حول قصة المجدوب للاستاد مباركي – واعنونها ب المجدوب ورجال البلاد

مر بخطا مسرعة رفقة صديقة من المدينة القديمة الى الشارع الرئيسي التي كانت تزينه الواجهات الزجاجية. فرغم قلتها الا انه كان يحس انه في شارع رئيسي. لم يسبق له ان مر من هده المحلات التجارية الا بعد حصوله على الشهادة الابتدائية وانتقاله الى الثانوية .وللاشارة فلم تكن تسمى دلك الحين بالشهادة الابتدائية ولكن كانت تعرف بقسم الملاحظة. لقد كان مطبوعا بالجدية لانه كان مجتهد قسمه وقد حصل هده السنة على لقب سلطان الطلابة والتتويج كان من معلمه فقط. فرغم قدومه من القرية الصغيرة كان مجتهدا ويتدكر حياته الماضية وجميع من طبعوا حياته بطابع ما.يتدكر يوم ان وصفه مدير المدرسة بالقروي لانه كان تقلبديا في لباسه وكلامه فالعربية المختلطة بالامازغية كانت هي الغالبة عليه. لدا لقبه اقرانه بالقروي .هدا اللقب غرس في روحيه العزيمة على الدهاب بعيدا في الحياة فقد حصل على الرتبة الاولى في المدرسة. مما مكنه من ولوج هده التانويةالمشهورة بالمدينة. لنمر على الشارع الدي يؤدي الى محطة القطارهكدا اشار عليه صديقه الجديد. هدا الاخير الدي كان يعرف جميع الشوارع واسمائها بحكم سكن ابيه الوظيفي .وهما يمران بالقرب من السينما .لفتت انتباهه كتابة عريضة مكتوب عليها مجاديب رجال البلاد.
قفز بسرعة من جوار صديقه المتحضر في مشيته وقصد الواجهة الزجاجية. اه انها صور مجاديب المدينة انظر يا صديقي انها صورة عمي صالح نعم عمي صالح بسلهامه ورزته والعصا التي لم تكن تفارقه الابعد الهيجان تقاسم وجهه هي هي اه انه فنان فتوغرافي الدي التقط هده الصورة .انا اجزم انه من المعمرين هم الدين كانوا يملكون مثل هده الالات. اعد ياصديقي قلت بانه كان يلقي بعصاه عندالهيجان اتعني انه كان خطيرا ؟ لا يا صديقي لم يكن كدلك. بل كان مسالما لا يتكلم الاعند الحاجة .كان دائم الاستغفار بسبحته الطويلة. وكنت تنسج عنه العديد من الاساطير كقدومه من جنوب الصحراء ودهابه الى الحرم المكي للصلاة وهو ما لم اكن اومن به على الاطلاق.اتدكر يوما انه قصد منزلنا من اجل طلب رغيف الخبز وشربة ماء .فنهرته امي بشدة وطلبت منه عدم الرجوع مرة اخر. نبهت جارتنا امي لانها كانت تطل من النافد وقالت لها اطلبي التسليم اطلبي التسليم. فمحظوظ من يدق عليه سيدي صالح. لقد اتى الخير الى بابك ورميت به. طلبت امي التسليم وارسلتني اليه محملا بالاكل والماء. لكنه رفض تسلمه واستمر في المشي والدكر لقد تلفظ بكلمات لم اعرفها لحد الساعة. عدت من جديد الى امي فانهارت وبكت. في يوم اخر قصدنا مرة اخرى .واخرجت امي القدر بمافيه واعطته له لكنه اكل منه شئء بسيطا ورده الينا اتدكر يومه ان امي ارغمتنا على الاكل. لقد رفضت الاكل لاني شهدت اصابعه المتسخة وهي تغمس في المرق .فاشارت اي امي انني ان رفضت الاكل من الصحن فساحرم من بركة سيدي صالح فاجبتها عن اي بركة تتحدثين. وانصرفت الى غرفتي الضيقة لانجز التمارين الرياضية. كانت تنتابه من حين لاخر نوبات يخرج تحت تاثيرها الى الربوة المطلة على المدينة .ويصيح باعلى صوته هو هو هو…
اما انا فلم اكن اتبع اقراني من الحي ولم اكن اتسابق معهم من اجل الضفر بالعصا او التسبيح .فمحظوظ من يحصل على جزء منهما. وفي اخر ايامه انتابته النوبة وكنا في عطلة وسرعت مع اصدقائي من اجل مشاهدة عمي صالح وهو يصيح ويتكلم بصوت غير مفهوم حتى غابت الشمس ورجع سكان الحي وبقي هو في مكانه حيت وجد ميتا في الصباح. لقد دفن في مكانه واصبح ضريح يزار من طرف النسوة. والصورة الثانية لمن تكن يثرى ساله صديقه وهو متاثرا من الوصف الدي اعطاه لصالح المجدوب .فاجابه الصورة لرقية ميميس التي كانت تتخد من ضريح الوالي الصالح مقرالها. وكانت النسوة الزائرات يقدمن اليها الصدقة والثوب والسكر ويشترين منها الحريف .من اجل الحصول على الدرية .لم تكن النسوة يكلفن انفسهن الدهاب عند الطبيب لمعرفة سبب عدم الانجاب انها الامية .سميها ما شيت المهم انا لا اومن بهد التخاريف رد عليه.والصورة الثالته هيي لزوجها الزكراوي الدي كان يشتغل في جمع الازيال كان يجوب الازقة والدروب الضيقة ببغله الضخم .كان يسمى بغل البلدية قبل ان تستعمل الشاحنات في نقل الازبال من طرف مصالح البلدية. كان الزكراوي عندما ينتهي من جمع الازبال ورميها بالمكان المخصص والدي تحول الان الى حي صناعي يمر على رقية ميميس ليرافقها الى المنزل. كان يقوم بهدا بشكل روتيني حتى اصبح مقعدا ووفته المنية بعدها بايام قليلة من وفاتها. ياخي حدثني على الصورة الرابعة ولننصرف لان وقت الدراسة قد حان. لا يعباء لكلامه. ويستمر في السرد الخامسة للمجدوبة عيدة التي اتخدت من مقهى الجلود مكانا دائم لها .فكانت فصيرة القامة تدخن وتشرب الشاي مع رواد المقهى. اما النسوة اللواتي يمرن بجانبها فياخدن ما يستحقن من سب وشتم واستهزاء ( الرجل خدام ومدام تريني في السوق الله ايبهدلكم) وبقيت على هده الحال الى ان توفيت. والسادسة ؟ السادسة للدعرة هدا الاخير ما ان يسمهعا حتى يخرج الاحجار والطوب من جيوبه ويبداء في الضرب كل نت يصادفه وفي كل اتجاه . اه اتدكر لما كنا صغارا وكنت ادهب مع رفاقي الى السوق قبيل المغرب لكي نستهزء من هؤلاء المتواجدون على هده الصور.ومحاولة استمالتهم من اجل الجري ورائنا. والصورة الثامنة للميولد النهي والتاسعة للبودالي والعاشرة لتهي عبار التروتوارات…..
خرج صاحب المحل وطلب منهما الانصراف لانه كان يريد ان ينظف واجهة محله التي كانت مختصة في تعليم الساقة وطلب منه صديقه الرجوع بعد الانتهاء من الدرس ليستكمل له قصص المجاديب التي كانت تزخر بها المدينة .فقال له لك دلك وانصرفا على امل الرجوع ولو بعد حين.وبعد مرور عدة ايام نشرت هده الصور بكاملها في جريدة كانت تسمى انداك اخبار السوق .فاشتراها الموضف السامي وحملها الى منزله وما ان شهدها ابنه حتى قال لابيه انهم مجاديب رجال البلاد الدي حدثني عنهم صديقة القراوي




Aucun commentaire