Home»Correspondants»الدول والإنسان والحيوان

الدول والإنسان والحيوان

0
Shares
PinterestGoogle+

د.محمد صالح المسفر

:

تشير الكثير من الدراسات والأخبار على امتداد العالم إلى الاهتمام الفائق بالحيوان الأليف في المجتمعات الأوروبية، فقد وضعت لهذه الحيوانات الأليفة كل مبررات الحياة الكريمة فلها حقوق لايجوز الاخلال بها ولها حدائق للتنزه وفنادق خمس نجوم لقضاء الايجازات السنوية عند غياب الأهل، وعيادات طبية نفسية وعلاجية ومراجعة الطبيب كل ثلاثة أشهر ومسكين المواطن العربي الذي لايحق له مراجعة الطبيب إلا عند الشعور بقرب الأجل

.

في أوروبا عجائب وغرائب عن الحيوان (الكلب والقط والعصفور والقرد وشملت اسماك الدولفين.. الخ) تقول الصحافة الغربية إن ملكة بريطانيا استيقظت ذات يوم ودعت كلبها لتلقي عليه تحية الصباح كعادتها كل يوم، فلم يرد عليها. ذهبت إليه فلم يبادلها التحية كعادته، استدعت طبيبه الخاص للكشف عليه فوجده سليما وأمر بتحويله إلى طبيبه النفساني أجريت لذلك الكلب كامل الفحوصات ووصف له العلاج، ولكنه لم يتحسن فاستدعى له ثلاثة أطباء متخصصون في علم النفس لأن الكلب مصاب بحالة اكتئاب شديد

.

كان وصف العلاج لهذا الكلب المحظوظ في غاية الرفاهية والرقي، موسيقى هادئة وحفلات راقصة، تنزه في الحدائق وتزويده بالعاب ملونة تتغير ألوانها وأشكالها وأحجامها باستمرار، تنزه على شاطئ النهر عند الشروق وقبل الغروب. لم يكن حال الحيوان والطيور في اليابان بأقل من حال أشقائه في أوروبا، فقد أوردت الصحف اليابانية في العام الماضي أن صاحب قطة أغلق باب شقته عليها في صبيحة ذات يوم وخرج إلى عمله وعاد متأخرا إلى منزله في المساء فوجد على باب مسكنه مذكرة تدعوه لمراجعة أجهزة الدفاع المدني في مدينته، ذهب مستغربا للأمر، فوجىء بأخبار قطته وما أصابها ووجد انه قد حجز لها مكانا في احد الفنادق الخاصة بهذا النوع من الكائنات، اخذ عليه تعهد بعدم ترك قطته منفردة في منزله عند غيابه عن المنزل لفترة تزيد على الساعتين حفاظا على نفسية القطة وصحتها. لكن المحكمة لم تكتف بهذا التعهد لهول الفعل الذي جعل تلك القطة الحبيسة ترفع صوتها – مواء – استغاثة لانقاذها من العزلة الأمر الذي جلب انتباه الجيران واقلق راحتهم، ليس ذلك فقط ولكن صاحب الهرة خالف قواعد ونظام الرفق بالحيوان، وعلى ذلك حكمت عليه المحكمة بدفع غرامة مالية لصالح القطة الى جانب ذلك التعهد

.

(2)

ــ لماذا هذا الاهتمام عند الكثير من الغربيين بالحيوانات بينما ينعدم ذلك الاهتمام في العالم العربي، في اعتقادي أن الإنسان في الغرب اكتملت حلقة حياته – نظام سياسي مستقر، رعاية اجتماعية فائقة، تعليم متميز، عناية صحية فائقة، أمن واستقرار – أما الإنسان العربي فان كل ما ذكر أعلاه منعدم في هذا الجزء من العالم، الإنسان العربي مهدد في حياته وحياة أسرته، مهدد في قوت يومه وفي مواطنيته رغم قسمه بأغلظ الإيمان بأنه مواطن صالح. المواطن العربي مشكوك في ولائه وانتمائه ومواطنيته مشكوك في ثقافته وعبادته وتقواه. المواطن رهينة رضا السلطان، والوطن ومن عليه وما في جوفه مرهون لسلطان اكبر هو الامبراطور الجديد بوش الابن.

لقد شاهدت الإمبراطور جورج بوش الابن – وهو يحمل كلبه الأسود قبيح المنظر يتنقل به في طائرة الرئاسة ويستقبل ضيوفه الرسميين وهو إلى جواره. أحيانا ينصرف الرئيس بوش الابن عن ضيوفه القادمين من دول غرب آسيا لمداعبة كلبه والحديث إليه حتى لا يصاب باكتئاب نفسي من ضيوف الإمبراطور بوش القادمين إليه لتقديم فروض الولاء والطاعة وتقديم التقارير عن سلوك المواطن العربي المغبون

.

لهذه الأسباب وغيرها لا يجد الإنسان العربي وقتا لاقتناء الحيوانات الأليفة والاهتمام بها. لأنه هو في حاجة إلى من يهتم بأمنه وكرامته وإنسانيته وعدم المساس بأحاسيسه وشرفه

.

(3)

ــ قد يسأل القارئ الكريم عما دفعني للحديث اليوم عن الحيوانات والرفق بها، أسارع إلى القول، إن الصحفية الصاعدة تغريد سلمان أجرت تحقيقا نشر في صحيفة الشرق في 20 أبريل عنوانه عيادات في الدوحة لعلاج الأمراض النفسية للحيوانات وقد أبدعت الآنسة تغريد في هذا التحقيق، وتجلى الدكتور خيري عوض في شرح حالة الحيوان النفسية.

ورحت أتساءل هل توجد مؤسسات في دول مجلس التعاون الخليجي تعتني بالمواطنين المصابين بالأمراض والاضطرابات النفسية من جراء الكثير من الأزمات التي يعيشها هذا المواطن؟ انه حبيس أزمة ديون لاقادر على الوفاء بها إلا الله والنظام السياسي، وأحسنت صحيفة الوطن القطرية في عددها 4/20 (منوعات الوطن) عندما تناولت هذا الشأن ولو على استحياء

.

أزمة المواطنة التي أصبحت تتناقلها وكالات الأنباء العالمية والإقليمية بالمعقول وغير المعقول وأزمة ثقة بين الحاكم والمحكوم. والحق أنها سلسلة من الأزمات تلاحق هذا المواطن الخليجي وكأنها صيحة عليه من الله

.

<

آخر دعائي:

يا رب لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، يا رب انزل الرحمة والرأفة في قلوب ولاة أمرنا للرأفة بنا، وارزقهم حبنا، وارزقنا طاعتهم انك على كل شيء قدير

.

عن جريدة : الشرق القطرية

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *