مسلسل سحب وتجميد وتعليق الاعترافات بالجمهورية الوهمية مستمر

الرباط20-10-2006 ( بقلم عبد الكريم الموس)عندما اعترفت كينيا في يونيو2005 ،أي قبل سنة تقريبا ب" الجمهورية الصحراوية" الوهمية احتفلت الجزائر بهذا المستجد باعتباره حدثا كبيرا واكبته حملة إعلامية تجاوزت كل المقاييس احتفت بفعالية الدبلوماسية الجزائرية ووجهت بطبيعة الحال سهامها للجار المغربي باعتباره المسؤول عن كل ما ليس على ما يرام. إنهما محوران تقليديان في كل حملة إعلامية من هذا القبيل لم يعد القائمون بها أو الواقفون وراءها يستطيعون تصور أحد محوريها دون الآخر.
واليوم وبعد أن أعلنت كينيا رسميا أنها علقت هذا الاعتراف لتصطف بالتالي إلى جانب الشرعية الدولية فإن المنطق يفرض على الجزائر أن تعترف بهذا الفشل الذريع لدبلوماسيتها وأن تقتنع أخيرا بأن قصر الاعترافات ب"الجمهورية الصحراوية" الوهمية ،والذي سهرت على بنائه مستفيدة من ظرفية معينة وبفضل طريقة إقناع ملتبسة يلعب فيها البترودولار على الخصوص دورا حيويا ، قصر من أوراق تتهاوى واحدة تلو الأخرى.
بل إن المسؤول السامي الجزائري الذي كان يتباهى قبل بضعة أشهر فقط أمام " المنظمة الوطنية للمجاهدين" بالجزائر العاصمة بكون جهود الجزائر ، والمقصود جهودها في مناهضة الجار المغربي، أثمرت عن أربعة وسبعين اعترافا ب" الجمهورية الصحراوية" ، هذا المسؤول ، مطالب اليوم بأن يتحلى بما يكفي من الشجاعة ليتراجع عن هذا التقييم. ويبقى عليه هو اليوم أن يقف على الحصيلة وإن كان توالي سحب وتجميد وتعليق الاعترافات لم يترك هناك حصيلة يمكن الوقوف عليها.
وبما أن قول الحقيقة في بعض البلاد غير مجد سياسيا فإن لا شيء من ذلك سيتم والجزائر ستظل حبيسة هذه الارقام ، أرقامها هي ، بالرغم من أن المؤشر في هذا المجال غير وجهته.
ولن تقول لنا الدبلوماسية الجزائرية أيضا شيئا عن الطريقة التي تمكنت بها من تحقيق هذه " المنجزات" مع أن الأساليب المستعملة لم تعد تخفى على أحد بسبب بساطتها ، إنها تحمل إسم الطريق السياسي القصير. فالدبلوماسية الجزائرية تستهدف فريستها وهي عادة فريسة سهلة ووديعة فتنصب الفخ ثم تقوم بعملية سطو مسلح بالبترودولار .
غير أن ما يتم إغفاله في هذا السيناريو الذي استعمل بشكل متكرر ومبالغ فيه هو أن عجلة التاريخ تسير إلى الأمام وليس إلى الخلف أو في اتجاه منحرف . لقد تم على الخصوص إغفال أن المشهد السياسي الدولي ليس آلة ميكانيكية يمكن تفكيكها وإعادة تركيبها بحركة بسيطة حسب الظروف خصوصا إذا كانت البضاعة المعروضة فاسدة ومسارها فاسد أيضا.
لقد تمكنت المبادئ العالمية والأخلاق السياسية في نهاية المطاف من أن تغطي على طبول التفرقة والخلاف من أجل الخلاف والحسابات القائمة على المصالح الوطنية في أضيق نطاق .إن الزمن زمن الرصانة والهدوء.
وسيقف المحلل على أنه من هذا المنطلق فإن الجزائر لم تأخذ موقعا على خريطة الجدية والرصانة والهدوء الدولية وأن طائرتها الدبلوماسية مازالت تحلق خارج هذا الإطار
و.م.ع.
Aucun commentaire
l’algerie et le maroc….les frères qui n’étaient et qui ne seront jamais ennemis…ils faisaient semblant d’avoir qques probleèmes du genre primaire afin qu’ils auront les armes necessaires pour ne plus etre dominer dans le bassin mediterraneen.politique reussite. chapeau hassan II.