Home»Correspondants»تيمور: النموذج الجزائري في مهب الرياح

تيمور: النموذج الجزائري في مهب الرياح

0
Shares
PinterestGoogle+

الرباط30-5-2006 ( بقلم عبد الكريم الموس) وأخيرا انقلب السحر على الساحر ، فتيمور الشرقية ، ذلك البلد الصغير التائه في العمق الآسيوي ، الذي طالما تعللت به الجزائر وصنيعتها البوليساريو باتخاذه نموذجا في محاولتهما اليائسة لإسقاطه ، من باب مقارنة ما لا يقارن ، على قضية الصحراء المغربية ، خيبت ظنهما وجعلت كل حساباتهما خاسرة بائرة .
وليس في قولنا هذا أي تحامل أو تسرع ، كما ليس فيه تهويل أو تأويل ولا قراءة مغلوطة للأحداث طالما أن الواقع لا يرتفع والشمس لا تحجب بالغربال . فهذا البلد الواقع في الأرخبيل الاندونيسي ، والذي هو مضرب المثل في الفقر المدقع بين بلدان آسيا كلها ، هو الآن ، منذ شهر بأيامه ولياليه ، في مهب الرياح ، يصارع الاحداث العاتية التي لا يكاد يقلب صفحة منها حتى تنفغر في وجهه صفحات أخر قد تكون أدهى وأمر .
ومع ذلك فما نقوله هنا هو الملاحظة عينها التي سجلتها منظمة الأمم المتحدة عبر مقولة فاه أحد مسؤوليها بها عندما قال بالفصيح الصريح إن الأمر ، بالنسبة لهذا البلد ، يتعلق بنزاع أو خصومة طائفية !. وهو ما يعني في النهاية أن العوامل العرقية والتاريخية والجغرافية واللغوية لا تمحوها القرارات السياسية المتسرعة التي تمليها حماسة كاذبة أو تكون وراءها ، وهذا هو الأدهى ، حسابات السياسة السياسوية .
ومن نافلة القول أنه في غياب اللحمة القوية اللآخذة من العمق الوحدوي ، فإن كل هذه العوامل تطفو على السطح بكيفية دورية لأن الأمور تكون في الواقع أشبه ما تكون بقنبلة موقوتة تهدد بالانفجار في كل وقت وحين .
وفي هذه الحالة بالذات يتعلق الأمر بنموذج أو مثال تتحصن وراءه الجزائر وصنيعتها البوليساريو ، وهو نموذج ينهار الآن كقصر من رمل أمام أعين العالم أجمع .
فالمشهد الكارثي الذي تبدو به اليوم تيمور الشرقية يسائل المجتمع الدولي : هل في مقدورهذا المجتمع ، والحالة هذه ، أن يخاطر في المستقبل بالتخطيط أو بقبول أو ضمان وضعية تكون فيها كل العناصر المتفجرة مجتمعة مع فتيل حارق يترصدها ، علما بأنه سيضطر عاجلا أو آجلا إلى التدخل لإطفاء الحريق بعد أن يكون وقع المحظور ودفع الثمن ؟ .
 وهنا بالضبط تتجلى الحكمة الكامنة في المبادرة المغربية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية ، تلك المبادرة التي تستند إلى الرغبة الشعبية في الوحدة بقدر ما تستند إلى حقيقة كونها ناجعة سياسيا وواعدة جهويا .
فالاوضاع في تيمور الشرقية كان في الإمكان أن تتحول إلى واقع دموي لا يردعه رادع ، وإلى هجومات وهجومات مضادة لا نهاية لها مع ما يخلفه ذلك من مآس وخراب ودمار ، لو لم تتدخل القوات الأجنبية بطلب من السلطات القائمة التي فقدت بين عشية وضحاها أحد العناصر المكونة للدولة ذات السيادة كما يحددها ميثاق الأمم المتحدة ، ألا وهو المراقبة الفعلية للتراب .
ذلك أن لعبة التمييز الفعلي أو المفترض والذي تم رفع شعاره في واضحة النهار على كل حال ، ولعبة التضامن العرقي أو الجهوي ، كل ذلك فعل فعله ليجعل تيمور تفقد فجأة قدرتها على التحكم في جيشها وفي قواتها الأمنية التي طلبت منها الحكومة المحلية بكل بساطة أن تعود إلى ثكناتها ، في انتظار أن تقوم قوات أجنبية بإرساء وحدة أو اتحاد وطنيين مفترضين .
وفي ضوء ما سبق يتبين أنه عندما نريد أن نصطنع دولة مستقلة من فراغ وعلى غير أسس ودون الأخذ بعين الاعتبار معطيات الواقع ، فإننا نكون في هذه الحالة كمن يستجير من الرمضاء بالنار كما يقول المثل ، هذا إذا حسنت النية وصفت السريرة .
إن المرء يكون مخطئا كل الخطأ ومجانبا للصواب في كل الأحوال عندما يضع قناعا كثيفا على وجهه ، وعندما يزرع في كل مكان وآن قنابل موقوتة تحول دون أي إمكانية للعيش الهانئ في المجتمع . وهذا دون الحديث عن الحياة السياسية بكل تشعباتها ومتاهاتها ، وعن النشاط الاقتصادي الذي يتطلب ، من بين ما يتطلبه ، الإطار المستقر الذي لا يعكره معكر ، وعن الجوار والسلام والاستقرار في العالم .
وعندما نعلم أنه في أفق هذه الأزمة التي تهز تيمور الشرقية في أمنها العام تلوح أزمة سياسية واضحة المعالم ، فإننا نعلم في الوقت ذاته ما ينتظرهذا البلد الصغير وساكنته من مصير لا يعلمه إلا الله . ومهما يكن من امر فإن تدخل القوات الأجنبية لا يمكنه أن يكون ، في أحسن الأحوال ، إلا مسكنا للمرض وليس علاجا كافيا شافيا .
فنموذج تيمور الشرقية فيه الكثير من العبر ، لمن يعتبر بطبيعة الحال ، ولكنها العبر التي لا تسير في اتجاه ما تريده الجزائر وما تروج له هي وصنيعتها البوليساريو.
و. م. ع

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. صحراوي مغربي
    16/06/2006 at 18:56

    نتمنى ان يعطينا فخامة الرئيس الجزائري بوتفليقة رايه نخصوص كارثة تيمور التي كا ن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مغرما بما يسمى استقلالها ….فهاهي ذي دخلت حربا اهلية ستأتي على الخضر واليابس …. ولربما ان الرئيس الجزائري بطرحه بخصوص قضية الصحراء ودفاعه المستميت عن انفصال الصحراء عن المغرب هو انه يريد بذلك ان يكون مصير الصحراء المغربية مثل مصير جزيرة تيمور … اي اشعال الحرب الأهلية بين سكان الصحراء فذلك ولا شك ما تريده الجزائر الرسمية … اليس كذلك يا فخامة الرئيس

  2. alg
    16/06/2006 at 18:56

    سلام:الجزاءر ليست لها فاءدة من تقسيم المغرب او عدم تقسيمها ، ولا مصلحة لنا فيها انما هو فقط الانتقام من( كما ت سمونه الملك الهمام) لازيادة ولا نقصان لكن سؤالي هو لماذا لم يشفى غليل المسؤولين في الجزاءر حتى الان

  3. alg
    16/06/2006 at 18:56

    جواب وراي و مبدء الرئيس الجزائري واضح ولا يريد اجابة او شرح او تعليق وعليكم انتضار ما هو اكبر و اخطر

  4. saguia hamra
    16/06/2006 at 18:56

    salam mes frères algériens merci beaucoup pour votre soutien à notre noble cuse ,vous etes un peuple libre et fièr ,un peuple qui a depuis massinissa à l’emir abdelkader prouvé qu’il est indomptable,rt moi en tant que sahraoui libre je ne prosternerai jamais devant le roi des marocains et je lutterai toute ma vie pour obtenir notre liberté ,vive la liberté vive le polisario et vive la rasd

  5. جواب على صاحب الساقية الحمراء
    16/06/2006 at 18:56

    لماذا لم تكن رجلا ايام كان الأسبان يستعمرون الساقية الحمراء …آنذاك كنت انت وغيرك من الخونة الصحراويين يركعون لأسيادهم الأسبان ولكن في الوقت الذي حرر المغرب صحراءه تآمرتم مع الجزائر ضد بلدكم الأصلي المغرب …. فانظر الى الصحراء المغربية كيف كانت في عهد الأستعمار الأسباني وكيف اصبحت الآن في عهد الملك الحسن الثاني قدس الله روحه وفي عهد جلالة الملك محمد السادس …فهي صحراء مزدهرة ، ومتقدمة ، وتغيرت تغيرا جذريا وهي تسير من حسن الى أحسن ….فكل شيء تغير في الصحراء المغربية من حسن الى أحسن الا الهونة مثلك والذين لا يعترفون بالجميل …لأنك انت وامثالك من الخونة لئام والشاعر يقول : اذا اكرمت الكريم ملكته واذا أكرمت اللئيم تمردا ….. فلا يتمرد ضد وطنه الأصلي الا اللئام …..قلت اييييييييييييييييه

  6. مغربي حر
    16/06/2006 at 18:56

    لقد بدأت أوراق الجزائر تتساقط أولا بقضية تيمور الشرقية الخاسرة – التي كانت مفخرة بوتفليقة- ثانيا قبائل الطوارق في الجنوب الجزائري التي تطالب بإستقلالها في إطار حرية تقرير المصير الدي ضل بوتفليقة ينادي به و ثالثا الضربة القاضية التي قدمها المغرب و المتعلقة بإحداث المجلس الملكي لشؤون الصحراء و الحكم الداتي. فأجب يا بوتفليقة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *