Home»Correspondants»الشخصية (2)

الشخصية (2)

0
Shares
PinterestGoogle+

هناك العديد من النظريات الفلسفية ،والسيكولوجية، والسوسيوثقافية ،التي اهتمت بتحديد شخصية الإنسان ، وهي تبدو مختلفة ، وغير متفقة في الظاهر. ولكنها في الواقع، تنطلق من نفس العوامل الأساسية،المكونة للشخصية والمحدد ة لها. كبنية الجسم ، وبنية العقل، والدين، والبيئة : (الأسرة – المدرسة – المجتمع الاقتصاد – السياسة ) . والعلوم الإنسانية لا تخرج عن هذا الإطار ، فهي الأخرى حاولت أن تحدد الشخصية ، انطلاقا من ثلاث منظومات أساسية هي : (1) الفرد كموجود بيولوجي مسؤول أخلاقيا، واجتماعيا ، وقانونيا (2)الفرد كبناء نفسي خاضع للنمو، وللتغير، والالتأثيرات والتجارب الذاتية والموضوعية (3) الفرد كعضو في المجتمع خاضع للتأثير والتأثر .

إن طبيعة الفرد ، معقدة ومركبة ،ومتنوعة .فهو كيان أو عضو بيولوجي ،وفي نفس الوقت أنا ، أو ذات مفكرة واعية ،تتحمل مسؤولية أفعالها ،الأخلاقية والقانونية ،وهو أيضا حياة نفسية ، تنمو، وتتطور، وتتغير. تبعا لمراحل النمو الجسمي والنفسي، ولبنية الجسم ، والعقل ، ولتأثير البيئة الاجتماعية ،والسياسة والاقتصادية ،لأن الفرد يعيش وسط مجتمع يضم العديد من المؤسسات الاجتماعية ،والثقافية ،والدينية ،والسياسة … ومن ثم فهو يؤثر فيها ويتأثر بها .وهذا ما يجعل الشخصية بنية معقدة ، ومتداخلة الأبعاد ، و مصطلحا متعدد الدلالات والمفاهيم بتعدد أنواع الخطاب ، بل أحيانا نجد دلالة مفهوم الشخصية ،تتعدد حتى داخل الخطاب الواحد . كالخطاب الفلسفي ، والخطاب السوسيولوجي، والخطاب السيكولوجي. إن هذه التقابلات ،والمفارقات ، تجعل تحديد حقيقة الشخصية مجالا يتجاذبه الفطري والمكتسب ، الطبيعي والثقافي ، والفردي والاجتماعي ، الذاتي والموضوعي ، الثابت والمتغير ، الحقيقي والمجرد ، الحتمية والحرية ،الفعل والانفعال و الخضوع والاستقلالية …

طرح الإشكالية

فكيف تتكون أيضا الشخصية ؟ هل تتكون من خلال السلوك الخارجي ؟ أم في الواقع الخفي السري ؟ وهل تفسر الشخصية اعتمادا على مقومات النظام النفسي؟ أم على مقومات النظام الاجتماعي ؟ أم على أساس التوفيق بين كل هذه الأنظمة ؟ وهل الإنسان حر في اختيار شخصيته، أو ما يمكن أن يكون عليه ، وفق النموذج الذي يريده ؟ وهل بإمكانه تغيير شخصيته متى شاء؟ أم أن شخصية الإنسان تتحكم فيها الشروط النفسية الذاتية ، والاجتماعية الموضوعية؟ ما علاقة الشخصية بالغير وبالزمان والمكان ؟ وهل هي فطرية وراثية أم مكتسبة ؟ وهل الإنسان مخير أم مجبر في تكوين شخصيته ؟ …؟

الشخصية وأنظمة بنائها

(1)

الأطروحة الفلسفية : إن الحديث عن الشخصية قديم ، بدأ مع أبي قراط اليوناني ،الذي يرى اختلاف الشخصية بين بني البشر، راجع إلى اختلاف نسب السوائل الحيوية بالجسم .( كالدم – المادة الصفراء – المادة السوداء – البلغم .. ) أما أرسطوا فيرى أن الاختلاف يعود إلى قسمات الوجه ، والبناء الجسدي. مثلا ذو البنية النحيفة يكون خجولا .(تبع)

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *