رفض المغرب أخيرا وبشدة، تسلم فوج أول من السيارات يضم نحو 86 سيارة، أرسلتها له إسبانيا عن طريق مدينة سبتة المحتلة، في إطار مساعداتها للمغرب في مواجهة الهجرة السرية. ويعبر الموقف المغربي الرافض للتسليم عن طريق المدينتين المحتلتين، عن عدم إقراره بشرعية الاحتلال الاسباني للمدينتين.

وقال العربي المساري المتخصص في العلاقات المغربية الاسبانية، إن رفض المغرب نابع من كونه لا يعترف بأن هناك حدودا دولية بينه وبين مدينتيه المحتلتين، مضيفا أن الموقف المغربي يعبر بوضوح لا لبس فيه، عن كون مدينتي سبتة ومليلية محتلتين، وأن المشكلة لا زالت قائمة ويجب أن تحل، وفسر المساري احتجاج المغرب على السلوك الاسباني بأنه لا ينبغي أن يستغل ملف الهجرة السرية من الطرف الإسباني لترسيخ وضع استعماري غير مشروع ولاقانوني. وأكد المساري أن السلوك الإسباني مبيت ومدبر ومتكرر، يستهدف ترسيخ واقع لا يمكن القبول به أو السكوت عنه، مشيرا إلى أن أي تعاون بين المغرب واسبانيا في مثل هذه الحالة يجب أن يكون عن طريق المنافذ الحدودية المعترف بها دوليا بين الدولتين.

وأوردت جريدة الشرق الأوسط في عددها ليوم أمس أن مندوبية الحكومة المركزية في المدينة المحتلة صرحت أن السيارات ستظل في ميناء سبتة، ريثما تصل باقي السيارات البالغة نحو 214 سيارة، والتي تشكل جزءا من مساعدة اسبانية للمغرب قدرها 10 ملايين يورو صادق عليها المجلس الاسباني الصيف الماضي، وأشارت الصحيفة إلى أن بيان وزارة الداخلية الاسبانية أكد أن تسليم السيارات سيتم عن طريق النقطة الحدودية البرية التي تفصل التراب المغربي عن الإسباني، في حين لم يعلق البيان ذاته على الموقف المغربي الرافض.
التجديد

29/9/2006