Home»Correspondants»استهداف شعر الداعية عائض القرني أم استهداف دعوته ؟؟؟

استهداف شعر الداعية عائض القرني أم استهداف دعوته ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

من المعلوم أن الاستنقاص من شأن الشعر الإسلامي هو دأب الكثير من الذين يخفون ما لا يظهرون نحوالإسلام ، أو حتى الذين لا يتورعون عن إظهار الضجر والضيق منه إلى درجة العداء الذي يصب جام غضبه على المنتسبين إليه كلما سنحت الفرص.

ولقد سن المستشرقون للمستغربين من بني جلدتنا سنة اعتبار القصيدة الإسلامية من سقط الشعر ورديئه لحاجة في نفس الاستشراق الذي يقلقه التغني بقيم الإسلام سواء تعلق الأمر بالقصيد المتمحض للذات الإلهية أم لشخص الرسول الأكرم أم للجهاد أم لباقي قيم الإسلام . ولقد حكم الاستشراق والاستغراب معا على قصائد في مدح الرسول الأعظم عند أمثال حسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحة وغيرهما بالضعف مقابل الإشادة بخمريات وغزليات وجاهليات غيرهم من الجاهليين ومن غيرهم ممن عاش بعد عصر النبوة ليتغنى بالجاهلية . ونفس الحكم يطلق على مدائح الشاعر الإمام البوصيريى في الرسول الأكرم. والغاية من الاستنقاص من شأن القصيدة النبوية هو النيل من الدعوة الإسلامية. ولقد سن أصحاب انتقاد الشعر الإسلامي قاعدة يقدسونها ومفادها أو مقالها :  » أعذب الشعر أفجره  » إذ تروقهم المضامين التي تتغنى بالفجور، ولا يقبلون مضامين القيم الإسلامية لأنها لا تثير غريزة ، ولا تبيح أعراضا ولا تجيزمحرمات.
وسيرا على دأب المستهدفين للدعوة الإسلامية يأتي نقد كل من قينان الغامدي ، وعبده خال ، وأحمد العرفج لقصيدة الشاعر عائض القرني بعنوان  » لا إله إلا الله  » التي غناها المطرف السعودي محمد عبده والتي وصفت من طرف هذا الثالوث بأنها لا تمت بصلة للشعر وأنها محض نظم شريف زراية ونكاية بمضمونها الإسلامي. فلو أن عائض تغنى بالطرف الكحيل الناعس بالدعج والغنج ، والنهد الكاعب ، والخد الصقيل ، والسالفة السابحة في الهواء ، والخصر الضامر ، والساق المرمري وهلم جرا لقيل إنه جاء بيتيمة الدهر ، ولكنه لما جاء بلا إله إلا الله لم يتجاوز قوله النظم الشريف. ولما رد الشاعر عائض على نقدهم الفج بما يناسبه ـ والرجل معروفة بخفة دمه ودعابته وما هو بالهماز ولا اللماز كما وصف بهتانا ـ ثارت ثائرتهم ووصفوه بكل وصف مشين حتى اتهمه أحمد العرفج بالمغفل والمغرور والمكتسب بدين الله ، وبداعية الفصفص. وسبب ردة الفعل هذه أن الشاعر عائض عندما بخسوا قصيدته حسدا من عند أنفسهم وقد أقبل عليها مطربهم وذاعت في الناس فضل عليهم بذوقهم الفج المريض ذوق عجوز نيجيرية شغلها لا يتجاوز بيع الفصفص كناية عن بساطتها وليس تعريضا بشغلها كما فهم حذاق الشعر في شبه جزيرة العرب في زمن التردي والانحطاط والانبطاح ، وقدوا بذلك تهمة للقرني زعموا فيها أنه من دعاة المكابرة والعنصرية البغيضة وأنه سليط اللسان في شهر إمساك اللسان الذي تصفد فيه حتى الشياطين . وقال العرفج وقد فوض لنفسه الحديث باسم زميله خال ، و دخل الحلبة فضولا إنه يحترم العجوز النيجيرية ـ وهي عجوز مجازية ـ أكثر مما يحترم الداعية القرني لأنها شريفة مكافحة ،وكأن القرني طعن في شرفها ، وعرض بكفاحها وهي تطلب رزقها ببيع الفصفص.

والعرفج بدفاعه عن العجوز اللنيجيرية المجازية إنما ينتصر لزميليه الغامدي وخال وقد فاق ذوق العجوز النيجيرية ذوقهما في الشعر على حد تعبير القرني الذي أصاب المحز. وذكر شرفها وكفاحها إنما هو تعريض بالقرني الذي وصفه على حد قول عبد الله بن المبارك بمن يكتسبون بدين الله. ولو علم عبد الله بن المبارك بمن يستنقصون من شأن قصيدة لا إله إلا الله لنعتهم بأبشع النعوت .
وهكذا تنكشف الغاية من استهداف قصيدة عائض القرني وهي عبارة عن استهداف لدعوته لما في شعره من غناء بالقيم الإسلامية التي تبخس أمامها كل القيم الفاسدة من المحلي والمستورد كما تستورد دنان المعتقة ولافائف التبغ الأصفر والرقيق الأبيض وكل أصناف القيم الغربية الإباحية من عواصم الغرب إلى العواصم العربية المستغربة . ولنا في المطرب كات ستيفنس عبرة حيث كان نجما ساطعا عندما كان يتغنى بالقيم الغربية ، فلما أسلم وحسن إسلامه وتغير اسمه من قط إلى يوسف الإسلام ،ورفع عقيرته بكلمة التوحيد مغنيا بها أفلت نجوميته ، ومجته الأذواق المريضة التي يفوقها ذوق بائعة الفصفص النيجيرية على حد قول الشاعر عائض لا فض الله فاه.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *