرة، حيث هناك عزيمة للمغاربة علي الدفاع عن ملف الصحراء، الأمر الذي سيجعل البوليزاريو في موقف حرج نسبيا لأنه اعتاد تاريخيا التواجد لوحده في الساحة الأوروبية

.

عن جريدة القدس العربي