Home»Correspondants»اسم بمسمى /1 مالك بن نبي ومشكلة الأفكار….مدخل لصياغة المشروع الحضاري

اسم بمسمى /1 مالك بن نبي ومشكلة الأفكار….مدخل لصياغة المشروع الحضاري

0
Shares
PinterestGoogle+

يعتبر آرثر لوفجوي حسب موسوعة ويكيبديا مؤسس علم تاريخ الأفكار عند الغرب بامتياز بفضل إنجازه لمقاربات مرتكزة على مفهوم الوحدات الفكرية الثابتة التي تنفصل وتلتحم لتنسج متواليات تحولية تعيد ترتيب العلاقات والترابطات من حولها كما يعتبر أيضا مالك بن نبي مؤسس علم تاريخ الثقافة في المشرق العربي وابن خلدون العصر الذي لايكرر نفسه نظرا لاشتغاله على نسق فكري اقتناعي وإقناعي يوظف مفاهيم جديدة في قاموس الحضارة العربية الإسلامية كمفهوم القابلية للاستعمار والمعرفة التاريخية وأصالة الأفكار وفعاليتها والأفكار الميتة و الأفكار المميتة ونهاية القوة وعلاقة الحق بالواجب وعالم الأشياء و الأشخاص والأفكار… فمن يكون مالك بن نبي؟
وكيف عالج منهجه النقدي المتسم بالحفر في الجذور والنبش في الأطراف الدقيقة مشكلة الأفكار…

في أفق صياغة مشروع حضاري للأمة العربية الإسلامية؟
مالك بن نبي مفكر التغيير وأستاذ الأجيال ازداد في سنة ولادة العباقرة 1905 وكرس كل حياته الفكرية للبحث عن أسباب الهيمنة الأوربية ونتائجها السلبية والكشف عن نوايا سياسة الاحتلال الفرنسي وقابلية الأمة للاستعمار وأفاض في إبراز أعراض مرض الكلام الذي أصاب الرؤوس المثقفة وبحث في اختلافات أنظمة الأفكار ومعالجتها لقضايا الحضارة والعمران البشري في دراسات قيمة أغنت رفوف المكتبة العربية منها على سبيل التمثيل لا الحصر » الظاهرة القرآنية » 1946 و » شروط النهضة » 1948 و » وجهة العالم الإسلامي »1954 ومشكلة الأفكار في العالم الإسلامي في القرن العشرين ومذكرات شاهد على القرن 1967 …
يعتبر مالك بن نبي أن مشكلة الأمة مشكلة حضارية بالأساس ف » مشكلة كل شعب هي في جوهرها مشكلة حضارية ولايمكن لشعب أن يفهم أويحل مشكلته ما لم يرتفع بفكرته إلى الأحداث الإنسانية وما لم يتعمق في فهم العوامل التي تبني الحضارات أوتهدمها » فمنطق الأفكار عند ابن نبي يميل نحو المنحى الحضاري من خلال تثبيت مقولة إرادة الحضارة ومقولة السلطة التي تستهدف من خلال دال الصراع الفكري إقصاء الطاقة الحيوية المحركة للمجتمع ونبذ الأفكار النيرة الأصيلة والاستهانة بجوهر الفكرة ومنتج الفكرة والتركيز على الانكسارات بدل التطورات…فالحضارة في نظر مالك »مجموعة من الشروط المعنوية والمادية التي تتيح لمجتمع ما أن يوفر جميع الضمانات الاجتماعية لكل فرد يعيش فيه » فالحضارة نتاج فكرة جوهرية قوامها البناء والإنتاج لا التكديس ومفاعلها الحيوي الدين ومعادلة التفوق فيها إنسان+تراب+وقت= ناتج حضاري ومراحلها الحاسمة

1-مرحلة الوهج والاندفاع أومرحلة الروح.

2- مرحلة الاستقرار والفعل أو مرحلة العقل.

3-مرحلة الغرائز.
ومقياسها » لايقاس غنى المجتمع بكمية مايملك من أشياء بل بمقدار مافيه من أفكار »لأن بناء الإنسان أفضل من صناعة الآلة ولأن « التاريخ ليس مجرد أحداث متراكمة بل هو بصمات المجتمعات الحية على صفحة الزمن …وصناعة التاريخ لا روايته من اختصاص الرجال الرساليين » والمدخل إلى الحضارة ملء الفراغ الكوني بالعمل وخلق التوازن بين عالم الأشياء وعالم الأشخاص وعالم الأفكار والأفكار عند مالك هي الحقائق الكونية الكبرى ف »إما أن ينظرالانسان حول قدميه أي الأرض وإما أن يرفع بصره نحو السماء والطريقة الأولى تؤدي إلى شغل فراغ الإنسان بأشياء أي أن نظرته المتسلطة تريد أن تستحوذ على أشياء بينما الثانية تؤدي إلى شغل هذا الفراغ بالأفكار أي أن نظرته المستفسرة ستكون في بحث دائب عن الحقيقة » ويشي هذا الحفر المعرفي للأفكار الذي يمارسه جدل ابن نبي بتصانيف متباينة للمجتمعات والأفكار
فهناك المجتمع البشري البدائي والمجتمع البشري التاريخي وهناك الأفكار المطبوعة الأصيلة والأفكار الموضوعة المتوافقة مع الصنف الأول والأفكار الميتة التي » خذلت أصولها وانحرفت عن نموذجها المثالي ولم يعد لها جذور في محيط ثقافتها الأصلي »والأفكار القاتلة المميتة التي « فقدت جذورها » وصارت سامة وطارئة وحاضنة لفكرتي القابلية للاستعمار ووجه الاستعمار …إنها نفايات فكرية للغرب بهرتنا فاعتقدنا أنها جوهر الحضارة والأفكار الصادقة الفعالة الحية البانية للحضارة والأفكار الوثن التي يتحول فيها الولاء من الفكرة إلى الشخص ويتخلى فيه عن الواجب في انتظار الحق وعودة صلاح الدين وتحول زردة الصوفية إلى زردة انتخابية …

وبعد هذا التوصيف الرائع لواقع الأمة وأزمتها الثقافية والحضارية والروحية يحاول شاخت العرب/مالك بن نبي تشخيص الداء على قاعدة أن  » الإسلام ليس وسيلة لتنويم الشعوب بشدها إلى ماضيها المجيد فقط بل هو قوة عاملة وحقيقة محركة تعيد الأمة إلى الحياة وتشدها إلى مصير الإنسانية المشترك »فطوق النجاة مرتهن بتجاوز أسباب البطء في النهوض كما عددها المفكر السوري الدكتور محمد العبدة في

1-اللاعنف أو الحياد السلبي أي الركون إلى التراخي وعدم مجابهة المحتل عسكريا وثقافيا.

2-القابلية للاستعمار.

3-الخلل الفكري وتهوين الأمور واستسهالها.

4-طغيان الأشياء أو فكرة التكديس وانزلاق الأحكام النوعية إلى أحكام كمية.

5-طغيان الأشخاص وتحويل القادة إلى أوثان تعبد.

6-طغيان الأفكار والهروب من الواقع.

7-العقلية الذرية المجزئة للأمور والمتأبية عن الإمساك بالصورة الكاملة وعلى الربط بين الأحداث.
بعد افتحاص مالك لمجموعة من الفرضيات أهمها مقاربة مشكلة الأفكار والحضارة بمنطق الجدل الهيكلي
القائم على أساس أن الأفكار وقائع اجتماعية حسب قانون تغير الأفكار والوقائع الاجتماعية أفكار حسب قانون تغير الأحداث وفرضية التأصيل الفاعل ومنطق التغير من الداخل المؤسس على الفكرة الدينية المتحكمة في التغيير الوارد في الآية الكريمة  » إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم » اهتدى مالك لمعادلة التفوق والنهوض بتبني تدبير مزدوج يستدمج المنطق الجدلي والثقافة الغربية من جهة والمنطق القرآني المبني على قانون الاعتدال والوسطية والتوازن بين عالم الأشياء مصدر القوة المادية وعالم الأشخاص مصدر الطاقة المحركة وعالم الأفكار مصدر القوة الفكرية والروحية البانية لصرح الحضارة وفق رؤية متكاملة تعتبر
أن كل فراغ روحي أو فكري لا تستغله أفكارنا وقيمنا ومبادؤنا يفجر أفكارا منافية ومعادية لنا لذا لامناص من ملء الفراغ الكوني بالتزود بالإيمان العملي و خلق الانسجام بين شرائح المجتمع وتمتين الروابط بين الفئات وعدم المطالبة بالحق إلا بعد القيام بالواجب والعودة إلى صفاء الفطرة وتغيير النظرة إلى الحضارة فهي تصنيع للأشياء وإنتاج لها وتبني اقتصاد أخلاقي إسلامي مرتكز على الزراعة والإنتاج الشامل.
المراجع
1- مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي.

2- شروط النهضة.

3-ميلاد مجتمع.

4-موسوعة ويكيبديا/ الموسوعة الحرة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *