Home»Correspondants»• الغضب يجتاح العالم الإسلامي إثر تدنيس الجنود الأميركيين للـــقرآن الكـــريم

• الغضب يجتاح العالم الإسلامي إثر تدنيس الجنود الأميركيين للـــقرآن الكـــريم

0
Shares
PinterestGoogle+

تلقت الولايات المتحدة ضربة جديدة في جهودها لتصحيح صورتها المتدهورة في العالم خاصة لدى المسلمين مع اندلاع فضيحة تدنيس القرآن في قاعدة غوانتانامو الاميركية، الامر الذي اثار اضطرابات دامية في افغانستان وموجة استنكار وغضب شديدين في دول اخرى

.

وظهر جليا ان حجم ردود الفعل على هذه القضية فاجأ السلطات الاميركية واربكها فضاعفت التصريحات المطمئنة والوعود بالقاء الضوء كاملا على الوقائع

.

غير ان ادارة جورج بوش بدت عاجزة عن ايجاد صيغ جديدة لتهدئة المشاعر في العالم الاسلامي بعد اجتياح العراق وفضيحة تعذيب المعتقلين في سجن ابو غريب قرب بغداد، اللذين اديا الى تدهور سمعة الولايات المتحدة

.

ورأى ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز دراسة في نيويورك، انه سواء كانت المزاعم كاذبة او كانت صحيحة، فان هذه القضية كانت لها وطأة ضربة مباشرة للجهود في اتجاه العلاقات العامة الاميركية

.

واكد البيت الابيض انه يواجه المسألة بجدية كبيرة ووعد بفتح تحقيق مبديا اسفه لوقوع 14 قتيلا ومئات الجرحى بين الثلاثاء والجمعة خلال تظاهرات في افغانستان على اثر هذه القضية

.

واكدت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في اعلان رسمي الخميس ان قلة الاحترام للمصحف هي بنظرنا جميعا امر مشين (..) ان حرية الديانة للجميع هي من المبادئ التأسيسية للولايات المتحدة

.

وافادت وزارة الخارجية الجمعة انها تعمل بجهد على نشر هذا التصريح المطمئن بأوسع شكل ممكن في العالم العربي والاسلامي بدون ان تعلن عن مبادرات جديدة

.

وحمل المسؤولون الاميركيون مسؤولية الاحداث الاكثر عنفا لعناصر متطرفة تسعة الى تاجيج المشاعر المعادية للاميركيين

.

ومن السخرية ان الفضيحة اندلعت على ما يبدو من الولايات المتحدة وقد اثارها مقال قصير نشرته مجلة نيوزويك في مطلع ايار/مايو ولم يثر ضجة كبيرة داخل البلاد غير ان اصداءه كانت مدوية بعد ان نقلته وسائل اعلام في الدول الاسلامية

.

وتعتقل الولايات المتحدة في قاعدة غوانتانامو في كوبا موقوفين القت القوات الاميركية القبض عليهم بصورة رئيسية في افغانستان في اطار مكافحة الارهاب

.

وتضيف هذه القضية مزيدا من التعقيدات على مهمة الادارة الاميركية التي تبذل منذ سنوات جهودا كبيرة في محاولة لتحسين صورتها في العالم العربي

.

واطلقت واشنطن قبل ثلاث سنوات حملة واسعة من الإعلانات التلفزيونية لم تأت بالنتيجة المطلوبة، كما انشأت إذاعة سوى وتلفزيون الحرة باللغة العربية وبتمويل أميركي

.

وتسعى ادارة بوش الى استخلاص العبر من استطلاعات الرأي الكثيرة التي أظهرت ان السياسة الاميركية هي التي ليست شعبية في العالم العربي وليست الولايات المتحدة نفسها، وباتت تشدد في خطابها الجديد حول الشرق الاوسط الكبير على الاصلاحات الديموقراطية والاجتماعية

.

كما عين بوش كارين هيوز وهي من مستشاريه المقربين للإشراف على الجهود الاعلامية الاميركية في الخارج، على ان تتولى مهامها قريبا

.

غير ان الفضيحة الاخيرة حول تدنيس القرآن كشفت ان الهوة ما زالت كبيرة ورأى ستيفن كوك ان ذلك قد يبقى مسألة اليمة بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي

.

وقد دعت الجامعة العربية الى التعامل بجدية مع ماتردد بشأن تدنيس المصحف الشريف في معقتل قاعدة غوانتانامو الامريكية في كوبا واكدت الجامعة في بيان صحافي أنها تدين بقوة وحزم أية محاولات للاساءة الى الدين الاسلامي عامة والى المصحف الشريف خاصة من أية جهة كانت وبأي شكل كان مشددة على انها تتابع بقلق شديد هذه الانباء

.

وذكرت أن تلك الأنباء مدعاة لغضب كبير بين المسلمين الذين لا يتصورون أن يبلغ الاجتراء على معتقداتهم مثل هذا المستودى المتدني

.

ودعت الادارة الاميركية اذا ما صدقت تلك التقارير الى تطبيق أغلظ العقوبات الممكنة على كل من يثبت ضلوعه أو تخطيطه لمثل تلك الجريمة النكراء

.

وحثت الجامعة على تقديم الضمانات لعدم تكرار حدوث مثل تلك الافعال والتقدم الى المسلمين باعتذار عنها اتساقا مع المواقف المعلنة لكبار المسؤولين الأمريكيين بشأن احترامهم للدين الاسلامي

.

وبالرغم من سعي الادارة الامريكية الى التهدئة وتأكيد احترامها لكل الاديان فان مظاهرات غاضبة قد عمت عددا من الدول العربية والاسلامية تنديدا بما نشر عن تدنيس محققين امريكيين في غوانتانامو للقرآن الكريم

.

قالت منظمة العفو الدولية إن السجناء الذين تحتجزهم الولايات المتحدة في غوانتانامو وأفغانستان والعراق ومناطق أخرى مازالوا يواجهون خطر التعذيب والمعاملة السيئة، في وقت تتزايد فيه تداعيات قيام محققين أميركيين بتدنيس المصحف الشريف في معتقل غوانتانامو

.

وقال متحدث باسم المنظمة إن الأوضاع التي تتسم بالتعذيب والمعاملة الوحشية وغير الآدمية والمهينة ما زالت متبعة في المعتقلات. وأضاف أن الضمانات الأساسية في معاملة السجناء غير متوفرة، مشيرا إلى مواصلة الاعتقال السري والسجن الانفرادي كأشكال للمعاملة غير الإنسانية

.

وقالت المنظمة إن الكرامة الإنسانية سقطت ضحية الحرب الأميركية على الإرهاب، مشيرة إلى أن سياسات وممارسات واشنطن أدت إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وأعطت سابقة خطيرة دوليا

.

ودعت المنظمة الكونغرس الأميركي إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في سياسات الاعتقال والاستجواب التي تنتهجها أميركا، كما دعت إلى تعيين مستشار خاص مستقل لإجراء تحقيق مع المسؤولين الذين توجد أدلة على تورطهم في جرائم لها صلة بالتعذيب والاختفاء والمعاملة غير الإنسانية والمهينة

.

في هذه الأثناء أدلى جندي أميركي أدين بالفعل بارتكاب انتهاكات في فضيحة سجن أبو غريب، بشهادة الجمعة قال فيها إنه الشخص الذي قام بتوصيل أسلاك إلى جسد سجين عراقي عار مغطى الرأس لمعرفة أماكن جثث أربعة جنود أميركيين وتحديد هوية قاتليهم

.

وقال إيفان فريدريك الذي كان يتحدث كشاهد في محاكمة المجندة صبرينا هارمن المتهمة بوضع أسلاك على السجين، إن أحد المحققين طلب أن يتم حرمان السجين من النوم قبل استجوابه في اليوم التالي

.

يأتي ذلك بينما تواصلت في أفغانستان وعدد من الدول الإسلامية مظاهرات الاحتجاج على تدنيس المصحف الشريف في معتقل غوانتانامو من قبل محققين أميركيين

.

وبلغت موجة الاحتجاجات ذروتها في أفغانستان حيث قتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وأصيب العشرات في مظاهرات غاضبة بعدة ولايات أفغانية اشتبك فيها المتظاهرون مع قوات الأمن، لترتفع إلى 17 قتيلا و100 جريح حصيلة التظاهرات التي نظمت في أفغانستان

.

كما انتقلت موجة الاحتجاج من أفغانستان إلى باكستان المجاورة، حيث شهدت مدن عدة مظاهرات أحرق خلالها المتظاهرون العلم الأميركي مطالبين حكومتهم بوقف مساعدتها للولايات المتحدة في حربها على ما تسميه الإرهاب

.

وطالبت الخارجية الباكستانية واشنطن بتقديم تفسير حول الموضوع في حين طالبها البرلمان الباكستاني بتقديم اعتذار

.

وتوالت ردود الفعل الغاضبة ومظاهرات الاحتجاج في عدد من البلدان العربية والإسلامية على تدنيس المصحف الشريف، حيث دعا مجلس أمناء الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين المنعقد في بيروت الولايات المتحدة إلى محاكمة المتورطين والاعتذار للمسلمين

.

من جانبه ندد حزب الله اللبناني بسلوك المحققين الأميركيين في غوانتانامو، وقال في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه إن هذا الفعل يؤكد حجم الاستهداف الأميركي للأمة الإسلامية دون مراعاة لأي حرمات ومقدسات. من جهته طالب المرشد العام للاخوان المسلمين في مصر وجماعة الإخوان المسلمين في سوريا الحكومات ومنظمات وهيئات المجتمع المدني في العالم العربي والإسلامي بتحمل مسؤولياتها تجاه العدوان على المصحف الشريف. وحذرت القيادة الشعبية الإسلامية العالمية برئاسة العقيد معمر القذافي من التداعيات الخطرة لتدنيس المصحف، وقالت إنها قررت إرسال مساعد قائدها لويس فرقان إلى معتقل غوانتانامو لمقابلة السجناء والمسؤولين هناك للتأكد من صحة ما حصل

.

وصدرت إدانات مماثلة من الحكومة اليمنية كما انطلقت تظاهرات غاضبة في الأراضي الفلسطينية والخرطوم. وفي بغداد شدد خطباء الجمعة في المساجد على ضرورة التصدي لمثل هذه الأفعال، منددين في الوقت نفسه بتصرفات جنود الاحتلال في العراق. وإزاء موجة الاحتجاجات هذه دعت الولايات المتحدة إلى ضبط النفس، وقالت إنها ستجري تحقيقا حول فحوى التقارير التي تفيد بإقدام جنود أميركيين على تدنيس المصحف الشريف

.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان في ندوة صحفية إن واشنطن تأخذ الموضوع على محمل الجد, مشيرا إلى أن وزارة الدفاع تجري تحقيقا

عن صحيفة : القناة

.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *