Home»Correspondants»المثقف ؟

المثقف ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

بسم الله الرحمان الرحيم .

كثيرا ما استوقفتني كلمة [ المثقف ] لأجد لها تحديدا صحيحا لمفهومها ، الا أنني أجـد نفسي في دوامة من التساؤلات تنتهي بعدم الاقتناع بهذا التحديد أو ذاك التعريف الذي يحيط بالكلمة ويعطيها حقها ودلالتها الحقيقية والجامعة الشاملة .

في السبعينيات من القرن المنصرم شهد العالم عدة احتجاجات وثورات قادها زعماء أمثال : جان بول سارتر في جامعة السوربون بفرنسا ، وكان ميشيل فوكو يتحرك موزعا المناشير عند مدخل مصانع سيتروين للسيارات بفرنسا أيضا . كما كان بيير بورديو يساند الحركات الاحتجاجية … وغير هؤلاء كثيرون ممن كثذتبت أسماؤهم في سجل التاريخ بمداد من ذهب …

ولحظة تساءلت : هل نجد نظيرا اليوم لهؤلاء في المغرب ؟ أو في أي قطر عربي آخر ؟ وهل نجد في جمعياتنا وأحزابنا السياسية من يقوم بمثل الأدوار التي قام بها أولئك الأشاوس في الغرب ؟ وهل فينا من يجرؤ على البوح بالنقد علانية ، وعلى المساءلة والمصارحة المدويين ؟ بل ما هي مواصفات المثقف المرغوب فيه عبر التاريخ في كل بلد وفي كل زمان ومكان ، ذلك الإنسان التواق الى صنع الأحداث واتخاذ المواقف وبناء القرار أو على الأقل توجيهه ؟

وهل المثقف هو كل انسان نال قسطا من العلم وحصل على شهادة عليا في زمن الغش والنقل واختلاس البحوث وتبنيها ؟ أم هو ذلك الذي يحشر أنفه في كل المواضيع والمجالات ،ذلك الموسوعة الناطقة بدون موقف أو حجة أو برهان ؟

طبعا كثيرة هي الأجوبة التي تتبادر الى الباحث وتواجهه في مضمار بحثه .

وأخيرا لعلي قد اجتهدت في وضع أرضية للنقاش والتحاور وتبادل الآراء في المعضلة المطروحة . آمل أن تجد هذه التساؤلات أجوبة من لدن القراء والكتاب الذين سخروا عقولهم وأفكارهم في خدمة صفحات جريدتنا الإلكترونية الغراء [ وجدة سيتي ] . وعلى الله فليتوكل المومنون ( صدق الله العظيم ) والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. ali kadiri
    30/06/2006 at 11:56

    إنه بالفعل موضوع شائك ومعقد، فالمثقف في زمننا الحالي تحول إلى بيدق في أيادي السياسيين بدل أن يكون السياسيون في كف المثقف، إن المثقف في وقتنا الراهن يبحث عن سعادته قبل سعادة الآخرين ويهتم بمشاغله قبل مشاغل المجتمع، في حين أن اهتمامات المثقف اهتنامات كبرى فكرية وميدانية، يحكي لي أحد الدكاترة الباحثين والمثقفين أنه في أحد الأيام كان جالسا في مقهى يفكر في أوضاع المجتمع وهمومه لا يهتم بمن حوله وما يجري ويدور في المقهى، وأتى شيخ يسأل (متسول) في هيئة مهينة فلم يبالِ به صاحبنا، وبادر بعض البسطاء من الناس الذين كانوا يجلسون في المقهى إلى مد يد العون لهذا فانتبه مثقفنا إلى هذه الحالة فعرف أنه في حقيقة الأمر أبعد ما يكون عن المجتمع ومحيطه وإنما هو منشغل بأوهام.
    هذا ما يعيشه كثير من مثقفينا أوهام ونظريات ومجادلات عقيمة وجمود فكري وابتعداد عن المجتمع ميدانيا…

  2. عبد العزيز قريش
    02/07/2006 at 21:13

    أستاذي الكريم عبد المجيد بنأحمد الموقر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    أخي سؤال جوهري وعميق هذا الذي طرحته. والإجابة عنه لسيت امرا هينا وسهلا عبر تعليق أو مناقشة بقدر ما هي بحث معمق يبين من هو المثقف؟ وما أدواره في المجتمع؟ وما تقاطعات المثقف مع العلماء والباحثين والموسوعيين والمتخصصين. فهل المثقف هو من يحمل أطنانا من المعلومات ويروجها في كتب ومنشورات أم هو من وعى بأهمية أدوات البحث في تغيير المجتمع أو من يشارك هموم الآخرين ويعمل على التغيير والتطوير عمليا؟ هل هو من يكتب من برج عال أم من يكتب من قلب الحدث ويشارك فيه بكل قوة؟ هل المثقف من جلس على كرسي ومكتب ومكتبة وفي مؤسسة حزبية أو نقابية أو جمعوية أو ثقافية أو .. وبدأ ينظر أم ذلك الإنسان المنخرط بالفعل في النظري والعملي على حد سواء؟ أسئلة جدير بالإجابة عنها البحث المعمق في أسئلتها وطروحاتها. وهي جديرة بالمقاربة لأنها ستعري على الكثيرين يسمون أنفسهم بالمثقفين، وهم لا يحملون سوى كم هائل من المعلومات؛ ولا يوظفونها سوى في الديماغوجيات. أعتقد أن الثقافة رسالة تصحيح وبناء الإنسان والمجتمعات، وإحقاق الحق وإبطال الباطل. أما الثقافة بمعنى حمل الأسفار في الرأس والانزواء إلى الصوامع لعبادة الكتابة في انقطاع تام عن هموم المجتمع والفعل الفاعل فيها بما يغيرها إلى الأفضل، فتلك ثقافة ( التقاف ) بالمعنى العامي الذي يبطل الفعل ويسبب الأمراض.. لك ثانية التحية والتقدير

  3. بنـاحمد عبـد المجيــد
    03/07/2006 at 17:21

    في البداية أتقدم بالشكر الجزيل الى الأستاذين المحترمين: السيد علي قادري والسيد عبد العزيز قريش على تفضلهما بالمشاركة في النقاش الخاص بمفهوم وهوية المثقف في عصر انهارت فيه القيم وداس الانسان كرامة الانسان في وحشية لم يسبق للتاريخ أن شهد مثلها .
    وأقول يا أيها السادة الأجلاء انني بحثت عن الانسان المثقف في ركن من أركان هذا الوجود فما وجدت الا ثلاثة أصناف ـ يمكن مناقشة هذا الرأي ـ :
    أ) المثقف الفعلي : انقضى زمنه ومات مع الثورات السابقة ومحاولات تغيير الأنظمة في روسيا والدولة الساندينية و… وهو ذلك الكائن الذي اعتبر حريته وشعبه أرقى مبدأ في الوجود فسخر كل امكاناته الفكرية والروحية لتحقيق هدف الشعب .
    ب) المثقف البيدق: وما أكثرهم في مناسبات محددة : تفرخهم ظروف الاعداد للانتخابات التي تعرفها الأحزاب السياسية . وسرعان ما يتوالدون ويفرخون ، تسخرهم ادارة ومكاتب الأحزاب كالدمى تعدهم بالمال والجاه والسلطة و … وسرعان ما تراهم قد انقلبوا ولا تدري أي منقلب ينقلبون .
    ج)المثقف الانتهازي:وهو موظف تنفيذي في يد السلطة ،وهو يحشر أنفه في كل الأمور والقضايا التي تتعلق بمن هم فوق ، همه الوحيد هو الولاء والولاء والولاء كي يرضوا عليه .
    د) المثقف الباهت المستقيل قبل الأوان : وهو ذلك الكائن الذي تجاوزته الأحداث وعجز عن مسايرة وتيرة نفاق ومراوغات الفئات السابقة ، فانزوى في ركن متفرجا وفمه مفتوح لا تنطق شفته بكلمة .
    وطبعا هذه التصنيفات قابلة للنقد بالحذف والزيادة ، والى فرصة أخرى ان شاء الله تعالى.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *