التقدم هو ضد التأخر والتخلف والتراجع ، وهو حركة إلى الأمام تستهدف الازدهار والتحول ، من
وضعية قائمة غير مرغوب فيها ،إلى وضعية أرقى وأفضل.وهو يعني أيضا التطور والنمو التدريجي في مجالات
متعددة ، كالاقتصاد
، والمعرفة العلمية ، والتكنولوجيا ، والصناعة وغير ذلك من المجالات ذات القيمة التنموية …. أما الحجاب فهو ستر
المرأة بما يمنعها من الاختلاط بالأجانب .وهو نوعان : حجاب بعدم الخروج من البيت إلا
لحاجة ، أو
لضرورة عمل …لقوله تعالى { وقرن في بيوتكم ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى…}(سورة الأحزاب 33) وحجاب
باللباس ويشترط فيه أن يكون ساتر للبدن كله ، غير كاشف ولا شفاف ، وليس بضيق يسمح بوصف تفاصيل وتقسيمات الجسد . لقوله تعالى :{ يا أيها النبيء قل
لأزواجك وبناتك ونساء المومنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يوذين وكان الله غفورا رحيما }(سورة الأحزاب 59) .

وبهذا تكون المرأة
بعيدة عن الأطماع ، والريبة ، وأسباب الفساد والفتنة …قد يبدو غريبا ربط الحجاب بالتقدم ، لدى
العديد من
الذين دأبوا على مهاجمة الحجاب ،لأن فكرهم الضيق ، وتصورهم المحدود ، يحجب عنهم الرؤية المستقبلية للحجاب ،
كثورة عارمة على التخلف ، وكطريق يؤدي حتما إلى التقدم . إن الإسلام عندما سمح للمرأة بالخروج للصلاة
إلى المسجد لقوله صلى
الله عليه وسلم : (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) . وعندما سمح لها بالعمل خارج البيت ، ورعاية مصالحها ومزاولة تجارتها وصناعتها ، التي قد تحتم عليها الدخول ،
في علاقات مع الرجال الأجانب . احتاط
لها ، ليحميها ويصونها من عبث ومجون الذين في قلوبهم مرض ، ففرض عليها الحجاب ، لأن اللحم المكشوف
والزينة المثيرة والتبرج … كل ذلك .يثير
الفتنة ويهيج الشهوات ويدفع إلى الخروج عن الجادة . فتضيع مصالح المرأة ، ويضيع معها العفاف والحياء
وطهارة القلوب …فتكون المرأة هي الخاسر الأكبر. إن الحجاب ثورة لم يقدر أعداؤه قيمتها ، وحرية لم تدرك الإنسانية أبعادها . لأن المرأة عندما
تتحجب ، تستطيع الخروج إلى الشارع ومواجهة المجتمع ، وهي كلها ثقة بنفسها .لا تخاف من إذاية مرضى القلوب والمفسدين . لأنها لا تحمل معها أسباب
الفتنة والفساد ، من تبرج وزينة وروائح وغيرها من الأمور، التي تهيج الشهوات وتستثار بها الغرائز الليبيدية .إن المرأة المتحجبة ، التي
تفهم الحجاب بهذا الشكل تكون أكثر حرية وأكثر نفعا لنفسها وللمجتمع ، من غير المتحجبة .لأنها وهي في
الشارع لا
تتعرض للمضايقات والتحرشات ، التي قد تربكها وتقلل من عطائها وأدائها المهني أو العملي …

إن الحجاب يكسب
المرأة الحرية ، والحرية تدفع المرأة وتشجعها على المشاركة أو المساهمة في بناء المجتمع وتنميته .إن المجتمع
، إذا فهم دور الحجاب
بالشكل الذي ذكرناه، وساهم في نشره والدعوة إليه ، يكون قد ساهم في تحرير المرأة وإدماجها في التنمية
وإعطاؤها فرصة لترجمة قدراتها العقلية والعلمية ، إلى حركة تقدمية ترفض الواقع المتخلف وتبني واقعا أفضل ، وأكثر تقدما.