أمريكا والعالم الإسلامي… لماذا يكرهوننا ؟
تاريخ النشر: الأحد 15 مايو 2005, تمام الساعة 05:51 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
د. عبدالله خليفة الشايجي
:
«
العلاقات الأمريكية العربية تعتبر حالياً في أدنى مستوياتها منذ فترة طويلة. إننا نواجه الآن موجة غير مسبوقة من المعارضة لسياستنا في المنطقة.. لقد تسببت مشاعر العداء والغضب والإحباط إلى تكوين فجوة كبيرة من انعدام الثقة تزداد يوماً بعد يوم ». من تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن.
أمريكا تتساءل دائما وبسذاجة لماذا يكرهوننا؟
وكأنه كان ينقص الولايات المتحدة أن تلطخ صورتها المهزوزة وسمعتها المنحدرة فضيحة جديدة وهي تدنيس المصحف الشريف على يد جنود غوانتانامو؟
ذلك السجن في القاعدة الأمريكية في كوبا ويحتجز فيها مئات السجناء العرب والمسلمين الذين اعتقلوا في حرب أفغانستان، وعلى ما يبدو فإن معظمهم برآء من التهم المنسوبة اليهم. ذلك السجن الذي أساء لأمريكا ولسمعتها ولسجلها في حقوق الإنسان والحريات
.
ما صدر عن مراكز دراسات عديدة وآخرها مركز
CSIS ومراكز أخرى تطالب بالتعاون والانفتاح على العرب والمسلمين، ومراكز دراسات أخرى وحتى شخصيات رسمية سابقة مثل ريتشارد ميرفي يطالبون بالحوار مع المسلمين المعتدلين كلاعبين شرعيين، وحتى شركاء مستقبليين في الشرق الأوسط . فيما يطالب ريتشارد ميرفي وكيل وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط الأسبق ،بالحوار مع الإسلاميين العرب.
وفيما واشنطن تجهد لتحسين صورتها
image التي وصلت إلى الحضيض بسبب العراق وأفغانستان وقبلهما الدعم والانحياز لإسرائيل ،ودعم أنظمة شمولية قمعية. والآن برزت لمن يريد أن يضيف لسجل المظالم من العم سام التعدي على الركيزة الأساسية للمسلمين وهي إلقاء القرآن الكريم في المراحيض. وكما يقول المترجم الأمريكي السابق في قاعدة غوانتانامو في كتابه الذي ظهر هذا الأسبوع بعنوان Inside the wire داخل الأسلاك .يكتب إيرك سار وبأسلوب وصفي دقيق كشاهد عيان عن خرق القانون الدولي، واتفاقية جنيف وعن اعتداءات جنسية، وتعذيب وحتى استخدام جنديات بشكل جنسي « لإشعار السجناء المسلمين بأنهم غير أنقياء »… ولذلك لم يكن خبر الاعتداء وتدنيس القرآن خبراً مستغرباً عمن تابع عن كثب الفضائح التي تحدث في سجن غوانتانامو ومعه سجن أبو غريب في العراق كما يقول روبرت فيسك، لأن العميد جيفري ميللر المسؤول عن غوانتانامو تم ارساله إلى أبو غريب ليكرر تجربة التعذيب والإذلال والتعرية وحتى إستخدام أساليب محرمة وأفعال جنسية مشينة لتحطيم السجناء المسلمين، وهو الذي تقول مسؤولة السجن السابق العميدة كارينسكي والتي دفعت ثمناً بمفردها لفضائح أبو غريب بتنزيلها رتبة إلى عقيد، قالت إن العميد ميللر أخبرهم بوجوب معاملة السجناء « كالكلاب ». ونعود لكتاب إيريك سار وما ورد فيه من وصف مقزز واستخدام الجنس والمجندات لتحطيم السجناء المتدينين بالتعري أمام السجناء والمجلات والأفلام الجنسية!!
الحقيقة التي يكشفها سار هي أنه من أكثر 600 من سجين في غوانتانامو لايتجاوز عدد السجناء الخطيرين من أعضاء القاعدة وطالبان بضع عشرات، فيما الباقون ليس لهم صلة بالإرهاب بل تم بيعهم من قبل عصابات وميليشيات أفغانية. ويختتم سار قوله بأنه لم يعد من مناصري بوش، بعد أن استقال من عمله في الجيش الأمريكي. ويتساءل سار مثلما نتساءل نحن والعديد داخل وخارج أمريكا « هل نحن نسعى لنشر الديمقراطية حول العالم .أنا لا أفهم كيف يمكننا أن نفعل ذلك وندير سجن مثل غوانتانامو الذي أصبح مصدراً لكراهية العالم الإسلامي لأمريكا
!!
النصيحة لأمريكا، وهي تعلم حقيقة ما يجري في سجونها التي ذكرنا والسجون غيرها التي ترسل لها بعض السجناء، وأخشى ما نخشاه أننا لم نكتشف حتى اليوم سوى رأس جبل الجليد، وأن تكون هذه الممارسات التي لا تسيء إلى السجناء والمساكين ولكن تتعداهم لأكثر من مليار وربع مليار مسلم، تظاهروا من جاكرتا إلى غزة ومن أفغانستان إلى بيروت.. أمريكا لن تحسن صورتها بتعيين كارين هيوز ودينا باول. وفضائية الحرة وإذاعة سوا ومجلة هاي إذا استمرت بسياستها المتغطرسة، الخاطئة المستفزة المعتدية
.
إجراءات عاجلة ضد منفذي جريمة تدنيس القرآن هي حل مؤقت. الحل الكبير هو تغيير الاستراتيجية كلياً لننتقل من الصراع للتعاون
…
عن جريدة : الشرق القطرية
Aucun commentaire