Home»Correspondants»الجرحى اللبنانيّون يرفضون العلاج في الأردن احتجاجاً على موقف حكومتها الداعم للعدوان الصهيونيّ

الجرحى اللبنانيّون يرفضون العلاج في الأردن احتجاجاً على موقف حكومتها الداعم للعدوان الصهيونيّ

0
Shares
PinterestGoogle+

بيروت ـ المركز الفلسطينيّ للإعلام

تتلاصق الخيام الخضراء بمحاذاة بعضها البعض في إحدى المناطق التجارية الراقية ببيروت، كجزءٍ من مستشفى عسكريّ ميدانيّ أرسله الأردن لمعالجة الجرحى اللبنانيين، الذين أصيبوا خلال 17 يوماً من الحرب بين الكيان الصهيونيّ والمقاومة الإسلاميّة اللبنانيّة. لكنّ الجنودَ الأردنيّين جلسوا تحت الأشجار، التي ظلّلت المكان دون عمل.

وفي نظرةٍ إلى داخل الخيام تبدو الأسِرّة الخالية لأنّ المصابين اللبنانيّين رفضوا المساعدة من الأردن في خطوةٍ اعتراضية على ما رأوه عدم ممارسة الضغط لإنهاء الغارات الصهيونيّة على لبنان.

وافتتح مطار بيروت الدولي، الذي وقع تحت نيران الغارات الصهيونيّة المكثّفة يوم الأربعاء للمرة الأولى منذ 13 تموز/يوليو 2006 للسماح لثلاث طائرات أردنية تنقل المساعدات والمستشفى بالهبوط ونقل الجرحى. لكنّ الطائرات عادت فارغةً، كذلك عادت طائرتان محمّلتان بالمساعدات الإنسانية من المملكة الهاشمية. وحطّت طائرة أخرى في مطار بيروت الجمعة.

وقال وزير الصحة اللبناني، محمد خليفة: "طلبت وبناءً على مبادرةٍ مشكورة من الأردنيّين، من الجرحى السفر واستقبالهم في الأردن فرفضوا، إمّا لأنّهم يشعرون أنّ كلّ شيء مؤمّنٍ لهم وإما أنهم لنْ يتركوا البلد بأيّ ثمن".

وأضاف خليفة لوكالة "رويترز": "الجرحى قالوا: لسنا أفضل من الذين ماتوا وأصيبوا، إذا الدول العربية تريد عمل شيءٍ ما لنا فليستعملوا نفوذهم لإيقاف العدوان علينا. هذا كان موقفاً مذهلاً لنا. حتّى مبتورو الأرجل رفضوا المساعدة".

وتكمن المأساة الإنسانية في جنوب لبنان وليس في العاصمة، لكنّ المستشفى الميداني الأردنيّ لا يستطيع الوصول إلى تلك المناطق بسبب خطورة المرور على الطرقات، التي تبقى هدفاً للغارات الصهيونيّة. وحتّى ولو أنّ المساعدات الأردنية استطاعت الوصول إلى الجنوب فمِنْ غير الواضح إذا كان اللبنانيون سيتسلمونها.

وأنْحَتْ دول عربية حليفة للولايات المتحدة باللائمة على حزب الله لنشوء الأزمة. ويقول بعض اللبنانيين إنّ الإدانات العربية كانت خجولةً جداً، ولا تواكب ما ترتكبه قوات الإرهاب الصهيونيّ من اعتداءات، ولكنْ هذه الإدانات من شأنها احتواء الشارع العربي.

ويشعر البعض بأنّه بغضّ النظر عن المساعدات، التي تُرسَل إلى لبنان فإنّ العرب م يفْعَلوا إلا القليل جداً لإنهاء الحرب. وقال أحد العاملين في موقفٍ للسيارات قرب المكان الذي وُضِع فيه المستشفي العسكريّ الأردنيّ في منطقة "فردان": "صار لهم ثلاثة أيّام هنا ولم نرَ جرحى يُعالَجون هنا.. ليس من المعقول أنْ يعطوا الضوء الأخضر لضربنا وذبْحنا وبعد ذلك يأتون لمعالجتنا. لا نريد حلْوَهم ولا مُرَّهم".

وأشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يرأس حركة "أمل" والحليف الوثيق لحزب الله، في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية، إلى امرأةٍ جريحة رفضت الحصول على مقعدٍ في الطائرة الأردنية.

وقال برّي: "عُرِض على امرأةٍ مبتورة اليد أنْ تذهب إلى الأردن لتركيب طرفٍ لها، فقالت: (ذهب بيتي وذهب ابني وزوجي، ماذا أفعل بيدي؟ إنّي أنتظر أنْ أعود على الأقلّ لأقرأ الفاتحة لهم).. والطائرات عادت من دون أنْ تحمل جريحاً واحداً".

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *