الله متم نوره ولو كرهوا !
تاريخ النشر: الإثنين 16 مايو 2005, تمام الساعة 05:04 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
د. محيي الدين تيتاوي
:
تداعيات قضية الإساءة للإسلام والمسلمين بواسطة القوى الصهيونية والصليبية الجديدة ما زالت تعتمل وتتفاعل في نفوس المسلمين في أنحاء العالم عامة والعالم الإسلامي على وجه التحديد.. فقد تحرك الشارع المسلم على إثر ورود أنباء على لسان مجلة النيوزويك الأمريكية بقيام القوات الأمريكية في سجن غونتانامو الأمريكي بخليج كوبا بالإهانة للمصحف الشريف لإثارة المعتقلين وتعذيبهم نفسياً بجانب التعذيب الجسدي والاعتداء عليهم بكل أنواع وأساليب انتهاك حقوق الإنسان الذي كرمته الشرائع وكرمه الإسلام والقوانين الدولية حتى يمكنهم انتزاع اعترافات قسرية تحقق لهم ولو قدراً يسيراً من الانتصار الوهمي جراء الحرب الظالمة التي قاموا بشنها على العراق ويقومون بإعداد الرأي العام المحلي والعالمي لشن حرب شاملة على العالمين العربي والإسلامي
.
ولعل القراء يذكرون إبان حرب العراق أو قبلها بقليل بعد أن تم دك مدن وجبال أفغانستان خرج على العالم رئيس الوزراء الإيطالي بيرلسكوني بتصريحاته المعلومة حول موقف الصليبيين من الإسلام وقوله إن حضارتنا أفضل من الحضارة العربية وإن هذه الحرب هي لتأكيد تفوقنا حتى على مستوى الأديان، ولما ضج الرأي العام الإسلامي اضطر إلى القول إن حديثه أُسيئ فهمه وانه لم يقصد الإساءة إلى الإسلام. ثم تصريحات جورج بوش بعد ذلك بأنها حرب صليبية.. وما أعقب ذلك من تصريحات وأقوال تدل حقيقة على أنها كذلك وأن هذا التحالف الصهيوني الكاثوليكي لا يرمي إلا لذلك الهدف بدليل قبول إحدى القنوات الفضائية التي يمتلكها رئيس الوزراء نفسه عرض جوانب من فيلم قُتل مخرجه قبل حين في هولندا أساء فيه الفيلم للإسلام بكتابة آيات من القرآن الكريم على بطن امرأة شبه عارية .. وهي قصة أعدت اعداداً جيداً (باسم الخضوع) وقد تكون معلومة صاحبة القصة وموضوعها
.
نحن نقول إن محاولة إثارة الشارع الإسلامي بالإساءة إلى معتقداته ليس أمراً جديداً فقد سعى المخربون منذ عهد الصحابة الاجلاء إلى الانحراف وإدخال الكثير من الشوائب في الأحاديث والسيرة النبوية الشريفة لكن خاب فعلهم وساء تفكيرهم وانتشر الإسلام بفضل المولى ثم بفضل علماء المسلمين الذين جاهدوا في سبيل ذلك تحقيقاً لقوله تعالى « إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون » .. فمهما سعى وعمل المعادون للإسلام لتشويه صورته فإن الله يسخِّر من مخلوقاته من يعيد للقرآن قدسيته وللدين أصوله ويحقق للذكر بقاءه حتى قيام الساعة وسيبقى نوره الذي يحاولون إطفاءه (والله متم نوره ولو كره الكافرون) صدق الله العظيم
.
عن جريدة الشرق القطرية
Aucun commentaire