صدر مؤخرا للدكتور يحي صالحي كتاب « رسالة في الجمل » للشيخ بدر الدين بن قاسم المرادي المتوفى سنة 749هـ (تقديم وتحقيق).
وقد حرص المحقق على تقديم وتحقيق هذه الرسالة في الجمل مستعيناً بما استطاع الوصول إليه من المصادر التي استقى منها المرادي تعليقاته وتخريجاته النحوية.
وتُعد هذه النسخة التي اعتمد عليها المحقق من النسخ الفريدة التي تحتفظ بها مكتبة جامعة ليدن بهولندا. اعتمد الدكتور يحي صالحي في تحقيق هذا المخطوط بنسخه أولاً وضبط أواخر الكلمات وأحياناً ضبط الكلمة كاملة حين يحتاج السياق ذلك، إضافة إلى تخريج الآيات والأبيات الشعرية والأرجاز والأمثال، معرفاً بالأعلام المشار إليهم في المتن معتمدا في ذلك على الهوامش باعتبارها وسيلة هامة للشرح والتعليق. وختم المحقق منهجه في هذه الرسالة بوضع فهارس عامة للنص لتيسير الرجوع إليه.
ويبدو -كما أشار إلى ذلك الأستاذ المحقق- أن هذه الرسالة عبارة عن سؤال وُجِّه للمرادي حول بيان الجُمل التي لها محل من الإعراب وهي طريقة معروفة لدى علمائنا قديما في تأليف مصنفاتهم.

افتتح المصنِّف رسالته بالحديث عن الجُمل التي لها محل من الإعراب وجعلها سبعاً وهي: الخبرية، والحالية، والمحكية بالقول، والمضاف إليها، والمعلق عنها العامل، والتابعة لما هو معرب، والواقعة جواب أداة الشرط. ثم انتقل بعد ذلك إلى الجمل التي لا محل لها من الإعراب وجعلها تسعاً وهي: الابتدائية، والصلة، والاعتراضية، والتفسيرية، وجواب القسم، والواقعة بعد أدوات التحضيض، والواقعة بعد أدوات التعليق غير العاملة، والواقعة جوابا لها، والتابعة لما لا موضع لها.
واعتمد المصنِّف في شرح هذه الجُمل على أبيات نظمها في الموضوع وِفق الطريقة التقليدية المعتادة.
وقد علق الدكتور يحي صالحي في تقديمه لهذه الرسالة بقوله: « ولئن كانت هذه الرسالة صغيرة في حجمها فهي كبيرة في موضوعها إذ اختصرت أنواع الجمل اختصاراً مفيداً وخدمت اللغة العربية خدمة جليلةً. وإن من يخدم اللغة العربية تأليفا أو تحقيقاً فإنما يخدم لغة القرآن الكريم ولغة السنة المطهرة ».