حسن عبد الخالق

تجسد جولة جلالة الملك محمد السادس في الجهة الشرقية التي انطلقت يوم الاثنين، حرص جلالته على تعزيز تنمية المنطقة، في إطار المحاور الأربعة التي حددها لتحفيز الاستثمار والمقاولات الصغرى والمتوسطة للشباب وتزويد الجهة بالتجهيزات الأساسية وإعطاء الأولوية للمشاريع الاقتصادية الهامة والنهوض بالتربية والتأهيل وتفعيل التضامن. ويدشن جلالة الملك في هذه الجولة مشاريع اقتصادية واجتماعية تتجاوز اعتماداتها المالية 245 مليار سنتيم تحقق دفعة جديدة لمسلسل التنمية في المنطقة.
وقد قام جلالة الملك منذ اعتلائه العرش ، بعدة زيارات للجهة الشرقية، لتمكينها بفضل إمكانيات وقدرات البلاد الذاتية، من مقومات الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي وأسباب القوة والمناعة بحكم موقع المنطقة والرهان على أن تتبوأ مكانتها، كقطب محوري مغاربي وجزء من المجال المتوسطي للبلاد الذي ينهض، من سنوات التخلف، ليكون وعاءً للإقلاع الاقتصادي وفاعلاً في الشراكة بين ضفتي المتوسط. وتميزت بداية الجولة الملكية الحالية في الجهة برئاسة جلالته مراسيم التوقيع على اتفاقية لتنفيذ برنامج التأهيل الحضري لوجدة بتكلفة مليار و 275 مليون درهم ، يهدف الى تعزيز التجهيزات الأساسية الكبرى وتحسين المشهد الحضري وترميم المدينة العتيقة ورد الاعتبار للمعالم التاريخية، فضلاً عن إعادة إسكان قاطني الأحياء ناقصة التجهيز، مما يفتح الأبواب أمام عاصمة الشرق لتنخرط في مشروع كبير للتجديد الحضري. وأعطى جلالته الانطلاقة لبرنامج التطهير السائل في وجدة وأطلع على مجموعة من المشاريع التي تهم مجال البيئة. وتعد الجولة الملكية مناسبة لمبادرات اجتماعية هامة من قبيل تمكين متضررين من الفيضانات من السكن في دور جديدة وتعزيز العمل الاجتماعي والتضامن في المنطقة. وبفضل الحرص الملكي على تمكين الجهة من البنيات الأساسية الضرورية ، انخرطت الحكومة في تفعيل توجيهات جلالته الواردة في خطابه يوم 18 مارس 2003 في وجدة أمام القوى الحية في الجهة ، بالبدء في الأعمال الأولية لإنجاز الطريق السيار بين فاس ووجدة عبر تازة والخط السككي بين الناضور وتاوريرت التي ستصبح بفضل هذا الخط مركزاً هاماً وممراً للحركة الاقتصادية التي سيسيرها الربط السككي وإحداث كلية للطب ذات مركز استشفائي جامعي. وتجسد المشروع التنموي للجهة أيضاً في انطلاقة تهيئة المحطة السياحية للسعيدية. وأحدث جلالة الملك وكالة تنمية وإنعاش أقاليم الجهة الشرقية ، لتكون إطارا عمليا لتنفيذ مخطط التنمية المندمجة للجهة الذي يهدف أيضا الى تنفيذ توجيهات جلالة الملك بإحداث منطقة حرة بالناظور تضم الى جانب الميناء مناطق اقتصادية وتجارية وسياحية ثم تنفيذ البرامج الاخرى وفي مقدمتها تنمية وحماية النجود والواحات في فجيج وبوعرفة وعين بني مطهر؛ وتحفيز الاستثمار في الجهة لخلق المزيد من فرص الشغل أمام الشباب. وتؤكد الجولة الملكية في الجهة الشرقية بما يواكبها من مشاريع تنموية ان جلالة الملك سيظل حريصا على العناية بالمنطقة وجعل إمكانيات البلاد الذاتية في خدمة تنميتها وتقوية مناعتها في إطار تقوية مناعة المغرب.
عن جريدة العلم